المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

معنى (تؤتي اكلها)
2-1-2023
التـوزيـع المـادي Physical Distribution للسـلع فـي الاسـواق وفـوائــده
2024-03-22
الصفات العشر للمربي الناجح
9-1-2016
تمييز الوصية بالأعيان عن الإرث
2023-05-19
الجرائم والذنوب‏ من اوصاف اهل النار.
17-12-2015
التزامات العامل
22-2-2017


التربية على أساس الفطرة  
  
1436   01:00 صباحاً   التاريخ: 2023-04-21
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص314 ــ 317
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2021 2680
التاريخ: 2024-04-07 895
التاريخ: 2023-12-22 954
التاريخ: 25-7-2016 2899

لقد جاء الإسلام ببرنامج تربوي منظم على أساس فطرة الإيمان، وذلك لبناء امة صالحة تحتضن جيلاً من الشباب يؤمنون بالله واليوم الآخر. والإسلام يستند في برنامجه على قوة الضمير الأخلاقي الذي زرعه الله سبحانه وتعالى في نفوسنا ، بهدف بناء مجتمع تحكمه الصفات الإنسانية والسجايا الأخلاقية .

استغلال الحس الديني:

لم يتجاهل الإسلام في برنامجه التربوي وثوب الحس الديني لدى الفتيان، فقد كلفهم بتأدية سلسلة من الفرائض الدينية لمجرد أن تتفتح في أعماقهم رغبة المعرفة الدينية بشكل طبيعي. كما دعم الإسلام إيمان الناس بالله سبحانه وتعالى من خلال العبادات اليومية التي فرضها عليهم .

تعديل الرغبات :

وينطلق الإسلام في تربية جيل الشباب من رغباتهم في المعرفة الأخلاقية والدينية ، وهو يساهم من خلال إرضاء هذه الرغبات الروحية في تعديل سائر الرغبات الطبيعية لدى الشبان ، ومنعها من التمرد والفلتان .

وتؤكد الشريعة الإسلامية أن الإيمان بالله وإرضاء الحس الديني ، هما الكفيلان بنجاح كل المناهج والمدارس الأخلاقية والتربوية، وتحذر الناس من مخاطر الانجراف في تيار الرذائل والآثام .

إن الشاب الذي يود أن يتربى وسط هالة من السجايا الأخلاقية والصفات الإنسانية ، ويطمح لأن تكون له شخصية معنوية مرموقة ، ويطمح في أن يستطيع كبح رغباته وأهوائه النفسية في الحالات الانفعالية ، ليحيا حياة مليئة بالطهر والفضيلة والاستقامة ، ينبغي عليه أن يستجيب فور بلوغه لنداء الإيمان والضمير الأخلاقي ، وأن يعمل منذ أن تتفتح في أعماقه رغبة المعرفة الدينية ، على اكتساب العقائد الصحيحة والتعاليم الأخلاقية السليمة، والتمسك بحبل الله المتين، لإرضاء تلك الرغبة الفطرية في نفسه، وأن يوطد العلاقة الروحية بينه وبين خالقه، ويتذكره ويذكره في جميع الأحوال.

اتباع قانون الفطرة:

اما المربون الذين يريدون إعداد جيل كفوء صالح من الشباب، فعليهم اتباع قانون الفطرة والتكوين، والتوفيق بين برامجهم التربوية ورغبات الشباب الفطرية.

إن إحياء الرغبات الإيمانية والأخلاقية لدى الشباب ، وإرضاء أحاسيسهم تجاه المعرفة الدينية ، يعتبران إطاعة لقانون الخلقة ونظام التكوين. وعدم الاهتمام بهذه الرغبات ، وكبت تلك الأحاسيس ، يعتبران مخالفة صريحة لقانون الفطرة ونظام التكوين ، ومما لا شك فيه أن التمرد على هذا القانون تترتب عليه نتائج لا تحمد عقباها ، وأن المتمرد لا بد وأن ينال جزاءه لا محاله.

إحدى المشاكل الاجتماعية:

لقد استأثرت مسألة الشباب التي تصدرت أهم المشاكل التي تعاني منها مجتمعات البلدان المتقدمة اليوم ، باهتمام كبير من قبل كبار العلماء والمفكرين لما لها من أهمية بالغة , إذ تؤكد إحصائيات دقيقة أن عدد الجرائم التي يرتكبها الشباب في الدول الغربية يتضاعف كل عام. وهؤلاء الشباب قد اعتادوا على الفلتان والعصيان وأدمنوا على الموبقات نتيجة عدم إيمانهم وسوء تربيتهم.

وباتت الممارسات المنافية للقانون والأخلاق، كانتهاك حرمة القانون والعصيان والسرقة والعدوان والتعدي على حقوق الآخرين وترك العلم والإدمان على المخدرات وتعاطي المسكرات والرذيلة وغيرها من الذنوب والآثام ، كل هذه الممارسات باتت متفشية بين جيل الشباب ، والسبب في ذلك هو التربية القائمة على عدم الإيمان والتمرد على قانون الفطرة.

إن الذنوب التي ترتكب عن عدم إيمان لا بد وأن تودي في النهاية بمرتكبها ومن يحيط به إن على صعيد الأسرة أو المجتمع نحو التعاسة والشقاء.

قال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 124]




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.