المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Selenium History
16-12-2018
Radio and X-ray emission from a black hole jet
10-2-2017
مسألة الكسب والقدرة والفعل
1-08-2015
تحضير محلول اندول حامض البيوتريك (IBA)
2024-07-28
Molarity in stoichiometry: Figuring out how much you need
25-1-2017
زيارة أخرى لسلمان المحمّدي (رضوان الله عليه).
2023-10-01


الإمام الهادي ( عليه السّلام ) في ذمّة الخلود  
  
1447   09:12 مساءً   التاريخ: 2023-04-26
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 12، ص 193-200
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام) /

استشهاد الإمام الهادي ( عليه السّلام )

ظلّ الإمام الهادي ( عليه السّلام ) يعاني من ظلم الحكّام وجورهم حتّى دسّ إليه السمّ كما حدث لآبائه الطّاهرين ، وقد قال الإمام الحسن ( عليه السّلام ) : ما منّا إلّا مقتول أو مسموم[1].

قال الطبرسي وابن الصباغ المالكي : في آخر ملكه ( أي المعتز ) ، استشهد وليّ اللّه علي بن محمد ( عليهما السّلام )[2].

وقال ابن بابويه : وسمّه المعتمد[3].

وقال المسعودي : وقيل إنّه مات مسموما[4] ؛ ويؤيد ذلك ما جاء في الدّعاء الوارد في شهر رمضان : وضاعف العذاب على من شرك في دمه[5].

وقال سراج الدين الرفاعي في صحاح الأخبار : « وتوفي شهيدا بالسم في خلافة المعتز العباسي . . . » .

وقال محمد عبد الغفار الحنفي في كتابه أئمة الهدى : فلما ذاعت شهرته ( عليه السّلام ) استدعاه الملك المتوكل من المدينة المنوّرة حيث خاف على ملكه وزوال دولته . . وأخيرا دسّ إليه السمّ . . . »[6].

والصحيح أن المعتز هو الذي دسّ إليه السمّ وقتله به .

ويظهر أنّه اعتلّ من أثر السمّ الذي سقي كما جاء في رواية محمّد بن الفرج عن أبي دعامة ، حيث قال : أتيت عليّ بن محمد ( عليه السّلام ) عائدا في علّته التي كانت وفاته منها ، فلمّا هممت بالانصراف قال لي : يا أبا دعامة قد وجب عليّ حقّك ، ألا احدّثك بحديث تسرّ به ؟ قال : فقلت له : ما أحوجني إلى ذلك يا ابن رسول اللّه .

قال حدّثني أبي محمد بن عليّ ، قال : حدثّني أبي عليّ بن موسى ، قال : حدثّني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ ، قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، قال : حدّثني أبي علي ابن أبي طالب ( عليهم السّلام ) ، قال : قال لي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : يا عليّ اكتب : فقلت : وما أكتب ؟

فقال : اكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم الإيمان ما وقرته القلوب وصدّقته الأعمال ، والإسلام ما جرى على اللّسان ، وحلّت به المناكحة .

قال أبو دعامة : فقلت : يا ابن رسول اللّه ، واللّه ما أدري أيّهما أحسن ؟

الحديث أم الإسناد ! فقال : إنّها لصحيفة بخطّ علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) وإملاء رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) نتوارثها صاغرا عن كابر[7].

قال المسعودي : واعتلّ أبو الحسن ( عليه السّلام ) علّته التي مضى فيها فأحضر أبا محمّد ابنه ( عليه السّلام ) فسلّم إليه النّور والحكمة ومواريث الأنبياء والسّلاح[8] .

ونصّ عليه وأوصى إليه بمشهد من ثقات أصحابه ومضى ( عليه السّلام ) وله أربعون سنة[9].

تجهيزه وحضور الخاصّة والعامّة لتشييعه

ولما قضى نحبه تولّى تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ولده الإمام أبو محمّد الحسن العسكري ( عليه السّلام ) وذلك لأنّ الإمام لا يتولّى أمره إلّا الإمام .

وما انتشر خبر رحيله إلى الرفيق الأعلى حتّى هرعت الجماهير من العامّة والخاصّة إلى دار الإمام ( عليه السّلام ) وخيّم على سامراء جو من الحزن والحداد .

