ما هي قدرة أهل البيت عليهم السلام في قضاء الحوائج حين التوسّل بهم ؟ وكيف نفهم الوسيلة الواردة في القرآن الكريم ؟ |
2736
06:59 صباحاً
التاريخ: 2023-03-20
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-28
1363
التاريخ: 2023-03-20
1256
التاريخ: 3-10-2020
1437
التاريخ: 2023-03-20
2737
|
السؤال : أُودّ أن استفسر منكم يا سيّدي عن قدرة أهل البيت عليهم السلام في قضاء الحوائج حين التوسّل بهم.
والأمر الثاني هو في قوله تعالى : {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } [المائدة: 35] هل من الممكن أن تكون الوسيلة هي الدعاء وطلب الحاجة من الله؟ وكيف نوازن أُمور الدعاء مع قول الله تعالى : {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } [الجن: 18] .
الجواب : إنّ التوسّل بأهل البيت عليهم السلام يتصوّر على قسمين :
1 ـ تارة نطلب من الله تعالى بحقّهم عليهم السلام ، ومنزلتهم عنده تعالى ، أن يقضي حوائجنا ، وهذا القسم لا علاقة له بقدرتهم عليهم السلام على قضاء الحوائج.
2 ـ وتارة نطلب منهم عليهم السلام أن يطلبوا من الله تعالى قضاء حوائجنا ، وهذا القسم من التوسّل مقدور عندهم عليهم السلام ، فهو مجرد طلب من الله تعالى ، في قضاء الحاجات ، فالله تعالى هو القاضي لا هم عليهم السلام.
كما في قضية طلب أولاد يعقوب عليه السلام من أبيهم أن يستغفر لهم ، قال تعالى : {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [يوسف: 97، 98] .
وأمّا بالنسبة إلى الأمر الثاني نقول :
الوسيلة لا تنافي الدعاء ، لأنّ الدعاء هو الطلب من الله تعالى في قضاء الحوائج ، والوسيلة كما قلنا هو الطلب من الله تعالى بحقّ أهل البيت عليهم السلام أن يقضي الحوائج ، أو الطلب منهم عليهم السلام أن هم يطلبوا من الله تعالى في قضاء الحوائج ، لقربهم منه تعالى ، ولأمرنا بابتغاء الوسيلة إليه ، والوسيلة هم عليهم السلام كما في الروايات.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( الأئمّة من ولد الحسين ، من أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله ، هم العروة الوثقى ، وهم الوسيلة إلى الله تعالى ) (1).
ثمّ أنّ التوسّل بهم عليهم السلام لا يعني دعاءهم ، حتّى ينافي قوله تعالى : ( فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا ) ، فنحن كما قلنا ، لا نقول أنّهم عليهم السلام هم يقضون الحاجات ، وإنّما هم واسطة إلى الله تعالى في قضاء الحوائج.
فنحن متوكّلون على الله تعالى ، ونقرّ بربوبيته وقدرته ، ونعتقد أنّه تعالى هو القاضي للحاجات لا هم. على أنّه من الممكن أن يعطي الله سبحانه وتعالى قدرة التعرّف ببعض الأُمور التكوينيّة بيد الإمام ، فيكون الإمام هو من يقضي الحاجة ، ولكن بإذن الله ، كما أعطى الله عزّ وجلّ قدرة تدبير بعض الأُمور التكوينيّة بيد الملائكة {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [النازعات: 5] أعطى هذه القدرة ـ وهو القادر على ما يشاء ـ لمحمّد وآل محمد صلى الله عليه وآله وعلى ذلك دلّت بعض الروايات ، فتأمّل.
فطلب الحاجة من أهل البيت عليهم السلام بما هم وسائل جعلها الله لذلك لا يتنافى مع دعاء الله فأنا عندما أطلب من شرب العسل الشفاء ، لا يعني هذا أنّني طلبت الشفاء من غير الله لأنّ الله جعل العسل وسيلة للشفاء فقال {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69] فعلى هذا طلب الحاجة من محمّد وآل محمّد هو طلبها من الله عزّ وجلّ ودعاء لله تعالى.
____________
1 ـ عيون أخبار الرضا 1 / 63 ، ينابيع المودّة 2 / 318 و 3 / 292.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|