المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

معنى كلمة وسق
9/11/2022
تعريف شركة المحاصة
10-10-2017
كيف غير كوبرنيكس نظرة الناس إلى الكون؟
20-5-2021
نجاسة الميت الآدمي
24-12-2015
الإغراء والاغتصاب
5-05-2015
الفوائد الطبيه والعلاجية للرقي (البطيخ الاحمر)
3-7-2016


الإمام الجواد عند استشهاد أبيه (عليهما السلام)  
  
1599   02:43 صباحاً   التاريخ: 2023-03-31
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص83-87
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

عن أبي الصلت الهروي أنه قال :

« بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) إذ قال لي :

يا أبا الصلت ، ادخل هذه القبّة الّتي فيها قبر هارون وآتني بتراب من أربعة جوانبها .

قال : فمضيت فأتيت به ، فلمّا مثلت بين يديه ، قال لي : ناولني [ من ] هذا التراب ، - وهو من عند الباب - فناولته فأخذه وشمّه ثم رمى به ، ثمّ قال : سيحفر لي [ قبر ] ههنا ، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها ، ثمّ قال في الذي عند الرّجل والّذي عند الرأس مثل ذلك ، ثمّ قال : ناولني هذا التراب فهو من تربتي .

ثمّ قال : سيحفر لي في هذا الموضع ، فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراق إلى أسفل ، وأن تشقّ لي ضريحه ، فإن أبوا إلّا أن يلحدوا ، فتأمرهم أن يجعلوا اللّحد ذراعين وشبرا فإنّ اللّه تعالى سيوسّعه ما يشاء ، وإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة ، فتكلّم بالكلام الّذي أعلّمك ، فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلئ اللّحد وترى فيه حيتانا صغارا ، فتفتّت لها الخبز الذي أعطيك فإنّها تلتقطه ، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لا يبقى منها شيء ، ثمّ تغيب ، فإذا غابت فضع يدك على الماء ، ثمّ تكلّم بالكلام الّذي اعلّمك ، فإنّه ينضب الماء ولا يبقى منه شيء ، ولا تفعل ذلك إلّا بحضرة المأمون .

ثمّ قال ( عليه السّلام ) : يا أبا الصلت غدا أدخل على هذا الفاجر ، فإن خرجت [ وأنا ] مكشوف الرأس ، فتكلّم أكلّمك ، وإن خرجت وأنا مغطّى الرأس فلا تكلّمني .

قال أبو الصلت : فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه ، وجلس في محرابه ينتظر ، فبينا هو كذلك ، إذ دخل عليه غلام المأمون ، فقال له : أجب أمير المؤمنين ، فلبس نعله ورداءه ، وقام يمشي وأنا أتبعه ، حتّى دخل على المأمون ، وبين يديه طبق عليه عنب ، وأطباق فاكهة ، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه ، وبقي بعضه .

فلمّا أبصر بالرضا ( عليه السّلام ) وثب إليه فعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه ثمّ ناوله العنقود ، وقال : يا ابن رسول اللّه ما رأيت عنبا أحسن من هذا !

قال له الرضا ( عليه السّلام ) : ربّما كان عنبا حسنا يكون من الجنّة . فقال له : كل منه فقال له الرضا ( عليه السّلام ) : تعفيني منه . فقال : لا بدّ من ذلك ، وما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشيء . فتناول العنقود فأكل منه ، ثمّ ناوله فأكل منه الرضا ( عليه السّلام ) ثلاث حبّات ، ثمّ رمى به وقام .

فقال المأمون : إلى أين ؟ قال : إلى حيث وجّهتني ، وخرج ( عليه السّلام ) مغطّى الرأس فلم أكلّمه حتّى دخل الدار ، فأمر أن يغلق الباب ، فغلق ثمّ نام ( عليه السّلام ) على فراشه ، ومكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا .

فبينا أنا كذلك ، إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه ، قطط الشعر ، أشبه الناس بالرضا ( عليه السّلام ) ، فبادرت إليه وقلت له : من أين دخلت والباب مغلق ؟ فقال : الّذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت : هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق . فقلت له :

ومن أنت ؟

فقال لي : أنا حجّة اللّه عليك يا أبا الصلت ، أنا محمّد بن عليّ .

ثمّ مضى نحو أبيه ( عليه السّلام ) فدخل وأمرني بالدخول معه ، فلمّا نظر إليه الرضا ( عليه السّلام ) وثب إليه ، فعانقه وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه ، ثمّ سحبه سحبا إلى فراشه ، وأكبّ عليه محمّد بن عليّ ( عليه السّلام ) يقبّله ويسارّه بشيء لم أفهمه .

ومضى الرضا ( عليه السّلام ) ، فقال أبو جعفر ( عليه السّلام ) : يا أبا الصلت قم فأتني بالمغتسل والماء من الخزانة . فقلت : ما في الخزانة مغتسل ولا ماء . فقال لي : إنته إلى ما آمرك به ، فدخلت الخزانة ، فإذا فيها مغتسل وماء ، فأخرجته وشمّرت ثيابي لأغسّله معه ، فقال لي : تنحّ يا أبا الصلت فإنّ لي من يعينني غيرك . فغسّله .

