المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مثال تطبيـقـي للمعالجة المحاسبيـة للفوائد المدينة والدائنة في الحسابات الجارية
2024-08-31
الخصال العشر لأمير المؤمنين
26-01-2015
CAAT Box
18-9-2017
Koch Snowflake
22-9-2021
تاريخ دوران الأرض
13-12-2019
عدم استقرار فكرة الاثنا عشر اماما في العقل الإمامي
17-11-2016


مسؤولية المربين  
  
1338   01:43 صباحاً   التاريخ: 2023-06-06
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص50ــ52
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

ولكي لا يرتكب الشاب أي خطأ وهو يسعى لاكتساب الأخلاق الحميدة ، ولا تزل قدمه وهو يسعى لتكوين شخصيته ، ولكي يصون نفسه من سوء الخلق ، عليه أن يستعين دائماً بالتعاليم الدينية والمناهج العلمية ، وينتفع من إرشادات وتوجيهات المربين الأكفاء في طريق تنمية أخلاقه.

وهنا تأتي مسؤولية مربي جيل الشباب في تنظيم برنامجه التربوي بشكل يحوي كل القيم الإيمانية والأخلاقية والعلمية والعملية والجسمية والنفسية والمادية والمعنوية من جهة ، ومن جهة اخرى عليه أن يهتم ببنود برنامجه كماً ونوعاً لكي لا يصبح من الصعب على الشباب تنفيذه ، ولا يحبط من عزيمتهم ونشاطهم .

الاهتمام بجميع القيم:

«إن أي مجموعة من القيم نريد أن نختارها نحن كمربين ، علينا أن نلاحظ مدى توافقها مع آمال الشباب وميولهم . فهدفنا يجب أن يكون العمل من أجل الإبقاء على حيوية الشباب ونشاطهم ، والحفاظ على روح التضحية والإيثار في نفوسهم، وتشجيعهم على استغلال قدرة الحب في نفوسهم ، حب الله والكرامة والجمال والمسؤولية ، للنهوض بالقيم السامية للحياة إلى قمة الكمال. لكننا في الوقت الذي نوجه الشاب إلى هذا السبيل علينا أن لا نتجاهل طاقته ، فاذا ما فاق هدفنا طاقته فإنه يبعث اليأس في نفسه ، لأن الجهود المضنية قد تؤدي إلى السقوط المفاجئ أو إلى ذبول ومرض الشاب، فالتوجيه الأخلاقي يجب أن يتم تدريجياً كالتوجيه البدني»(1).

قياس القدرة والرغبة:

لقد أولى الإسلام قدرة الإنسان وطاقته وكذلك رغبته وحيويته في أداء واجباته العبادية والقيام ببرامجه التربوية اهتماما بالغا ، وهذا ما يؤكده الكثير من الروايات والآيات القرآنية الشريفة.

قال الله تبارك وتعالى : {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].

وقال تباركت اسماؤه : {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78].

وعن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) قال : لا تكرهوا إلى أنفسكم العبادة(2).

عشق العبادة:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده(3).

إن الفضل في نجاح الشاب في تكوين شخصيته وتحقيق سعادته يعود أولاً إلى المربين الأكفاء وبرامجهم الشاملة والمناسبة لجيل الشباب ، ومن ثم إلى نفس الشباب وطريقة تطبيقهم لهذه البرامج .

__________________________

(1) ماذا اعرف؟ ، البلوغ، ص 121.

(2 و 3) الكافي2، ص86 و 83. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.