المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

جعفر بن عبد الحسن بن راضي آل راضي.
26-7-2016
معامل الحجم ( المرونة الحجمية)
3-7-2016
الفصول المريخية
20-11-2016
آثار أسرار البسملة في النشأة الأولى
9-05-2015
وتر بؤري Focal Chord
29-12-2015
معنى عليته تعالى للأشياء
5-10-2014


نظام المؤسسة العسكرية في الدولة العثمانية.  
  
1969   12:22 صباحاً   التاريخ: 2023-05-12
المؤلف : د. أيناس سعدي عبد الله.
الكتاب أو المصدر : تاريخ العراق الحديث 1258 ــ 1918.
الجزء والصفحة : ص 180 ــ 187.
القسم : التاريخ / التاريخ والحضارة / الحضارة /

كانت الطابع العسكري هو السمة الغالبة على الدولة العثمانية منذ نشأتها، لذلك حظيت المؤسسة العسكرية العثمانية برعاية السلاطين العثمانيين، ويعد الجيش العثماني من أخطر المؤسسات للنظام العثماني كله. وقد بدأ نظام المؤسسة العسكرية العثمانية منذ بداية نشؤها، واعتمد على جمع اعداد من المتطوعين الذين يحاربون في سبيل نشر الإسلام، ويعود هؤلاء الى بيوتهم بعد الانتهاء من الحرب. وكانت من أبرز الانظمة العسكرية العثمانية هي:

1. نظام الدوشرمة ضريبة (الغلمان): ضريبة ادمية فرضتها الدولة على رعاياها الذين يعتنقون مذهب الكنيسة الارثوذكسية الشرقية، وكلمة الدوشرمة اصلاً يونانية تعني جمع الاولاد من العائلات المسيحية، وكان هؤلاء يمثلون خمس اطفال الدولة المهزومة في مقدونيا والصرب وبلغاريا والبانيا والمجر وغيرها كحصة بيت مال المسلمين. وكانت الدولة العثمانية تجمع اطفال الدوشرمة، وهم صغار وتحولهم الى الدين الاسلامي وتنظم لهم دراسات علمية مدنية وعسكرية، لتجعل منهم ادوات اسلامية للقتال والحكم في خدمة الدولة. وقد ملأ اطفال الدوشرمة بعد تعليمهم وتدريبهم صفوف فرقة الإنكشارية وقوة الخيالة النظاميين ومنهم كانت تستقي نسبة كبيرة من موظفي الدولة، وباتساع الدولة كان الاتراك يشكلون الفئة المهيمنة فيها، على حين أن اطفال الدوشرمة كانوا يشكلون قمة جهاز الحكم ويسيطرون على الاتراك ذاتهم. وكانت الحكومة العثمانية ترسل وكلاء الى المناطق المأهولة بالعائلات المسيحية، فيجتمع كل هؤلاء الوكلاء بقسيس القرية، ويطلب منه كشفاً باسم الاطفال الذكور الذين قام بتعميدهم. ولم يكن هناك قانون معين أو لائحة تحدد طريقة اختيار الطفل، بل كل ما في الامر أن الدولة تحدد لكل وكيل عدد الاطفال الذين يتعين احضارهم للسلطان. وكان العثمانيين يمارسون في العادة الاطفال من الريف والقرى. وكانوا يأخذون اولاد المزارعين، ومما يجدر ذكره ان العثمانيين كانوا يستجيبوا لدواعي الرحمة، فلا يأخذون الطفل وحيد والديه ولا الاطفال في سن الرضاعة، لأن امثالهم يشكلون عبئاً ثقيلاً على الموظفين المختصين بتنشئة الاطفال وتربيتهم، وكانت الحكومة العثمانية لا تأخذ الاولاد الذين تجاوزوا الحلم لأنه يصعب فصل امثال هؤلاء الاولاد عن ماضيهم وعن اهلهم وعن بيئتهم الأولى، ولذلك كان وكلاء الدولة العثمانية يأخذون فى معظم الاحوال الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين السابعة والعاشرة ومنذ أن يتحرك الوكيل بهؤلاء الاطفال الى عاصمة الدولة تنقطع الصلة نهائياً بين الاطفال و ذويهم. وكان الوكيل الحكومي يخرج من القرية بحصيلة مالية وبشرية تتمثل الحصيلة المالية في الرشوة التي يحصل عليها من بعض الاباء الموسرين في سبيل التغاضي عن جمع اولادهم. وكانت هذه الحصيلة تختلف قلة وكثرة تبعاً لثراء الاباء من ناحية ومدى جشع الوكلاء من ناحية اخرى. ومع ذلك فأن اغلب المؤرخين يقررون ان غالبية الاباء كانوا يرحبون بتقديم أولادهم، ونظروا الى العملية كلها على انها امتياز لهم أكثر منها عبئاً نفسياً ثقيلاً ويؤكدون هذا الرأي بقولهم إن العائلات المسلمة كانت تطلب الى الاسر المسيحية أن تقدم اولادها الى وكيل الحكومة على انهم مسيحيون بدلاً من اولاد هذه الاسر المسيحية. وكانت مزايا نظام الدوشرمة واضحة امام اعين المسلمين من البوسنة الذين رتبوا لإرسال ألف من ابنائهم في سنة 1515 الى مدارس التدريب الخاصة بالقصر الامبراطوري. وكذلك عمل اليهود على حشد اولادهم ضمن حصيلة الدوشرمة على انهم مسيحيون، وبذلك تسري في غفلة من الحكومة، على اولاد المسلمين واليهود الامتيازات التي تعود على ابناء الاسر المسيحية. ومن المرجح ان تطور الدوشرمة الى نظام دوري يقوم على جمع الاطفال المسيحيين لملأ الوظائف في القصر والادارة قد تم في عهد السلطان بايزيد الاول (1889-1402) وطبق بوجه عام في عهد مراد الثاني ومحمد الفاتح وفي اسطنبول كان يتحول اطفال الدوشرمة الى الاسلام وتجري لهم جراحة الختان ويتلقون تربية دينية ويحضرون دراسات في اللغة التركية والتاريخ الاسلامي العام والتاريخ العثماني فينشؤون على التمسك بالدين الاسلامي والتعلق بالدولة العثمانية وكانوا الى جانب ذلك يتلقون تدريباً عسكرياً خاصاً. وكان من تبدو عليهم صفات استثنائية من الناحيتين العقلية والجسمية يدربون باعتبارهم غلماناً في الخدمة الداخلية في القصور السلطانية، وكان يطلق عليهم ايج أوغلانات (مفردها ايج اوغلان) اما الباقون فكانت الدولة تعدهم لشغل الوظائف المدنية الكبرى، ويتلقون تعليماً عسكرياً ومدنياً خاصاً، ووصل بعضهم الى الصدارة العظمى اي رئاسة الوزراء، وكان بإمكانهم الانخراط في الخدمة العسكرية في جيش القبوقولو (عبيد الباب العالي). وهناك ما يدل على ان الموظفين العثمانيين الذين كانوا من (الدوشرمة) اصلا ظلوا يتذكرون طفولتهم عندما اخذوا صغاراً من ذويهم ويحنون الى ذوي القربى منهم. فإبراهيم باشا الصدر العظم في عهد السلطان سليمان القانوني كان من أصل يوناني وظل في منصبه مدة ثلاثة عشر قبل ان يشنق في عام 1536 لارتكابه اخطاء كثيرة من بينها أنه كان يحمي اقربائه اليونانيين ويرعى مصالحهم ومحمد صرقوللو الصدر الاعظم (1564 - 1579) لم يكن يتصل فقط اتصالات خاصة بعائلته بل ساعد ايضاً اهالي الصرب من خلال محاولة اقناع السلطان بإعادة تأسيس اسقفية بيك في عام (1557)، بالاشتراك مع اخيه رئيس الاساقفة.

