المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



تعاون الأب والابن  
  
1184   09:23 صباحاً   التاريخ: 2023-04-19
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص403 ــ 407
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016 1799
التاريخ: 24-11-2019 2979
التاريخ: 28-4-2017 1944
التاريخ: 22-3-2021 2009

يتوجب على الأب أن يفهم آبنه الشاب أن عليه أن يتقبل كل النصائح والملاحظات الصادرة عن أبويه وأن يتعاون معهما لتجاوز هذه المرحلة الحساسة بأمن وسلام ، وتخطي كل العقبات والأخطار التي قد تعترضه ، وتحقيق السعادة التي تشكل الهدف المشترك للأبوين والابن معاً .

ومن المؤكد أن هذا المنطق سيكون له نتائج إيجابية ، وسيتقبل الشاب برحابة صدر نصائح أبويه وتوجيهاتهما التي روعي فيها احترام شخصيته .

طريقة الاستدلال:

إن طريقة الاستدلال في شرح وبيان واجبات الفتى الأخلاقية، هي من الطرق السليمة التي تضمن احترام شخصيته . فبإمكان الأبوين أن يعملا وفق هذه الطريقة في تربيتهما لابنهما الفتى ، وأن يبينا له أسباب الأوامر المعطاة له ، وهذه الطريقة أي طريقة الاستدلال هي التي تميز بين تربية الشباب وتربية الأطفال.

فالطفل عاجز عن تحليل الأمور والقضايا وتفسيرها، وذلك بسبب عدم نضوج عقله، ومن هنا تقتصر مسؤولية الآباء والأمهات على تذكير أطفالهم بواجباتهم وإرشادهم دون الحاجة إلى استدلال ، فيندفع الأطفال إلى تنفيذ واجباتهم طاعة لأوامر أبويهم دون أن يطالبوا بالدليل .

(إن الأوامر الإيجابية من شأنها أن تحدد للطفل المسار الذي يتوجب عليه سلوكه ، فكل شيء رهن طريقة إلقاء الأوامر. إن الطفل يحتاج إلى ضوابط ، وعلينا أن نحدد له المفيد منها ، فعندما يفهم الطفل منذ نشوئه ماذا عليه أن يفعل وكيف يتصرف، فإنه لن يخوض نقاشاً أو جدلاً غير مبرر)(1) .

القابلية على التحليل:

إن بمقدور الفتى الذي طوى مرحلة الطفولة ونضج عقله إلى حد ما أن يدرك أسباب الأوامر ، ويحلل الأمور ويفسرها ، وهنا ينبغي على الأبوين أن يستثمرا قوة إدراك ابنهما الفتى وقابليته على تحليل الأمور ، ويقدما ملاحظاتهما له مرفقة بالاستدلال.

«بعد انتهاء مرحلة الطفولة لم يعد لمنطق الأمر أي أثر في نفس الفتى ، ويحل محل هذا المنطق ، منطق الاستدلال والعقل السليم . ويجب على الأب إذا ما أراد شيئاً من آبنه الفتى أن يقول له : لو كنت مكانك لفعلت الأمر الفلاني ، ويأتيه بالدليل»(2).

الاعتراف الضمني:

إن إسداء النصائح مصحوبة بالاستدلال من قبل الآباء والأمهات، هو اعتراف ضمني منهم بنمو عقول أبنائهم وتفتح أذهانهم، واحترام لشخصيتهم. وهذا النمط من التربية يساهم في تفتح قوة إدراك الفتى وزيادة ذكائه ، إضافة إلى أن أثرها سيكون أكثر عمقاً في نفس الفتى .

نصائح قيمة :

لقد اعتمد أئمتنا سلام الله عليهم أجمعين أسلوب الاستدلال في مناهجهم التربوية الأخلاقية لجيل الشباب ، وكانت نصائحهم ووصاياهم إلى أبنائهم وذريتهم سلام الله عليهم مقترنة بالاستدلال .

قال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) لبعض بنيه : يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق. فقال: يا أبت من هم؟، قال (عليه السلام): إياك ومصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب، وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكلة او اقل من ذلك، وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه ، وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد ان ينفعك فيضرك، وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله(3).

رفقة السوء :

روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال : كان فيما وعظ لقمان آبنه ان قال: يا بني من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه، ومن يحب المراء يشتم، ومن يدخل مدخل السوء يتهم ، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم ، ومن لا يملك لسانه يندم(4).

الانتقاد البنّاء:

إن مسؤولية الآباء والأمهات في تقدير واحترام أبنائهم الفتيان لا تتوقف عند حدود النصائح التربوية ، بل تتعدى حالات الزلل التي قد يقع فيها الأبناء ، إذ يتوجب عليهم في مثل هذه الحالات أن يتجنبوا كل انتقاد لاذع قد يجرح مشاعر أبنائهم ويدفع بهم إلى التمرد والعصيان.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): تلويح زلة العاقل له أمضى من عتابه(5).

إذا ما تم تنبيه الفتى على أخطائه وزلاته بالإشارة والتلويح ، فإن ذلك قد يترك أثراً إيجابياً على نفسية الفتى ، ويدفعه إلى تجنب الوقوع في الأخطاء ثانية حفاظاً على شخصيته ، أما إذا كان التنبيه مصحوباً بعتاب حاد وإهانة وتحقير ، فإنه سيثير في نفس الفتى ردة فعل معاكسة ، تدفعه إلى تحدي أبويه إثباتاً لشخصيته والإصرار على الاستمرار في ارتكاب الأخطاء .

الافراط في الملامة:

من المؤسف أن بعض الآباء والأمهات يغالون في ملامة أبنائهم ، بسبب جهلهم لأساليب التربية الصحيحة ، فيفرطون في توبيخ أبنائهم وتوجيه الإهانات لهم بنية الإصلاح ، متجاهلين أن للإفراط في الملامة نتائج عكسية تزيد من جرأة الفتيان على ارتكاب الأعمال المشينة.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): الإفراط في الملامة تشب نيران اللجاج(6).

تجنب تكرار العتب :

وروي عنه (عليه السلام) أنه قال : إياك أن تكرر العتب فإن ذلك يغري بالذنب ويهون بالعتب(7).

(ينبغي على أولياء الأطفال تجنب ممارسة التوبيخ الشديد بحق المقصرين من الأطفال، وأن لا يستهزئوا منهم إن بدا منهم أي قصور في أداء عمل ما، بل عليهم أن يساعدوهم لكي يتمكنوا من أداء العمل ثانية بنحو أحسن .

مما لا شك فيه أن الأشخاص الذين يشهدون ارتكاب خطأ ما من قبل فرد بالغ، إن كانوا من المحبين وممن يودون مساعدته أن يغفروا خطأه ، فذلك سيخفف من حيائه وموقفه الخجل ، أما إن كانوا ممن يشمتون ويصرون على الملامة والعتاب ، فذلك قد يدفع بالفرد المخطئ إلى الإصرار على خطئه ، والدفاع عنه بدل الندم)(8).

____________________________

(1) ماذا أعرف؟ ، تربية الأطفال الصعبة ، ص 78 .

(2) نفس المصدر، ص79.

(3) تحف العقول، ص 279 .

(4) بحار الأنوار ج5 ، ص322.

(5) غرر الحكم، ص348.

(6) تحف العقول، ص 84.

(7) غرر الحكم، ص 278.

(8) سلامة الروح، ص 73. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.