ثمّ قال لي : ادخل الخزانة ، فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه ، [ فدخلت ] فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ ، فحملته إليه فكفّنه وصلّى عليه .

ثمّ قال لي : ائتني بالتابوت .

فقلت : أمضي إلى النجّار حتّى يصلح التابوت .

قال : قم فإنّ في الخزانة تابوتا .

فدخلت الخزانة فوجدت تابوتا لم أره قطّ فأتيته به ، فأخذ الرضا ( عليه السّلام ) بعد ما صلّى عليه فوضعه في التابوت ، وصفّ قدميه ، وصلّى ركعتين لم يفرغ منهما حتّى علا التابوت ، فانشقّ السقف ، فخرج منه التابوت ومضى .

فقلت : يا ابن رسول اللّه ، الساعة يجيئنا المأمون ويطالبنا بالرضا ( عليه السّلام ) فما نصنع ؟

فقال لي : أسكت فإنّه سيعود يا أبا الصلت ، ما من نبيّ يموت بالمشرق ويموت وصيّه بالمغرب إلّا جمع اللّه تعالى بين أرواحهما وأجسادهما .

فما أتمّ الحديث ، حتّى انشقّ السقف ونزل التابوت ، فقام ( عليه السّلام ) فاستخرج الرضا ( عليه السّلام ) من التابوت ، ووضعه على فراشه كأنه لم يغسّل ولم يكفّن .

ثمّ قال لي : يا أبا الصلت قم فافتح الباب للمأمون ، ففتحت الباب ، فإذا المأمون والغلمان بالباب ، فدخل باكيا حزينا قد شقّ جيبه ، ولطم رأسه ، وهو يقول :

يا سيّداه فجعت بك يا سيّدي ، ثمّ دخل وجلس عند رأسه وقال : خذوا في تجهيزه .

فأمر بحفر القبر ، فحفرت الموضع فظهر كلّ شيء على ما وصفه الرضا ( عليه السّلام ) فقال له بعض جلسائه : ألست تزعم أنّه إمام ؟ قال : بلى . قال :

لا يكون الإمام إلّا مقدّم الناس .

فأمر أن يحفر له في القبلة ، فقلت : أمرني أن أحفر له سبع مراق ، وأن أشقّ له ضريحه فقال : انتهوا إلى ما يأمر به أبو الصلت سوى الضريح ، ولكن يحفر له ويلحد .

فلمّا رأى ما ظهر من النداوة والحيتان وغير ذلك ، قال المأمون :

لم يزل الرضا ( عليه السّلام ) يرينا عجائبه في حياته حتّى أراناها بعد وفاته أيضا .

فقال له وزير كان معه : أتدري ما أخبرك به الرضا ؟ قال : لا .

قال : إنّه أخبرك أنّ ملككم يا بني العبّاس مع كثرتكم وطول حذركم مثل هذه الحيتان ، حتّى إذا أفنيت آجالكم وانقطعت آثاركم وذهبت دولتكم ، سلّط اللّه تعالى عليكم رجلا منّا فأفناكم عن آخركم قال له : صدقت .

ثمّ قال لي : يا أبا الصلت علّمني الكلام الّذي تكلّمت به . قلت : واللّه لقد نسيت الكلام من ساعتي . وقد كنت صدقت ، فأمر بحبسي ، ودفن الرضا ( عليه السّلام ) ، فحبست سنة ، فضاق عليّ الحبس ، وسهرت الليل ، ودعوت اللّه تعالى بدعاء ذكرت فيه محمّدا وآله ( عليهم السّلام ) ، وسألت اللّه تعالى بحقّهم أن يفرّج عنّي .

فلم أستتم الدعاء حتّى دخل عليّ أبو جعفر محمّد بن عليّ ( عليه السّلام ) .

فقال [ لي ] : يا أبا الصلت ضاق صدرك ؟ فقلت : إي واللّه . قال : قم فأخرج .

ثمّ ضرب يده إلى القيود الّتي كانت [ عليّ ] ففكّها ، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار ، والحرسة والغلمة يرونني ، فلم يستطيعوا أن يكلّموني ، وخرجت من باب الدار .

ثمّ قال لي : إمض في ودائع اللّه ، فإنّك لن تصل إليه ، ولا يصل إليك أبدا .

قال أبو الصلت : فلم ألتق مع المأمون إلى هذا الوقت »[1].

 

[1] كذا في الأمالي : 526 ح 17 ، العيون : 2 / 242 / ح 1 ، عنهما الوسائل : 2 / 837 / ح 4 ، والبحار :

49 / 300 / ح 10 ، وج : 82 / 46 / ح 35 ، ومدينة المعاجز : 498 / ح 114 وص : 524 / ح 37 . وأوردها القطب الراوندي في الخرائج : 1 / 352 ح 8 ، عن أبي عبد اللّه محمّد بن سعيد النيسابوري ، عن أبي الصلت الهروي




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.