2. الإنكشارية: ان القوة الحقيقية للجيش العثماني في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي كانت تكمن في جماعة الإنكشارية (المشاة النظاميين) والسباهية (الخيالة) فطبقاً للشريعة الاسلامية كان غير المسلمين من غير سكان دار الحرب هم وحدهم الذين يحل استرقاقهم، كما ان حكماً اخر من احكام الشريعة كان يخصص للإمام خمس الغنائم بما في ذلك الاسرى من غير المسلمين. وكان السلاطين العثمانيون أئمة بالدرجة التي تؤهلهم للتمتع بهذه الميزة، ومن ثم امتلاكهم عدداً كبيراً مطرد الزيادة من الاسرى الارقاء الذين كان بيعهم امراً عادياً. وكان للسلطان حق الاختيار الاول في الغنائم وفضلاً عن ذلك كان السلطان يشتري الاسرى الصغار الاقوياء بأرخص الاسعار ويصنفون كأبناء بالتبني وعبيداً له. وقد أطلق عليهم السلطان (الفرق الجديدة) التي تسمى بالتركية يني شري. وبعد ان يتم ختانهم وتحويلهم للإسلام كان السلطان يقوم بتعيينهم حراساً له وكافأهم بالهدايا الكثيرة ويمنحهم المناصب العالية ويسمح لهم السلطان بمشاركته الطعام والشراب. ويذهب العثمانيون الى ان فرقة الإنكشارية يرجع انشاؤها الى عهد اورخان (1326-1362) ابن السلطان عثمان وخلفه وكانت الفرق الرئيسة عند العثمانيين قبل هذا العصر هي فرق الفرسان الذين يسمون قينجي (الفرسان الخفاف) يشد ازرهم الجنود المشاة الذين يسمون وبالتركية (يايا). ويرجح ان الذي أوحى الى الترك ان يعززوا فرسانهم بجنود مشاة مدربين هو ما شاهدوه من فرق الجيوش البيزنطية. وهنا نلاحظ انه لا يوجد دليل على ان فرقة الإنكشارية كانت اداة للتحول القسري الى الاسلام عن طريق ادخال الاولاد المسيحيين الى الجيش العثماني قبل عهد السلطان مراد الاول (1362-1389). ولما كان المؤرخون يجمعون على الإنكشارية لم يجندوا الا من مسيحيي اوروبا فلم يكن باستطاعة اورخان ان يفكر بالقيام بذلك، لأن المشكلة التي جرى حلها بهذه الكيفية لم تنشأ الا بعد وفاته. ويقال ان مصطلح انكشارية (اصلها: يني شرى) مصدره درويش هو الحاج بكتاش ، وتتحدث رواية ان السلطان أورخان قد اصطحب الطليعة الاولى من هؤلاء المجندين الى مسكن الحاج بكتاش في أماسيا، ورجاه ان يباركهم ويخلع عليهم اسما فوضع بكتاش كمه فوق رأس احد الواقفين في الصف الأول، ثم قال للسلطان: " ان القوات التي انشأتها ستحمل اسم يني شرى، وستكون وجوههم بيضاء وضاءة وستكون اذرعهم اليمنى قوية وسيوفهم بتارة، وسهامهم حادة وسيوفقون في المعارك ولن يبرحوا ميدان القتال الا وقد انعقدت لهم الوية النصر"، وتخليداً لبركة بكتاش كان الانكشارية يضعون على رؤوسهم قلنسوة من الصوف الابيض شبيهة بقلنسوة الدرويش من خلفها قطعة طويلة من القماش اسطوانية الشكل، باعتبارها رمزاً لكم الحاج بكتاش الذي بارك به رقبة زميلهم. وهناك شك حقيقي في صحة تلك الرواية على اساس ان الحاج بكتاش كان قد توفي قبل انشاء الإنكشارية بقرن من الزمان ولكن الثابت تاريخياً الإنكشارية كانوا ملتصقين التصاقاً قوياً بالطريقة البكتاشية. وبوصفهم عبيداً للسلطان فإن الإنكشارية كانوا