أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-10
1033
التاريخ: 28-9-2020
1569
التاريخ: 2023-05-24
1062
التاريخ: 2023-04-27
1580
|
كان فورييه صريحًا جدًّا، وأفكاره قابلة للتسويغ بالنسبة إلى القيمة الدائمة لعمله (النظرية التحليلية في الحرارة؛ فقد كان مدركًا بالكامل للتقيُّدات التجريبية الموضوعة على عمله، والتوسعات المتوقعة التي قام بها آنذاك. وقد كرّس فورييه عمله النظري والتجريبي تقريبًا بالكامل على الأجسام الصلبة، لكنه أقرَّ بأنَّ السوائل لديها خاصية توصيلية بدرجةٍ صغيرة، لكنها مَخْفيَّة، ولا يذكر الغازات مطلقًا. وكان يُدرك بأنَّ الحرارة تتحول بالنقل الحراري، لكنه لم يستعمل المصطلح. وقد كان جورج سيمون أوم G. S. Ohm (1789-1854م) يعمل في عام 1828م، بشكل مستقل، ورُبَّما اطَّلع على عمل فورييه، وأصدر بحثه الذي تكلم فيه عن التوصيل الكهربائي، وهكذا بقيت الكهرباء متماشية مع الحرارة. 43
وثمة رأي منسوب لأندريه ماري أمبير A. M. Ampere (1775-1836م) حول نظرية انتشار الحرارة التي وضعها فورييه يقول فيه: «إنَّ نظرية الحرارة تقوم في الواقع على حقائق عامة، يُحكّم عليها مباشرة بوساطة الملاحظة، والمعادلة المستنتجة من هذه الحقائق، لكونها مُثبتة بالتطابق بين النتائج المستنتجة من المعادلة، وتلك التي تُعطيها التجربة، يجب أن تُقرَّ بوصفها تُعبّر عن القوانين الحقيقية لانتشار الحرارة؛ سواء من قبل أولئك الذين يعزون هذه إلى إشعاع الجزيئات المولدة للحرارة، أو من قبل أولئك الذين يحاولون تفسير الظاهرة نفسها باهتزازات مائع مُمتد في المكان، يكون ضروريا فقط أن تُثبت الجماعة الأولى إلى أي مدى تنتج المعادلة التي نتعامل معها عن طريقتهم بالنظر إلى الأشياء، وأن تستنتجها الجماعة الثانية من الصيغ العامة للحركات الاهتزازية، ليس هذا من أجل أن نزيد يقين المعادلة إنما إلى أي مدى يمكن لفرضياتهم أن تصمد، ذاك الفيزيائي الذي لم يؤيد جهةً ما في هذه المسألة يُسَلِّم بهذه المعادلة بوصفها تمثيلا دقيقًا للحقائق، بدون أن يُزعِج نفسه بالطريقة التي يمكن أن تستنتج بها من واحدة أو أخرى من الشروحات التي كنا نتكلم عنها، وإذا جاءت ظاهرات جديدة وحسابات جديدة لتثبت أن تأثيرات الحرارة لا يُمكن في الواقع شرحها إلا وفقًا لنظرية الاهتزازات، فإنَّ الفيزيائي الكبير جان فورييه الذي قَدَّم هذه المعادلة للمرة الأولى، والذي أبدعها ليستعملها في بحوثه كوسيلة جديدة في التوحيد، لن يكون إبداعه للنظرية الرياضية في الحرارة أدنى مرتبةً من إبداع نيوتن لنظرية الحركات الكوكبية، حتى ولو أنَّ هذه النظرية لم تُثبت من قبله بشكل كامل كما أُثبتت بعد ذلك من قبل خلفائه.
إنها الصيغة نفسها التي مَثَل بها التأثير الكهرومغناطيسي. أيا كانت الأسباب الفيزيائية التي يريد المرء أن يشرح بها الظاهرات التي يُسببها هذا التأثير، فإنَّ الصيغة التي حصلت عليها ستبقى دائما تعبيرًا عن الحقائق. وإذا نجح المرء في استنتاجها من أحد تلك الآراء التي شرحت وفقًا لها ظاهرات أخرى كثيرة جدًّا، مثل التجاذب الذي يكون بين جسمين المتناسب عكسا مع مربع المسافة، والذي يُصبح غير قابل للملاحظة على بعد ممكن تقديره عن الجسيمات التي تؤثّر بينها، واهتزازات المائع المنتشر في المكان إلخ، فإنَّ المرء يكون قد سار خطوة إلى الأمام في ذاك القسم من الفيزياء، لكن هذا الاستقصاء، الذي لم أشغل نفسي به بعد، مع أنني أدرك أهميته لن يغير أبدًا نتائج عملي، لأنه حتى يكون هناك تطابق مع الحقائق، فإن الفرضية المقررة أن تتفق دائما يجب مع الصيغة التي تمثل تلك الحقائق تمامًا. 44
_____________________________
هوامش
43- Burr, Alex, C., Notes on the History of the Concept of Thermal Conductivity, pp. 257- 258.
44- Samursky, Shmuel, Physical Thought, p. 388
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يعلن إطلاق المسابقة الجامعية الوطنية لأفضل بحث تخرّج حول القرآن الكريم
|
|
|