المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



هل دعاء التوسل فيه شرك ؟ وكيف ضمّن علماؤنا كتب الأدعية أمثال هذا الدعاء اذا كان الامر كذلك ؟  
  
1179   07:07 صباحاً   التاريخ: 2023-04-02
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج3 - ص 258
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / التوسل والاستغاثة بالاولياء /

السؤال : هناك من يشكل ويقول بأن دعاء التوسل المعروف, مضمونه فيه شرك بالله تعالى لاشتماله على الطلب من غير الله عزَ وجل وبالتالي لا يجوز الإتيان به حتى بقصد الرجاء. كيف ضمّن علماؤنا كتب الأدعية أمثال هذا الدعاء ولم يلتفتوا إلى ما التفت إليه هذا المُسْتشكل؟

الجواب : إن العلماء قد أجابوا عن هذه الشبهة، وعن غيرها من الشبهات. غير أننا حول موضوع التوسل بالأنبياء والأوصياء، نقول:

قد قال الله تعالى: (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)( سورة المائدة الآية 35).

وروي عن الإمام علي [عليه السلام] أنه قال في تفسير هذه الآية: أنا وسيلته(1)..

وعن علي بن إبراهيم في تفسير الآية قال: تقربوا إليه بالإمام(2).

وعن النبي [صلى الله عليه وآله]، فيما يرتبط بالأئمة من ولد الحسين [عليه السلام] أنه قال: هم العروة الوثقى، وهم الوسيلة إلى الله تعالى(3).

وروي في مسانيد أهل السنة: عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضريراً أتى إلى النبي [صلى الله عليه وآله]، فقال: ادع الله أن يعافيني.

فقال [صلى الله عليه وآله]: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت، وهو خير.

قال: فادعه.

فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: «اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى. اللهم شفعه فيّ»(4).

يضاف إلى ما تقدم، قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً)( سورة النساء الآية62).

وقد كان هذا الأمر معروفاً عند الناس، ويمارسونه، ولا ينكرهم عليهم أحد من المسلمين..

قال المجلس[رحمه الله]: وقد روى جم غفير من علمائنا، منهم شاذان بن جبرئيل. ومن المخالفين، منهم أسعد بن إبراهيم الأردبيلي المالكي، بأسانيدهم عن عمار بن ياسر، وزيد بن أرقم، قالا: كنا بين يدي أمير المؤمنين [عليه السلام] ، وإذا بزعقة عظيمة وكان على دكة القضاء. فقال: يا عمار، إئت بمن على الباب. فخرجت ، وإذا على الباب امرأة في قبة جمل. وهي تشتكي، وتصيح: «يا غياث المستغيثين، إليك توجهت، وبوليك توسلت، فبيض وجهي وفرج عني كربتي. قال عمار الخ..(5).

والأدلة من الحديث والتاريخ على مشروعية التوسل بالأنبياء والأولياء كثيرة جداً ومتنوعة..

وقد جمع العلامة الشيخ علي الأحمدي طائفة كبيرة جداً من الشواهد على ذلك في كتابه «التبرك» فراجعه إن شئت.

وأما دعوى الشرك في موضوع التوسل بالأنبياء والأولياء [عليهم السلام]، فلا معنى لها. لأن المتوسل إنما يتوسل بالنبي والولي إلى الله سبحانه ليقضي حاجاته، وكما أنه حتى حين يطلب حاجته من نفس أولئك الأبرار فإنما يفعل ذلك لمعرفته بأن الله سبحانه لا يردَّهم خائبين، فهو يريد منهم أن يكونوا وسيلته إليه سبحانه، حيث لا يجد في نفسه الأهلية للطلب منه تعالى مباشرة..

فهو إذن لا يعتقد: أنهم هم الذين يفعلون ذلك بقدراتهم الذاتية المستقلة عن الله، وغير المرتبطة به سبحانه..

ويكون حال العبد حال ولد عاق، سيء المعاملة لأبيه، يطلب ممن له عند أبيه مكانة، أن يتوسط له عنده، لينال رضاه، ويفوز ببعض منحه وعطاياه.. فلا شرك في البين..

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تفسير البرهان ج1 ص469.

(2) تفسير البرهان ج1 ص469 وتفسير نور الثقلين ج1 ص520.

(3) تفسير نور الثقلين ج1 ص519.

(4) سنن ابن ماجة ج1 ص441 والجامع الصحيح للترمذي أبواب الأدعية، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج1 ص313 وتلخيص المستدرك للذهبي، والجامع الصغير للذهبي ص59 والتاج الجامع للأصول ج1 ص286 ومسند أحمد.

(5) بحار الأنوار ج4 ص278 وج59 ص167 و168 والأنوار العلية ص110 وطب الإمام الصادق [عليه السلام] ص18و19 والروضة في المعجزات والفضائل ص 150 ومدنية المعاجز ج2 ص 53 ونوادر المعجزات [للطبري] ص26.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.