قال المسعودي : وحدّثنا جماعة كل واحد منهم يحكي أنّه دخل الدار وقد اجتمع فيها جملة بني هاشم من الطالبيين والعبّاسيين ( والقوّاد وغيرهم ) ، واجتمع خلق من الشّيعة ، ولم يكن ظهر عندهم أمر أبي محمد ( عليه السّلام ) ولا عرف خبرهم ، إلا الثّقاه الذين نصّ أبو الحسن ( عليه السّلام ) ( عندهم ) عليه ، فحكوا أنهم كانوا في مصيبة وحيرة ، فهم في ذلك إذ خرج من الدار الداخلة خادم فصاح بخادم آخر يارياش خذ هذه الرقعة وامض بها إلى دار أمير المؤمنين وادفعها إلى فلان ، وقل له : هذه رقعة الحسن بن علي . فاستشرف النّاس لذلك . ثم فتح من صدر الرّواق باب وخرج خادم أسود ، ثم خرج بعده أبو محمد ( عليه السّلام ) حاسرا مكشوف الرأس مشقوق الثياب وعليه مبطنة ( ملحمة ) بيضاء .

وكان ( عليه السّلام ) وجهه وجه أبيه ( عليه السّلام ) لا يخطئ منه شيئا ، وكان في الدّار أولاد المتوكّل وبعضهم ولاة العهود ، فلم يبق أحد إلّا قام على رجله ووثب إليه أبو أحمد [ محمّد ] الموفّق ، فقصده أبو محمّد ( عليه السّلام ) فعانقه ، ثم قال له : مرحبا بابن العمّ وجلس بين بابي الرّواق ، والناس كلهم بين يديه ، وكانت الدار كالسّوق بالأحاديث ، فلما خرج ( عليه السّلام ) وجلس أمسك الناس ، فما كنّا نسمع شيئا إلّا العطسة والسعلة ، وخرجت جارية تندب أبا الحسن ( عليه السّلام ) ، فقال أبو محمد :

ما هاهنا من يكفينا مؤونة هذه الجاهلة ، فبادر الشيعة إليها فدخلت الدار .

ثم خرج خادم فوقف بحذاء أبي محمّد فنهض ( عليه السّلام ) ، وأخرجت الجنازة ، وخرج يمشي حتى اخرج بها إلى الشارع الذي بإزاء دار موسى بن بغا ، وقد كان أبو محمد ( عليه السّلام ) صلّى عليه قبل أن يخرج إلى النّاس ، وصلّى عليه لمّا اخرج المعتمد .

قال المسعودي : وسمعت في جنازته جارية سوداء وهي تقول : ماذا لقينا في يوم الاثنين ( قديما وحديثا )[10].

ودفن في داره بسرّ من رأى ، وكان مقامه ( عليه السّلام ) ( بسرّ من رأى ) إلى أن توفّي عشرين سنة وأشهرا[11].

قال المسعودي : واشتدّ الحرّ على أبي محمد ( عليه السّلام ) وضغطه النّاس في طريقه ومنصرفه من الشارع بعد الصلاة عليه ، فسار في طريقه إلى دكّان لبقّال رآه مرشوشا فسلّم واستأذنه في الجلوس فأذن له ، وجلس ووقف الناس حوله .

فبينا نحن كذلك إذ أتاه شاب حسن الوجه نظيف الكسوة على بغلة شهباء على سرج ببرذون أبيض قد نزل عنه ، فسأله أن يركبه فركب حتّى أتى الدار ونزل ، وخرج في تلك العشيّة إلى الناس ما كان يخرج عن أبي الحسن ( عليه السّلام ) حتّى لم يفقدوا منه إلّا الشّخص[12].

لماذا دفن الإمام ( عليه السّلام ) في بيته ؟

لقد جرت العادة عند العامة والخاصة أنّه إذا توفي أحد أن يدفن في المكان المعدّ للموتى المسمّى - بالمقبرة أو الجبّانة - كما هو المتعارف في هذا العصر أيضا ، ولا يختلف هذا الأمر بالنسبة لأي شخص مهما كان له من المكانة والمنزلة ، فقد كان ولا يزال في المدينة المحل المعدّ للدّفن - البقيع - حيث أنّه مثوى لأئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وزوجات النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وأولاده ، وكبار الصحابة والتابعين وغيرهم ، كما وأن مدفن الإمامين الجوادين ( عليهما السّلام ) في مقابر قريش .

وأما السبب في دفن الإمام الهادي ( عليه السّلام ) داخل بيته ، يعود إلى حصول ردود الفعل من الشيعة يوم استشهاده ( عليه السّلام ) وذلك عندما اجتمعوا لتشييعه مظهرين البكاء والسخط على السلطة والذي كان بمثابة توجيه أصابع الاتهام إلى الخليفة لتضلّعه في قتله .