يربون في روح ولاء وانضباط مطلقين. وكان يجري إنزال العقاب عن المخالفات التي يرتكبها اي إنكشاري عن طريق الضرب بالعصي، او التنقل الذي ينزل بالمخالفين الى رجال حاميات عاديين في قلاع المقاطعات وفي الاصل كان يحرم على الإنكشارية الزواج طالما يقومون بالخدمة العسكرية، وألغى هذا التحريم في عهد السلطان سليم الاول (1512-1520). ويتضح من السجلات العثمانية ان عدد فرقة الانكشارية في الأصل كان ستة الاف انكشاري ثم نمت وازداد عددها سنة بعد أخرى، ففي عهد السلطان مراد الاول وصل عددها الى عشرة الاف انكشاري، وفي عهد محمد الفاتح (12000)، وفي عهد سليمان القانوني (20000) ، وفي عهد محمد الرابع منتصف القرن السابع عشر لم يزد عدد الفرقة عن (40000) ، وخلال ثلاثمائة سنة قدر ان ما يزيد عن خمسة ملايين من الاطفال المسيحيين قد اصبحوا انكشارية. ولم يكن هناك لأحد سلطة على الإنكشارية سوى قائدهم والسلطان العثماني، وكان معروفاً عنهم شهرتهم كمحاربين مهرة وولائهم للسلطان، وقد حاربوا كفرق مشاة. والإنكشارية جعلوا الجيش العثماني من أفضل جيوش العصر، ان لم يكن أفضلها، حتى القرن السابع عشر وفي حوالي سنة (1500) تم تسليح الإنكشارية ببنادق يدوية، وكان رسوخ اقدامهم في القتال، وترابطهم في جماعات محاربة، ومهاراتهم في استخدام هذه الاسلحة قد تسبب في اندحار الجيوش المملوكية، وفي التعجيل بفتح العثمانيين لبلاد الشام ومصر خلال عامي (1516-1517). كما شتت الإنكشارية اخر محاولة يائسة لسلاح الفرسان المسيحي في معركة موهاكس الفاصلة التي انتهت بانتقال مملكة المجر لحكم السلطان سليمان القانوني في سنة (1526). وفي الأوقات التي لم تكن تستلزم قيام الإنكشارية بمهام الحرب كان يعهد إليهم بالمحافظة على الامن في اهم مواقع الامبراطورية العثمانية. وفي اسطنبول كانوا يقيمون بحراسة الديوان اثناء اجتماعاته التي يرأسها السلطان، كما كانوا يقومون في المدينة بمهام الشرطة وقوة المطافئ وبحراسة بوابات المدن الهامة والحصون ويشكلون قوات الشرطة في الولايات. وقد زاد محمد الفاتح رواتب الإنكشارية وامتيازاتهم الى حد كبير بعد فتح القسطنطينية. وحين اتسع ملك العثمانيين في اوروبا جرى اختيار غلمان الإنكشارية من اوروبا بدلاً من اسيا، ولاسيما من بلغاريا والبانيا والبوسنة على انهم ما لبثوا ان شكلوا قوة سياسية في الدولة، ففي أواخر القرن الخامس عشر قام الإنكشارية بثورة أمكن اخمادها. ومنذ عهد محمد الفاتح أصبح من المعتاد ان يقوم كل سلطان جديد بتوزيع نقود الإنكشارية لضمان ولائهم. على اية حال، وجد السلاطين العثمانيون في الإنكشارية ولاء واخلاصاً وشجاعة في القتال حتى صاروا مصدر وفزع لأوروبا المسيحية فهم الذين اقتحموا اسوار القسطنطينية سنة 1453 ولمدة قرنين بعد ذلك لم تستطع أي قوة حربية التغلب على الإنكشارية. وفيما بعد تغيرت احوال الإنكشارية فصاروا مصدر الاذى والخراب لحياة كل سكان تركيا بما فيهم السلطان العثماني نفسه الامر الذي جعل السلطان المستنير محمود الثاني يصدر امراً بالقضاء عليهم في سنة 1826.

