أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-08-2015
3718
التاريخ: 2023-05-19
1413
التاريخ: 2023-05-09
1064
التاريخ: 2023-05-06
1536
|
روي عن بشر بن سليمان النخاس - وهو من ولد أبي أيوب الأنصاري - أحد موالي أبي الحسن الهادي وأبي محمد العسكري ( عليهما السّلام ) أنّه قال :
« أتاني كافور الخادم - خادم الإمام الهادي - فقال : مولانا أبو الحسن علي الهادي ( عليه السّلام ) يدعوك إليه فأتيته فلما جلست بين يديه قال لي : يا بشر إنك من ولد الأنصار وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف ، فأنتم ثقاتنا أهل البيت ، وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بها ، بسرّ أطلعك عليه ، وأنفذك في ابتياع أمة .
فكتب كتابا لطيفا بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه خاتمه وأخرج شقيقة صفراء فيها مائتان وعشرون دينارا ، فقال : خذها وتوجه إلى بغداد واحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا ، فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا وترى الجواري فيها ستجد طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العبّاس وشرذمة من فتيان العرب ، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمّى عمر بن يزيد النخّاس عامة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا ، لابسة حريرين صفيقين تمتنع من العرض ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها ، وتسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق ، ( فاعلم ) أنّها تقول : واهتك ستراه ، فيقول بعض المبتاعين : عليّ ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة ، فتقول له بالعربية : ولو برزت في زيّ سليمان بن داود وعلى شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة فأشفق على مالك ، فيقول النخّاس : فما الحيلة ؟ ولا بد من بيعك ، فتقول الجارية : وما العجلة ؟
ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته ، فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخّاس وقل له : أنّ معك كتابا ملصقا لبعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخطّ رومي ، ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه ، فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه ورضيته ، فأنا وكيله في ابتياعها منك .
قال بشر بن سليمان : فامتثلت جميع ما حدّه لي مولاي أبو الحسن ( عليه السّلام ) في أمر الجارية ( فلما نظرت ) في الكتاب بكت بكاء شديدا وقالت لعمر بن يزيد بعني لصاحب هذا الكتاب ، وحلفت بالمحرجة والمغلظة أنه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها ، فما زلت اشاحّه في ثمنها حتّى استقرّ الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي ( عليه السّلام ) من الدنانير ، فاستوفاه مني وتسلّمت الجارية ضاحكة مستبشرة ، وانصرفت بها إلى الحجيرة التي كنت آوي إليها ببغداد ، فما أخذها القرار حتّى أخرجت كتاب مولانا ( عليه السّلام ) من جيبها وهي تلثمه وتطبقه على جفنها وتضعه على خدّها وتمسحه على بدنها ، فقلت تعجبا منها : تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه ؟ فقالت : أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء أعرني سمعك وفرّغ لي قلبك أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم ، وأمي من ولد الحواريين تنسب إلى وصيّ المسيح شمعون :
انبّئك بالعجب : إنّ جدي قيصر أراد أن يزوّجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة فجمع في قصره من نسل الحواريين من القسيّسين والرهبان ثلاثمائة رجل ، ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل ، وجمع من أمراء الأجناد وقوّاد العسكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف ، وأبرز من بهيّ ملكه عرشا مصنوعا من أصناف الجوهر إلى صحن القصر ، ورفعه فوق أربعين مرقاة فلما صعد ابن أخيه وأحدقت الصلب وقامت الأساقفة عكّفا ونشرت أسفار الإنجيل تسافلت الصلب من الأعلى فلصقت بالأرض وتقوّضت أعمدة العرش فانهارت إلى القرار . وخرّ الصاعد من العرش مغشيّا عليه فتغيّرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم .
فقال كبيرهم لجدّي : أيّها الملك اعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالّة على زوال دولة هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني فتطيّر جدّي من ذلك تطيّرا شديدا ( وقال ) للأساقفة أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان وأحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جدّه لازوّجه هذه الصبيّة فيدفع نحوسه عنكم بسعوده . فلمّا فعلوا ذلك حدث على الثاني مثل ما حدث على الأوّل وتفرّق الناس وقام جدّي قيصر مغتمّا فدخل منزل النساء وأرخيت الستور وأريت في تلك الليلة كأنّ المسيح وشمعون وعدّة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدّي ونصبوا فيه منبرا من نور يباري السماء علوّا وارتفاعا في الموضع الذي كان نصب جدّي فيه عرشه ، ودخل عليهم محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) وختنه ووصيّه وعدّة من أبنائه ( عليهم السّلام ) فتقدّم المسيح إليه فاعتنقه ، فيقول له محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) : يا روح اللّه جئتك خاطبا من وصيّك شمعون فتاته مليكة لا بني هذا - وأومأ بيده إلى أبي محمد ( عليه السّلام ) ابن صاحب هذا الكتاب - فنظر المسيح إلى شمعون وقال له : قد أتاك الشرف فصل رحمك رحم آل محمّد ( عليهم السّلام ) قال : قد فعلت فصعد ذلك المنبر فخطب محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) وزوّجني من ابنه وشهد المسيح ( عليه السّلام ) ، وشهد أبناء محمّد ( عليهم السّلام ) والحواريون .
