أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2015
3357
التاريخ: 2023-04-02
1888
التاريخ: 2023-03-31
1600
التاريخ: 15-10-2015
3484
|
عن أبي الصلت الهروي أنه قال :
« بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) إذ قال لي :
يا أبا الصلت ، ادخل هذه القبّة الّتي فيها قبر هارون وآتني بتراب من أربعة جوانبها .
قال : فمضيت فأتيت به ، فلمّا مثلت بين يديه ، قال لي : ناولني [ من ] هذا التراب ، - وهو من عند الباب - فناولته فأخذه وشمّه ثم رمى به ، ثمّ قال : سيحفر لي [ قبر ] ههنا ، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها ، ثمّ قال في الذي عند الرّجل والّذي عند الرأس مثل ذلك ، ثمّ قال : ناولني هذا التراب فهو من تربتي .
ثمّ قال : سيحفر لي في هذا الموضع ، فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراق إلى أسفل ، وأن تشقّ لي ضريحه ، فإن أبوا إلّا أن يلحدوا ، فتأمرهم أن يجعلوا اللّحد ذراعين وشبرا فإنّ اللّه تعالى سيوسّعه ما يشاء ، وإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة ، فتكلّم بالكلام الّذي أعلّمك ، فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلئ اللّحد وترى فيه حيتانا صغارا ، فتفتّت لها الخبز الذي أعطيك فإنّها تلتقطه ، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لا يبقى منها شيء ، ثمّ تغيب ، فإذا غابت فضع يدك على الماء ، ثمّ تكلّم بالكلام الّذي اعلّمك ، فإنّه ينضب الماء ولا يبقى منه شيء ، ولا تفعل ذلك إلّا بحضرة المأمون .
ثمّ قال ( عليه السّلام ) : يا أبا الصلت غدا أدخل على هذا الفاجر ، فإن خرجت [ وأنا ] مكشوف الرأس ، فتكلّم أكلّمك ، وإن خرجت وأنا مغطّى الرأس فلا تكلّمني .
قال أبو الصلت : فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه ، وجلس في محرابه ينتظر ، فبينا هو كذلك ، إذ دخل عليه غلام المأمون ، فقال له : أجب أمير المؤمنين ، فلبس نعله ورداءه ، وقام يمشي وأنا أتبعه ، حتّى دخل على المأمون ، وبين يديه طبق عليه عنب ، وأطباق فاكهة ، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه ، وبقي بعضه .
فلمّا أبصر بالرضا ( عليه السّلام ) وثب إليه فعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه ثمّ ناوله العنقود ، وقال : يا ابن رسول اللّه ما رأيت عنبا أحسن من هذا !
قال له الرضا ( عليه السّلام ) : ربّما كان عنبا حسنا يكون من الجنّة . فقال له : كل منه فقال له الرضا ( عليه السّلام ) : تعفيني منه . فقال : لا بدّ من ذلك ، وما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشيء . فتناول العنقود فأكل منه ، ثمّ ناوله فأكل منه الرضا ( عليه السّلام ) ثلاث حبّات ، ثمّ رمى به وقام .
فقال المأمون : إلى أين ؟ قال : إلى حيث وجّهتني ، وخرج ( عليه السّلام ) مغطّى الرأس فلم أكلّمه حتّى دخل الدار ، فأمر أن يغلق الباب ، فغلق ثمّ نام ( عليه السّلام ) على فراشه ، ومكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا .
فبينا أنا كذلك ، إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه ، قطط الشعر ، أشبه الناس بالرضا ( عليه السّلام ) ، فبادرت إليه وقلت له : من أين دخلت والباب مغلق ؟ فقال : الّذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت : هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق . فقلت له :
ومن أنت ؟
فقال لي : أنا حجّة اللّه عليك يا أبا الصلت ، أنا محمّد بن عليّ .
ثمّ مضى نحو أبيه ( عليه السّلام ) فدخل وأمرني بالدخول معه ، فلمّا نظر إليه الرضا ( عليه السّلام ) وثب إليه ، فعانقه وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه ، ثمّ سحبه سحبا إلى فراشه ، وأكبّ عليه محمّد بن عليّ ( عليه السّلام ) يقبّله ويسارّه بشيء لم أفهمه .
ومضى الرضا ( عليه السّلام ) ، فقال أبو جعفر ( عليه السّلام ) : يا أبا الصلت قم فأتني بالمغتسل والماء من الخزانة . فقلت : ما في الخزانة مغتسل ولا ماء . فقال لي : إنته إلى ما آمرك به ، فدخلت الخزانة ، فإذا فيها مغتسل وماء ، فأخرجته وشمّرت ثيابي لأغسّله معه ، فقال لي : تنحّ يا أبا الصلت فإنّ لي من يعينني غيرك . فغسّله .
