المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

المناعة الفطرية Innate Imunity
12-3-2017
النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأسباب النزول‏
24-04-2015
لا انسجام بين الكذب والإِيمان
10-10-2014
تعمد الكلام
29-9-2016
كفارة من افسد اعتكافه
2024-06-23
إدارة الشـركـة المـساهمـة فـي مرحلـة ممـارسـة النـشـاط
2024-06-12


أشخاص الامام الهادي ومظلوميته في استشهاده  
  
3275   04:50 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص492-494
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام) /

كان سبب شخوص ابى الحسن (عليه السلام) من المدينة إلى سر من رأى، ان عبدالله بن محمد كان يتولى الحرب والصلاة بمدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) فسعى بأبي الحسن (عليه السلام) إلى المتوكل، وكان يقصده بالأذى وبلغ أبا الحسن (عليه السلام) سعايته به فكتب إلى المتوكل يذكر تحامل عبدالله بن محمد عليه وكذبه فيما سعى به، فتقدم المتوكل بإجابته عن كتابه ودعائه فيه إلى حضور العسكر على جميل من الفعل والقول، فخرجت نسخة الكتاب وهى:

         بسم الله الرحمن الرحيم

اما بعد فان امير المؤمنين عارف بقدرك، راع لقرابتك موجب لحقك مقدر من الامور فيك وفي اهل بيتك ما يصلح الله به حالك وحالهم، ويثبت به عزك وعزهم ويدخل الامن عليك وعليهم، يتبغى بذلك رضى ربه وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم, وقد رأى امير المؤمنين صرف عبدالله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب والصلاة بمدينه الرسول (صلى الله عليه وآله) إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك، واستخفافه بقدرك، وعند ما قرفك به ونسبك اليه من الامر الذى قد علم أمير المؤمنين براءتك منه، وصدق نيتك في برك وقولك، و انك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه، وقد ولى أمير المؤمنين ماكان يلى من ذلك محمد بن الفضل وأمره باكرامك، وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأيك، والتقرب إلى الله وإلى امير المؤمنين بذلك  وامير المؤمنين مشتاق اليك يحب احداث العهد بك، والنظر اليك فان نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت، ومن اخترت من اهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة ترحل اذا شئت، وتنزل اذا شئت، ويسير كيف شئت، وان احببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند، يرحلون برحلك ويسيرون بسيرك فالأمر في ذلك اليك وقد تقدمنا اليه بطاعتك، فاستخر الله حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من اخوانه وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة، ولا أحمد له أثرة، ولا هولهم أنظر، ولا عليهم أشفق، وبهم أبر واليهم أسكن منه اليك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .

وكتب ابراهيم بن العباس في شهر كذا -جمادى الآخرة-  من سنة ثلاث وأربعين ومأتين ؛ فلما وصل الكتاب إلى ابى الحسن (عليه السلام) تجهز للرحيل وخرج معه يحيى بن هرثمه حتى وصل إلى سر من رأى فلما وصل اليها تقدم المتوكل بأن يحجب عنه في يومه، فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك، وأقام فيه يومه، ثم تقدم المتوكل بأفراد دار له فانتقل اليها .

أخبرني ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن عبدالله، عن محمد بن يحيى، عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبى الحسن (عليه السلام) يوم وروده، فقلت له: جعلت فداك في كل الامور أرادوا اطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الاشنع خان الصعاليك؟ فقال: ههنا أنت يا بن سعيد؟ ثم اومأ بيده فاذا أنا بروضات آنفات وأنهار جاريات، وجنات فيها خيرات عطرات، وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون، فحار بصرى وكثر تعجبي، فقال لى: حيث كنا فهذا لنا، يابن سعيد لسنا في خان الصعاليك ؛ وأقام ابوالحسن (عليه السلام) مدة مقامه بسر من رأى مكرما في ظاهر حاله، اجتهد المتوكل في ايقاع حيلة به فلا يتمكن من ذلك، وتوفي أبوالحسن (عليه السلام) في رجب سنة أربع وخمسين ومأتين، ودفن في داره بسر من رأى وقد خلف من الولد أبا محمد الحسن ابنه وهو الامام من بعده، والحسين ومحمد وجعفر وابنته عائشة وكان مقامه بسر من رأى إلى أن قبض عشر سنين وأشهرا وتوفى وسنه يومئذ على ما قدمنا احدى وأربعون سنة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.