وللشارع الذي أخرجت جنازة الإمام ( عليه السّلام ) إليه الأثر الكبير ، حيث كان محلا لتواجد معظم الموالين لآل البيت ( عليهم السّلام ) إذ ورد في وصفه :

الشارع الثّاني يعرف بأبي أحمد . . أول هذا الشارع من المشرق دار بختيشوع المتطبّب التي بناها المتوكل ، ثم قطائع قواد خراسان وأسبابهم من العرب ، ومن أهل قم ، وإصبهان ، وقزوين ، والجبل ، وآذربيجان ، يمنة في الجنوب ممّا يلي القبلة[13].

ويشير إلى تواجد أتباع مدرسة أهل البيت في سامراء المظفري في تاريخه إذ يقول : فكم كان بين الجند ، والقواد ، والامراء ، والكتّاب ، من يحمل بين حنايا ضلوعه ولاء أهل البيت ( عليهم السّلام )[14].

كلّ هذا أدّى إلى اتّخاذ السلطة القرار بدفنه ( عليه السّلام ) في بيته ، وإن لم تظهر تلك الصورة في التاريخ بوضوح ، إلا أنه يفهم ممّا تطرق إليه اليعقوبي في تاريخه عند ذكره حوادث عام ( 254 ه ) ووفاة الإمام الهادي ( عليه السّلام ) حيث يقول :

وبعث المعتز بأخيه أحمد بن المتوكّل فصلّى عليه في الشارع المعروف بشارع أبي أحمد ، فلمّا كثر الناس واجتمعوا كثر بكاؤهم وضجّتهم ، فردّ النعش إلى داره ، فدفن فيها . . .[15]

وتمكّنوا بذلك من إخماد لهيب الانتفاضة والقضاء على نقمة الجماهير الغاضبة ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على وجود التحرّك الشيعي رغم الظروف القاسية التي كان يعاني منها أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) وشيعتهم من سلطة الخلافة الغاشمة .

انتشار خبر استشهاد الإمام الهادي ( عليه السّلام ) في البلاد

روى الحسين بن حمدان الحضيني في كتاب الهداية في الفضائل : عن أحمد ابن داود القميّ ، ومحمّد بن عبد اللّه الطلحي قالا : حملنا مالا اجتمع من خمس ونذور من بين ورق وجوهر وحليّ وثياب من بلاد قم ومايليها ، وخرجنا نريد سيّدنا أبا الحسن علي بن محمد ( عليهما السّلام ) بها ، فلما صرنا إلى دسكرة الملك[16] تلقّانا رجل راكب على جمل ، ونحن في قافلة عظيمة ، فقصدنا ونحن سائرون في جملة الناس وهو يعارضنا بجمله حتى وصل الينا ، فقال : يا أحمد ابن داود ومحمّد بن عبد اللّه الطلحي معي رسالة إليكم ، فأقبلنا إليه فقلنا له : ممّن يرحمك اللّه فقال : من سيّدكما أبي الحسن عليّ بن محمّد ( عليهما السّلام ) يقول لكما : أنا راحل إلى اللّه في هذه الليلة ، فأقيما مكانكما حتى يأتيكما أمر ابني أبي محمد الحسن ، فخشعت قلوبنا وبكت عيوننا وأخفينا ذلك ، ولم نظهره ، ونزلنا بدسكرة الملك واستأجرنا منزلا وأحرزنا ما حملناه فيه ، وأصبحنا والخبر شائع في الدّسكرة بوفاة مولانا أبي الحسن ( عليه السّلام ) ، فقلنا : لا إله إلّا اللّه أترى الرّسول الذي جاء برسالته أشاع الخبر في الناس ؟

فلمّا أن تعالى النّهار رأينا قوما من الشّيعة على أشدّ قلق ممّا نحن فيه ، فأخفينا أمر الرسالة ولم نظهره[17].

تاريخ استشهاده ( عليه السّلام )

اختلف المؤرّخون في يوم استشهاده ( عليه السّلام ) ، كما اختلفوا في من دسّ إليه السمّ .

والتحقيق أنّه ( عليه السّلام ) استشهد في أواخر ملك المعتزّ كما نصّ عليه غير واحد من المؤرّخين ، وبما أنّ أمره كان يهمّ حاكم الوقت ، وهو الذي يتولّى تدبير هذه الأمور كما هو الشأن ، فإنّ المعتزّ أمر بذلك ، ويمكن أنّه استعان بالمعتمد في دسّ السمّ إليه .