3. السباهية: كانت قوة الفرسان التي يكونها السباهية اكبر قوات الدولة العثمانية العسكرية، وكانوا يقومون بما يوكل اليهم من مهام عسكرية مقابل الاقطاعات التي منحتها لهم الدولة مقدماً. اذ كان السلطان يمنح ارضاً زراعية لأفراد من الفرسان، ويستقرون فيها ويشرفون على زراعتها بمساعدة الفلاحين الذين كانوا يقومون بزراعتها بصفتهم مستأجرين، وكانت هذه الاراضي تسمى اقطاعيات، ويطلق على الفرسان الذين يحصل عليهم الجيش العثماني عن طريق الاقطاع الحربي اسم (السباهية). وينسب الى اورخان (1342-1362) استخدام السباهية في الجيش العثماني لأول مرة وقاموا في بداية الامر بمهمة الحرس الشخصي للسلطان، ويتزايد عددهم أصبحوا يشكلون قلب الجيش وعصبه، وكان القوس والسهم سلاحهم الرئيسي، او على الاقل السلاح الذي استخدموه ضد العدو عندما كانوا يهاجمون بخيولهم السريعة. وما ان تنفذ سهامهم فأنهم يستخدمون الرماح والسيوف المعقوفة وكذلك الخناجر. ومن المعروف ان العثمانيين احتفظوا بمبدأ كان متبعاً ايام السلاجقة يقضي بأن تقسم الاراضي المفتوحة الى اقطاعيات متفاوتة المساحة والقيمة تعطى اقلها للسباهية لقاء خدماتهم العسكرية، وتعطى أحسنها واكبرها بصفة (زعامت) للقادة الاكبر مركزاً وكفاية قتالية، بشرط ان يسلحوا عدداً من الجند يتناسب مع إقطاعاتهم. ولما كانت اراضي السباهية وراثية، فقد ولدت نوعاً من الارستقراطية الزراعية متينة الاسس. وكان الاقطاع الذي يمنح للسباهي يطلق عليه التيمار ويطلق على حائزه (تيمارجي) وكانت الارض ملكاً للسلطان ولم يكن لورثة صاحب التيمار اي حقوق قانونية في وراثتها (وإن كان الميراث هو العرف المتبع). وكان اصحاب هذه الاقطاعيات ملزمين ان يتجمعوا ومعهم اسلحتهم وخيولها عندما يستعدون لأداء الواجب العسكري وكان عليهم ان يحضروا معهم جنداً آخرين ويدفعوا لهم اجورهم، بما يتناسب تناسباً طردياً مع مساحة الاقطاع الحربي ومع الايرادات التي تغلها هذه الاقطاعيات وكان أصغر السباهية مركزاً يذهبون الى الحرب دون اتباع راكبين خيولهم ويرتدون صديريات من الزرد ومعهم خيامهم. وهكذا كان الاقطاع او التيمار يقوم مقام المرتب في مقابل استمرار السباهية في القيام بواجباتهم العسكرية واعالتهم لاتباعهم وامدادهم بالأسلحة والمؤن والطعام، مما تحتاج اليه الحملة العسكرية. وكان السباهية يعيشون في القرية التي توجد بها اراضي التيمار ويقومون بجباية الضرائب من الفلاحين، وهي في العادة ضرائب نوعية وكان على الفلاحين ان يوفروا للسباهية نصف المحصول، بالإضافة الى كميات من العلف والخشب. وكان بإمكان الفلاح ان يشتغل في الأرض طالما يقوم بزراعتها ودفع الضرائب المقررة عليها، كما كان بإمكانه ان يورث ابنائه حق شغلها وفضلاً عن الدخول التي كان التيماري يستقيها من الضرائب التي يدفعها الفلاحون، كان بإمكانه ان يخصص لنفسه قطعة من الارض يقوم الفلاحون المأجورون او فلاحوا التيمار بزراعتها. الى جانب مسؤولية التيماري عن ضمان فلاحة الأرض وتحصيلها، وكان يضطلع بحفظ الامن في القرى في اوقات الحروب، وكان عشرة بالمائة من التيماريين يبقون في السنجق لحفظ الامن وجباية الضرائب. وكان الاقطاع العثماني من وجهة نظر الفلاحين ذا مزايا متعددة ذلك ان السيد الاقطاعي غالباً ما يكون غائباً في المعارك طوال فترة الصيف منكباً على جميع الغنائم والاسلاب يوليها اهتماماً أكثر من اهتمامه باغتصاب ما يملكه الفلاحون التابعون له. ومن مزايا هذا النظام انه ساعد على التوسع الافقي والرأسي في مساحات شاسعة من الاراضي داخل الاقاليم العثمانية في اوروبا واسيا واطمأنت الدولة الى ان جهوداً صادقة تبذل للنهوض بزراعتها بدافع المصلحة المشتركة بين الاتباع الاقطاعيين وبين الفلاحين. كما ان هذا النظام كفل للدولة الحصول في زمن الحرب على قوات من الفرسان كانت تبلغ في بعض الاحيان مائتي ألف رجل دون تكاليف لأن التابع الاقطاعي كان يذهب الى الحرب ومعه جواده وسلاحه وفوق كل هذه المزايا فقد امتاز السباهية بالمستوى الحربي العالي الذي كان يتمتع به الفرسان الاقطاعيون.

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).