فلما استيقظت أشفقت أن أقصّ هذه الرؤيا على أبي وجدّي مخافة القتل فكنت اسرّها ولا أبديها لهم وضرب صدري بمحبّة أبي محمّد ( عليه السّلام ) حتى امتنعت من الطعام والشراب فضعفت نفسي ودقّ شخصي ، ومرضت مرضا فما بقي في مدائن الروم طبيب إلّا أحضره جدّي وسأله عن دوائي فلما برح به اليأس ( قال ) : يا قرّة عيني وهل يخطر ببالك شهوة فازوّدكها في هذه الدنيا ؟ فقلت يا جدّي أرى أبواب الفرج عليّ مغلقة فلو كشفت العذاب عمّن في سجنك من أسارى المسلمين وفككت عنهم الأغلال وتصدّقت عليهم ومنّيتهم الخلاص رجوت أن يهب لي المسيح وامّه عافية ، فلما فعل ذلك تجلّدت في إظهار الصحة من بدني قليلا وتناولت يسيرا من الطعام فسرّ بذلك وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم ، فأريت بعد أربع عشرة ليلة كأنّ سيدة نساء العالمين فاطمة ( عليها السّلام ) قد زارتني ومعها مريم ابنة عمران وألف من وصائف الجنان ، فتقول لي مريم : هذه سيدة نساء العالمين أم زوجك أبي محمد ( عليه السّلام ) ، فأتعلّق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمّد ( عليه السّلام ) من زيارتي ، فقالت سيدة النساء ( عليها السّلام ) إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة باللّه على مذهب النّصارى ، وهذه أختي مريم بنت عمران تبرأ إلى اللّه تعالى من دينك فإن ملت إلى رضاء اللّه ورضاء المسيح ومريم ( عليهما السّلام ) وزيارة أبي محمد إيّاك فقولي :
أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأنّ أبي محمدا ، رسول اللّه ، فلما تكلمت بهذه الكلمة ضمّتني إلى صدرها سيّدة نساء العالمين وطيّبت نفسي وقالت : الان توقّعي زيارة أبي محمّد فإني منفذته إليك ، فانتبهت وأنا أقول وأتوقّع لقاء أبي محمد ( عليه السّلام ) ، فلمّا كان في الليلة القابلة رأيت أبا محمد ( عليه السّلام ) وكأنّي أقول له :
جفوتني يا حبيبي بعد أن أتلفت نفسي معالجة حبك . فقال : ما كان تأخّري عنك إلّا لشركك ، فقد أسلمت وأنا زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع اللّه تعالى شملنا في العيان ، فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية .
( قال بشر ) فقلت لها : وكيف وقعت في الأسارى ؟ فقالت : أخبرني أبو محمّد ( عليه السّلام ) ليلة من الليالي أنّ جدك سيسيّر جيشا إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا ، ثمّ يتّبعهم فعليك باللّحاق بهم متنكّرة في زيّ الخدم مع عدّة من الوصائف من طريق كذا .
ففعلت ذلك فوقعت علينا طلايع المسلمين حتّى كان من أمري ما رأيت وشاهدت وما شعر بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك ، وذلك باطلاعي إياك عليه ، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فقلت : نرجس ، فقال : اسم الجواري .
قلت : العجب إنّك روميّة ولسانك عربيّ ، قالت : نعم من ولوع جدّي وحمله إيّاي على تعلّم الآداب أن أو عز إلى امرأة ترجمانة لي في الاختلاف إليّ وكانت تقصدني صباحا ومساءا وتفيدني العربية حتى استمرّ لساني عليها واستقام .
