يقول مخالفوا أهل البيت : بأنّ الشيعة مشركون ؛ لأنّهم يدعون غير الله ، ويطلبون حوائجهم من أئمّتهم ، فما هو الجواب؟ |
1559
12:44 صباحاً
التاريخ: 2023-04-09
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-20
2589
التاريخ: 3-10-2020
1387
التاريخ: 2023-04-02
1246
التاريخ: 3-10-2020
1543
|
الجواب : إنّ الدعاء في مراقد أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، وطلب قضاء الحاجة منهم ، يتصوّر على نحوين :
1 ـ تارة نطلب من الله بحقّهم عليهم السلام أن يقضي حوائجنا.
2 ـ وتارة نطلب من الإمام عليه السلام أن يطلب من الله قضاء حوائجنا.
قال الله تعالى في كتابه الكريم : {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64] .
وقال تعالى حكاية عن أولاد يعقوب عليه السلام : {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يوسف: 97، 98].
وربما قائل يقول : إنّ هذا جائز في حال الحياة ، أمّا بعد الممات فلا ، لكونه شركاً بالله تعالى.
فيقال : إنّ الشيء لا ينقلب عمّا هو عليه ، وإذا كان جائزاً فلا فرق سواء كان في حياته أو بعد مماته ، إذ أنّ النبيّ أتاه الله الدرجة الرفيعة ، وهو الوسيلة إلى الله في الدنيا والآخرة ، فلا بدع لو توسّل به المؤمن في كلّ يوم وقال : يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله.
وروي عن عثمان بن حنيف أنّه قال : ( أنّ رجلاً ضريراً أتى النبيّ صلى الله عليه وآله فقال : أدع الله أن يعافيني ، فقال صلى الله عليه وآله : ( إن شئتَ دعوتُ لك ، وإن شئتَ أخّرت ذاك فهو خير ) ، قال : فادعه ، فأمره صلى الله عليه وآله أن يتوضّأ فيحسن وضوءه ويصلّي ركعتين ، ويدعو بهذا الدعاء : ( اللهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة ، يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى ربّي في حاجتي هذه فتُقضى لي ، اللهم شفّعه فيّ ).
قال ابن حنيف : فو الله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث ، حتّى دخل علينا كأن لم يكن به ضرر ) (1).
وقال الرفاعي الوهابيّ المعاصر : ( لاشكّ أنّ هذا الحديث صحيح ومشهور ، وقد ثبت فيه بلا شكّ ولا ريب ارتداد بصر الأعمى بدعاء رسول الله ).
وروي عن عمر بن الخطّاب ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال : ( لمّا اقترف آدم الخطيئة قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمّد لما غفرت لي ... ) (2).
هذا ، وقد جرت سيرة المسلمين في حياة النبيّ وبعد وفاته صلى الله عليه وآله على التوسّل به وبالأولياء الصالحين عليهم السلام ، والاستشفاع بمنزلتهم وجاههم عند الله تعالى.
____________
1 ـ مسند أحمد 4 / 138 ، المستدرك 1 / 313 و 519 و 526 ، السنن الكبرى للنسائيّ 6 / 169 ، صحيح ابن خزيمة 2 / 226 ، العهود المحمّدية : 112 ، تاريخ مدينة دمشق 6 / 24 ، تهذيب الكمال 19 / 359 ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1 / 322 ، دفع الشبه عن الرسول : 149.
2 ـ المستدرك 2 / 615 ، كنز العمّال 11 / 455 ، تاريخ مدينة دمشق 7 / 437 ، البداية والنهاية 1 / 91 و 2 / 393 ، السيرة النبويّة لابن كثير 1 / 320 ، دفع الشبه عن الرسول : 137 ، سبل الهدى والرشاد 1 / 85 و 12 / 403 ، الدرّ المنثور 1 / 58.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|