أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-07
876
التاريخ: 24-1-2023
1406
التاريخ: 3-3-2016
1983
التاريخ: 28-7-2020
1261
|
السديم في الأصل الضباب أو السحاب الرقيق، وقد أُطلق على طائفة من الأجرام السماوية تشبه السحب الخفيفة في مظهرها لنا خلال المناظير. وأول من شاهد أجراما من هذا النوع إلى حد علمنا المنجم الفارسي المشهور عبد الرحمن الصوفي في أواسط القرن العاشر، فقد شاهد ما يُعرف اليوم بالسديم الأكبر في برج أندروميدا، وانتقل علمه هذا إلى الإسبان والهولنديين، فنجد موضع هذا السديم مدلولا عليه بجملة نقط متقاربة في الخرائط السماوية الإسبانية والهولندية في القرنين الرابع عشر والخامس عشر. إلا أن اكتشاف الصوفي هذا لم يكن معروفًا في أوروبا إلا إلى حد يسير، ولذلك قام سيمون مريوس باكتشاف السديم نفسه مرة أخرى عام 1612م ووصف مظهره بأنه يشبه ضوء شمعة خلال قطعة من عظم القرن وأول ذكر للسديم الأكبر في برج الجَبَّار نجده في كتابات راهب جزوبتي سويسري اسمه كيساتوس عام 1618م وقد وصف هايجنز هذا السديم عام 1656م بأنه يشبه فجوة في السماء تسمح لنا برؤية منطقة منيرة وراءه.
أما غير هذين من السدم فلم يتمكن من رؤيتها إلا باستعمال المناظير الفلكية، وأول جدول رتبت فيه السدم وضعه «مسييه» الفلكي الفرنسي عام 1781م مستعينًا بمنظار قطره 1/2 2 بوصة، وقد احتوى جدول مسييه على 103 من الأجرام لا تزال تُعرف بالأعداد التي وضعها لها مسبوقة بالحرف M رمزًا على اسم الفلكي.
وكان مسييه مغرمًا بالبحث عن المذنبات، فوجد أن السُّدُم مضايقة له في بحثه، فتخلص من هذه المضايقة بأن عين مواضعها ورتبها!
إلا أن هذه الأبحاث تضاءلت أمام ما قام به ولیم هرشل من ذرع السماء بمنظاره، ففي عام 1786م قدَّم هرشل إلى الجمعية الملكية قائمة وصفية احتوت نحو ألف سديم وأعقبها بعد ذلك بثلاث سنوات قائمة أخرى احتوت مثل هذا العدد، ثم أضاف ثالثة عام 1802م ضمنها خمسمائة سدیم أخرى.
ولمرصد حلوان بعض الفضل في علمنا بمواضع السدم، فقد صرف المستر نكص شو الذي كان مديرًا لمرصد حلوان حتى عام 1924م جهدًا كبيرًا في تعيين مواضع السدم التي لم يسبق ضبط مواضعها وقفى على أثره في ذلك الدكتور مدور القائم على المرصد الآن. وقد تغيّر رأي هرشل في كنه السدم أثناء حياته، فقد ظنها في أول الأمر شراذم من النجوم المتكاثفة، إلا أنه عاد فوصفها بأنها لا تقل عن مجاميع نجمية كاملة قد يفوق بعضها عالمنا المجري 1 في العظمة والزهاء. وتنبأ هرشل بأننا إذا بحثنا في كنه هذه السدم فإننا سنجده يختلف اختلافًا بَيِّنًا عن كنه النجوم.
وقد تحققت نبوءة هرشل هذه عام 1864م حين حلَّل وليم هجنز أطياف السدم فوجدها تختلف اختلافًا بيِّنًا عن أطياف سائر النجوم، وتدل دلالة واضحة على أن ثلث عدد السدم على الأقل من مادة غازية متخلخلة.
وقد تقدم البحث في طبائع السُّدُم تقدُّمًا كبيرًا عندما بُدِئَ في استعمال طريقة التصوير الفوتوغرافي في الأرصاد الفلكية، ففي عام 1880م نجح هنري دريبر في الحصول على أول صورة فوتوغرافية للسديم الأكبر في برج الجَبَّار، ثم إن ومون وروبرتس حصلا على صورة ظاهر فيها النظام اللولبي للسديم الأكبر في برج أندروميدا بأن عرضا لوحا فوتوغرافيا لمدة بضع ساعات أمام منظار عاكس قطره عشرون بوصة. ويبلغ عدد السدم التي يمكن تصويرها بوساطة أحدث المنظارات اليوم في أنحاء السماء نحو المليون.
وتنقسم بوجه عام إلى قسمين: مجرية ولا مجرية، وذلك على حسب قربها أو بعدها عن العالم المجري.
والرأي السائد أن السدم اللامجرية تمثل عالمين في درجات متقاربة من أدوار تطورها. وقد سميت هذه العوالم بالجزر العالمية. وبناءً على هذا الرأي يكون هناك مئات الألوف من هذه الجزر العالمية متباعدة الواحدة عن الأخرى بما يقدر بملايين السنين الضوئية،وقد قدر شابلي قطر السديم الاكبر في برج اندروميدا بمقدار 45000 سنة ضوئية. وقدر قطر السديم الامرموز له بالرمز M33 بحوالي 15000 سنة ضوئية. وهذه الابعاد وان كانت تقل عن قطر عالمنا المجري الا انها كبيرة كبرا كافيا بحيث تسمح لنا باعتبار هذه السدم عوالم مستقلة.
هوامش
1- نسبة إلى نهر المجرة واسمه في العامية سكة التبان وهو مجموعة من النجوم المتكاثفة تظهر لنا في عرض السماء كنهر مضيء. والعالم المجرِّي مؤلَّف من المجموعة الشمسية وسائر نجوم نهر المجرة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|