( قال بشر ) : فلما انكفأت بها إلى سرّ من رأى دخلت على مولاي أبي الحسن ( عليه السّلام ) فقال : كيف أراك اللّه عزّ الإسلام ، وذلّ النصرانيّة ، وشرف محمّد وأهل بيته ( عليهم السّلام ) ؟ قالت : كيف أصف لك يا بن رسول اللّه ما أنت أعلم به منّي . قال :
فإني أحببت أن أكرمك ، فما أحب إليك عشرة آلاف دينار أم بشرى لك بشرف الأبد ؟
قالت بشرى بولد لي : قال لها : أبشري بولد يملك الدّنيا شرقا وغربا ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .
قالت : ممّن ؟ قال : ممّن خطبك رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) له ليلة كذا في شهر كذا من سنة كذا بالرومية .
قالت : من المسيح ووصيه ؟ قال لها : ممّن زوجك المسيح ( عليه السّلام ) ووصيه ؟ قالت : من ابنك أبي محمد ( عليه السّلام ) ؟ فقال : هل تعرفينه ؟
قالت : وهل خلت ليلة لم يرني فيها منذ الليلة التي أسلمت على يد سيّدة النساء صلوات اللّه عليها ؟ قال : فقال مولانا : يا كافور ادع أختي حكيمة ، فلمّا دخلت قال لها : ها هية . فاعتنقتها طويلا وسرّت بها كثيرا ، فقال لها أبو الحسن ( عليه السّلام ) : يا بنت رسول اللّه خذيها إلى منزلك وعلّميها الفرائض والسنن فإنّها زوجة أبي محمد وامّ القائم[1].
وروى الصدوق بسنده عن محمد بن عبد اللّه الطهري أنه قال : قصدت حكيمة بنت محمد ( عليه السّلام ) بعد مضي أبي محمّد ( عليه السّلام ) أسألها عن الحجة وما قد اختلف في الناس من الحيرة التي هم فيها ، فقالت لي : اجلس فجلست ثم قالت : يا محمّد إن اللّه تبارك وتعالى لا يخلي الأرض من حجة ناطقة أو صامتة ، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) . تفضيلا للحسن والحسين وتنزيها لهما أن يكون في الأرض عديلهما إلّا أن اللّه تبارك وتعالى خصّ ولد الحسين بالفضل على ولد الحسن ( عليه السّلام ) كما خصّ ولد هارون على ولد موسى ( عليه السّلام ) وإن كان موسى حجة على هارون والفضل لولده إلى يوم القيامة .
ولا بد للأمة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ويخلص فيها المحقّون كيلا يكون للخلق على اللّه حجة ، إن الحيرة لا بدّ واقعة بعد مضيّ أبي محمد الحسن ( عليه السّلام ) .
فقلت : يا مولاتي هل كان للحسن ( عليه السّلام ) ولد ؟ فتبسّمت ثم قالت : إذا لم يكن للحسن ( عليه السّلام ) عقب فمن الحجة من بعده ؟ وقد أخبرتك أنه لا إمامة لأخوين بعد الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) .
فقلت : يا سيدتي حدّثيني بولادة مولاي وغيبته ( عليه السّلام ) . وفي هذا النصّ تشير حكيمة إلى أن نرجس قد كانت جارية لها ، وأنّ الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) في زمن حياة أبيه الهادي ( عليه السّلام ) يصرّح لعمّته بأنّ اللّه سيخرج منها ولدا كريما على اللّه عزّ وجلّ فيملأ به الأرض قسطا وعدلا بعد ما تملأ ظلما وجورا .
وهنا تبادر حكيمة فتستأذن الإمام الهادي ( عليه السّلام ) لتهب هذه الجارية إلى ابنه الحسن العسكري ( عليه السّلام ) .
وهنا تقول حكيمة : فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن ( عليه السّلام ) وجلست .
فبدأني ( عليه السّلام ) وقال : يا حكيمة إبعثي نرجس إلى ابني أبي محمد . قالت : فقلت :
يا سيدي على هذا قصدتك على أن استأذنك في ذلك . فقال لي : يا مباركة إن اللّه تبارك وتعالى أحبّ أن يشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيبا .
قالت حكيمة : فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزيّنتها ووهبتها لأبي محمد ( عليه السّلام ) وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أيّاما ثم مضى إلى والده ( عليه السّلام ) ووجّهت بها معه[2].
والمشتركات بين الخبرين أمور عديدة ولا مانع من أن تكون هذه الرواية قد أهملت كثيرا من التفاصيل التي جاءت في الرواية الأولى .
وهناك روايات أخرى كلها تصرّح بوجود دور مهم لحكيمة عمّة الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في ولادة الإمام المهدي المنتظر ( عليه السّلام ) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|