ثمّ قال لي : ادخل الخزانة ، فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه ، [ فدخلت ] فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ ، فحملته إليه فكفّنه وصلّى عليه .
ثمّ قال لي : ائتني بالتابوت .
فقلت : أمضي إلى النجّار حتّى يصلح التابوت .
قال : قم فإنّ في الخزانة تابوتا .
فدخلت الخزانة فوجدت تابوتا لم أره قطّ فأتيته به ، فأخذ الرضا ( عليه السّلام ) بعد ما صلّى عليه فوضعه في التابوت ، وصفّ قدميه ، وصلّى ركعتين لم يفرغ منهما حتّى علا التابوت ، فانشقّ السقف ، فخرج منه التابوت ومضى .
فقلت : يا ابن رسول اللّه ، الساعة يجيئنا المأمون ويطالبنا بالرضا ( عليه السّلام ) فما نصنع ؟
فقال لي : أسكت فإنّه سيعود يا أبا الصلت ، ما من نبيّ يموت بالمشرق ويموت وصيّه بالمغرب إلّا جمع اللّه تعالى بين أرواحهما وأجسادهما .
فما أتمّ الحديث ، حتّى انشقّ السقف ونزل التابوت ، فقام ( عليه السّلام ) فاستخرج الرضا ( عليه السّلام ) من التابوت ، ووضعه على فراشه كأنه لم يغسّل ولم يكفّن .
ثمّ قال لي : يا أبا الصلت قم فافتح الباب للمأمون ، ففتحت الباب ، فإذا المأمون والغلمان بالباب ، فدخل باكيا حزينا قد شقّ جيبه ، ولطم رأسه ، وهو يقول :
يا سيّداه فجعت بك يا سيّدي ، ثمّ دخل وجلس عند رأسه وقال : خذوا في تجهيزه .
فأمر بحفر القبر ، فحفرت الموضع فظهر كلّ شيء على ما وصفه الرضا ( عليه السّلام ) فقال له بعض جلسائه : ألست تزعم أنّه إمام ؟ قال : بلى . قال :
لا يكون الإمام إلّا مقدّم الناس .
فأمر أن يحفر له في القبلة ، فقلت : أمرني أن أحفر له سبع مراق ، وأن أشقّ له ضريحه فقال : انتهوا إلى ما يأمر به أبو الصلت سوى الضريح ، ولكن يحفر له ويلحد .
فلمّا رأى ما ظهر من النداوة والحيتان وغير ذلك ، قال المأمون :
لم يزل الرضا ( عليه السّلام ) يرينا عجائبه في حياته حتّى أراناها بعد وفاته أيضا .
فقال له وزير كان معه : أتدري ما أخبرك به الرضا ؟ قال : لا .
قال : إنّه أخبرك أنّ ملككم يا بني العبّاس مع كثرتكم وطول حذركم مثل هذه الحيتان ، حتّى إذا أفنيت آجالكم وانقطعت آثاركم وذهبت دولتكم ، سلّط اللّه تعالى عليكم رجلا منّا فأفناكم عن آخركم قال له : صدقت .
ثمّ قال لي : يا أبا الصلت علّمني الكلام الّذي تكلّمت به . قلت : واللّه لقد نسيت الكلام من ساعتي . وقد كنت صدقت ، فأمر بحبسي ، ودفن الرضا ( عليه السّلام ) ، فحبست سنة ، فضاق عليّ الحبس ، وسهرت الليل ، ودعوت اللّه تعالى بدعاء ذكرت فيه محمّدا وآله ( عليهم السّلام ) ، وسألت اللّه تعالى بحقّهم أن يفرّج عنّي .
فلم أستتم الدعاء حتّى دخل عليّ أبو جعفر محمّد بن عليّ ( عليه السّلام ) .
فقال [ لي ] : يا أبا الصلت ضاق صدرك ؟ فقلت : إي واللّه . قال : قم فأخرج .
ثمّ ضرب يده إلى القيود الّتي كانت [ عليّ ] ففكّها ، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار ، والحرسة والغلمة يرونني ، فلم يستطيعوا أن يكلّموني ، وخرجت من باب الدار .
ثمّ قال لي : إمض في ودائع اللّه ، فإنّك لن تصل إليه ، ولا يصل إليك أبدا .
قال أبو الصلت : فلم ألتق مع المأمون إلى هذا الوقت »[1].
[1] كذا في الأمالي : 526 ح 17 ، العيون : 2 / 242 / ح 1 ، عنهما الوسائل : 2 / 837 / ح 4 ، والبحار :
49 / 300 / ح 10 ، وج : 82 / 46 / ح 35 ، ومدينة المعاجز : 498 / ح 114 وص : 524 / ح 37 . وأوردها القطب الراوندي في الخرائج : 1 / 352 ح 8 ، عن أبي عبد اللّه محمّد بن سعيد النيسابوري ، عن أبي الصلت الهروي
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|