أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2016
2473
التاريخ: 12-8-2017
2081
التاريخ: 2023-04-06
1170
التاريخ: 9-2-2021
1893
|
السَبُ في اللغة:
قال ابن دريد وأصل السب القطع، ثم صار السب شتماً، لأن الشتم خرق الأعراض. ورجل سبّ إذا كان سباباً للناس وفلان سب فلان أي نظيره (1).
وقال ابن فارس: سبّ: حده بعض أهل اللغة وأظنه ابن دريد: أن أصل هذا الباب القطع، ثم اشتق منه الشتم وهذا الذي قاله صحيح.
والسب: الشتم ولا قطيعة أقطع من الشتم. ويقال للذي يُسَاب سب.
ويقال رجل سُببة إذا كان يَسُبُّ الناس كثيراً.
ورجل سُبَّة إذا كان يُسَبُّ كثيراً. ويقال بين القوم أُسْبُوبة يتسابّون بها. ويقال مضت سَبة من الدهر، يريد قطعة منه. والسبة: العار (2).
وقال الزبيدي:
السَّبُ: الشَّتْمُ وقَدْ سَبَّه يَسُبُه (شَتَمَه سَبا وسبيبي كخليفي كسببه) وهو أَكثرُ مِنْ سَبَّه (وَعَقرَه).
وفي الحديث (سبَابُ المُسْلِم فُسُوق) وفي الآخر (المُسْتَبَّانِ شَيْطَانَان) ويقال: المزاحُ سِبَابُ النَّوْكَى وفي حَدِيثٍ (لا تَمْشِين أَمامَ أَبِيك ولا تَجْلِسَن قبله ولا تَدعُه بِاسْمه ولا تَسْتَسب له) أي لا تُعَرِّضه للسَّبِّ وتَجُره إليه بأن تَسُبُ أَبَا غَيْرك فيسُبُّ أَبَاك مجازاة لك (وَتَسَابًا تَقَاطَعَا).
(والسبة بالضَّمِّ العَارُ) يُقَالُ هذه سُبَّةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى عَقبك أَي عَارٌ تسب به).
(و) السبة أَيضاً (مَنْ يُكْثِرُ النَّاسُ سَبَّه) وسَابُه مُسَابَّةٌ وسِبَاباً شاتمه (3).
قال المصطفوي والتحقيق:
أن الأصل الواحد في هذه المادة: هو الحصر والحد بالنسبة إلى سعة شيء وانطلاقه واعتلائه.
وهذا المعنى يختلف باختلاف الموارد والموضوعات: ففي مورد حصر الأشخاص يعبر بالسب، فيقال سبه إذا قال فيه ما يوجب حصره ويمنع عن انطلاقه واعتلائه، فالشتم والتقبيح من مصاديق هذا المفهوم: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 108]. أي القول بما يوجب حصر مقامه وتحديد مرتبته وعلو شأنه.
ومن مصاديق هذا المعنى: القطع، العقر، فيما يوجب حصر الانطلاق، لا مطلقاً، وبهذا القيد يظهر الفرق بين المادة وبين هذه المواد.
وبلحاظ هذه الحقيقة يطلق السبّ على العار المحيط الموجب للحصر والحد، وعلى خمار وعمامة تشدّ على الرأس وتحصره لا مطلقاً (4).
والحاصل: السب هو الشتم ومعنى أن الولد يسب أباه هو أن يسب آباء الناس فيسبون أباه فهو السبب في سب أبيه فيعتبر السبب أقوى وأكثر إجراماً من المباشر.
السب في الاصطلاح
لا يوجد فارق كبير بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي فإن الثاني يرجع إلى الأول إلا في موارد نادرة. قال السيد عبد الله الجزائري تتمة لكلامه السابق:
ومن عادتهم - أي الأراذل أو السفهاء - أيضاً السب وهو كالفحش وأفحش وورد انه قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) الرجل من قومي يسبني وهو دوني هل علي بأس أن أنتصر منه فقال: المتسابان شیطانان يتكاذبان ويتهاتران (5).
وروى ابن أبي الدنيا بسنده عن الإمام الباقر (عليه السلام): قال نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يُسَبَّ قتلى بدر من المشركين وقال: (لا تسبوا هؤلاء فإنه لا يخلص إليهم شيء مما تقولون، وتؤذون الأحياء، ألا إن البذاء لؤم) (6).
وفي أخرى أنه قال له رجل أوصني.
(فقال عليك بتقوى الله وإن إمرئ عيّرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه يكن وباله عليه وأجره لك ولا تسبن شيئاً من خلق الله) (7).
وقد وردت روايات كثيرة حول المنع من السب والتنديد به وأنه من أكبر مساوئ الأخلاق، كما توجد هناك صلة وثيقة بين السب والشتم وبين اللعن، فإن اللعن هو السب والشتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الجمهرة، ج 1 / 30.
2ـ معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، ص 154، مادة سب.
3ـ جاء في تاج العروس، ج 3، ص 34.
4ـ التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 5، ص 15.
5ـ تنبيه الخواطر، ج 1، ص 111.
6ـ كتاب الصمت لابن أبي الدنيا المتوفى 281هـ، ص 203، حدیث 323، وذكره العيني في عمدة القاري، ج 8، ص 231، عن الإمام الباقر (عليه السلام).
والحديث رواء السيوطي في الجامع الصغير عن المغيرة بن شعبة حيث سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعزاه لأحمد والترمذي. انظر صحيح الجامع الصغير للألباني ج 2، ص 1222، رقم 7313، وسلسلة الأحاديث الصحيحة ج 5، ص 520، رقم 2397، والمستدرك للحاكم ج 1، ص 541، ح 1419، وصححه على شرط مسلم وكذلك صححه الذهبي في التلخيص وفي الحديث ذكر الحاكم سب المغيرة للإمام علي (عليه السلام) وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)، وروی حدیث سب المغيرة لعلي (عليه السلام) أحمد بن حنبل ج 14، ص 433، ح 19484، طبع دار الحديث - القاهرة وفي طبع الميمنية ج 4، ص 369، قال: نال المغيرة بن شعبة من علي (عليه السلام) فقال زيد بن أرقم قد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ينهى عن سب الموتى فلم تسبّ علياً (عليه السلام) وقد مات، وفي حديث 19211، ذكر الحديث دون أن يأتي باسم المغيرة فقال: سب أمير من الأمراء علياً (عليه السلام)) فقام زيد بن أرقم فقال أما إن قد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن سبب الموتى فلم تسب علياً وقد مات.
وفي حديث رقم 18126، قد اختفى فيه اسم الساب والمسبوب كرامة للمغيرة!! حيث روى أحمد في مسنده ج 14، ص 104، حديث برقم 18126، بسنده الصحيح عن زياد بن علاقة قال سمعت رجلاً عند المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تسبوا الأموات فتوذوا الأحياء) وكذلك رواه الترمذي في سننه ج 4، ص 310، في ذيل حديث 1982.
وبالرغم من أن المغيرة كان من المتجاهرين بسبه لسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين زوج البتول وأبي السبطين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومع هذا كله فقد روى حديث النهي عن سب الأموات كما رواه أحمد في مسنده ج 14، ص 104، ح 18124 ـ و18126، بسند صحیح، ورواه الترمذي في سننه ج 4، ص 310، حديث 1982.
7ـ التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري، ص 322.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|