وأمّا يوم شهادته ( عليه السّلام ) فقد قال ابن طلحة في مطالب السؤول : أنه مات في جمادى الآخرة لخمس ليال بقين منه ووافقه ابن خشّاب[18]، وقال الكليني في الكافي :

مضى صلوات اللّه عليه لأربع بقين من جمادى الآخرة[19]؛ ووافقه المسعودي[20].

وأما المفيد في الإرشاد ، والإربلي في كشف الغمّة ، والطبرسي في إعلام الورى ، فقالوا : قبض ( عليه السّلام ) في رجب ، ولم يحدّدوا يومه[21].

وقال أبو جعفر الطوسي في مصابيحه ، وابن عيّاش ، وصاحب الدّروس :

إنّه قبض بسرّ من رأى يوم الاثنين ثالث رجب[22] ؛ ووافقهم الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين حيث قال : توفّي ( عليه السّلام ) ب ( سرّ من رأى ) لثلاث ليال خلون نصف النّهار من رجب[23] ؛ وللزرندي قول : بأنّه توفي يوم الاثنين الثالث عشر من رجب[24].

ولكن الكلّ متّفقون على أنّه استشهد في سنة أربع وخمسين ومائتين للهجرة[25].

وعن الحضيني أنه قال : حدّثني أبو الحسن عليّ بن بلال وجماعة من إخواننا أنّه لما كان اليوم الرابع من وفاة سيّدنا أبي الحسن ( عليه السّلام ) أمر المعتزّ بأن ينفذ إلى أبي محمد ( عليه السّلام ) من يستركبه إليه ليعزّيه ويسأله ، فركب أبو محمد ( عليه السّلام ) إلى المعتزّ فلمّا دخل عليه رحّب به وقرّبه وعزّاه وأمر أن يثبت في مرتبة أبيه ( عليهما السّلام ) . وأثبت له رزقه وأن يدفعه فكان الذي يراه لا يشكّ أنه في صورة أبيه ( عليهما السّلام ) .

واجتمعت الشيعة كلّها من المهتدين على أبي محمد بعد أبيه إلّا أصحاب فارس بن حاتم بن ماهويه فإنّهم قالوا بإمامة أبي جعفر محمد بن أبي الحسن صاحب العسكر[26].

إن ما صدر من المعتزّ هذا كان من باب التمويه والخداع لكي يغطّي على جريمته التي ارتكبها بحق أبيه ، وهذا كان ديدن من تقدّمه من الطواغيت تجاه أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام )[27].

 

[1] بحار الأنوار : 27 / 216 ، ح 18 .

[2] إعلام الورى : 339 - الفصول المهمة : 283 .

[3] بحار الأنوار : 50 / 206 ، ح 18 ، المناقب : 4 / 401 .

[4] مروج الذهب : 4 / 195 .

[5] بحار الأنوار : 50 / 206 ح 19 .

[6] راجع : الإمام الهادي من المهد إلى اللحد : 509 - 510 .

[7] بحار الأنوار : 50 / 208 ، مروج الذهب : 4 / 194 .

[8] إثبات الوصيّة : 257 .

[9] بحار الأنوار : 50 / 210 .

[10] بحار الأنوار : 50 / 207 ح 22 ، مروج الذهب 4 / 193 .

[11] إعلام الورى : 339 .

[12] اثبات الوصية : 257 ، الدمعة الساكبة : 8 / 222 .

[13] موسوعة العتبات المقدسة : 12 / 82 .

[14] تاريخ الشيعة : 101 .

[15] تاريخ اليعقوبي : 2 / 503 .

[16] الدسكرة : قرية في طريق خراسان قريبة من شهرابان ( وهي قرية كبيرة ذات نخل وبساتين من نواحي الخالص شرقي بغداد ) ، وهي دسكرة الملك ( معجم البلدان : 2 / 455 و 3 / 375 ) .

[17] الدمعة الساكبة : 8 / 223 .

[18] الدمعة الساكبة : 8 / 225 و 227 .

[19] الكافي : 1 / 497 .

[20] مروج الذهب : 4 / 193 .

[21] الدمعة الساكبة : 8 / 226 و 227 ، إعلام الورى : 339 ، كشف الغمة 2 : 376 .

[22] الدمعة الساكبة : 8 / 225 ، بحار الأنوار : 50 / 206 ، ح 17 .

[23] روضة الواعظين : 1 / 246 .

[24] الدمعة الساكبة : 8 / 226 .

[25] راجع : لمحات من حياة الإمام الهادي ( عليه السّلام ) : 112 - 120 محمد رضا سيبويه .

[26] الدمعة الساكبة : 8 / 225 .

[27] لمحة من حياة الإمام الهادي ( عليه السّلام ) : 121 - 122 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.