المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
علائم الغفلة
2024-12-28
العواقب المشؤومة للغفلة
2024-12-28
عوامل الغفلة
2024-12-28
تحديد مشكلة البحث الإعلامي
2024-12-28
معايير اختيار مشكلة البحث الإعلامي
2024-12-28
أسس اختيار مشكلة البحث الإعلامي
2024-12-28

هل نحن وحدنا في الكون؟
2023-03-16
أخبار علي (عليه السلام) في وقعة الخندق
18-10-2015
القطع Cut
4-11-2020
المناذرة
12-11-2016
ولاية عبد الله بن عامر من قبل عثمان
28-3-2016
Hydration and Hemiacetal Formation
1-8-2018


الإمام الجواد ( عليه السّلام ) وقضية الإمام المهدي ( عجل اللّه فرجه )  
  
1674   02:01 صباحاً   التاريخ: 2023-04-08
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص 194-196
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

قضية الإمام المهدي عجل اللّه فرجه من القضايا الأساسية في المسيرة الاسلامية والمتتبع لآثار الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السّلام ) لا يجد أحدا منهم غفل عن الدعوة إليها أو تجاهلها .

وعلى هذا المنهج سار الإمام الجواد ( عليه السّلام ) فطرح قضية المهدي ( عج ) على الأمة قاصدا من ذلك تركيز هذا المفهوم في أذهانها من جهة وإعدادها لاستقبال يومه من جهة ثانية ، ونذكر فيما يأتي نماذج من هذه الدعوة :

1 - عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني ( رضى اللّه عنه ) قال : « قلت لمحمد بن علي ابن موسى ( عليهم السّلام ) : يا مولاي ! اني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا . فقال ( عليه السّلام ) :

ما منّا الا قائم بأمر اللّه ، وهاد إلى دين اللّه . ولكن القائم الذي يطهّر اللّه به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها قسطا وعدلا هو الذي يخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمّي رسول اللّه وكنيته ، وهو الذي تطوى له الأرض ، ويذل له كل صعب ، يجتمع اليه من أصحابه عدّة أهل بدر : ( ثلاثمائة وثلاثة عشر ) رجلا من أقاصي الأرض وذلك قول اللّه عز وجل : أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[1]. فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الاخلاص ، أظهر اللّه أمره ، فإذا كمل له العقد وهو ( عشرة آلاف ) رجل ، خرج باذن اللّه تعالى ، فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتى يرضى اللّه عز وجل »[2].

2 - عن أبي تراب عبد اللّه موسى الروياني ، قال :

حدثنا عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب ( عليه السّلام ) الحسني قال :

« دخلت على سيدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السّلام ) وانا أريد ان اسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره فابتدأني فقال لي :

يا أبا القاسم إن القائم منّا هو المهدي الذي يجب ان ينتظر في غيبته ، ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي ، والذي بعث محمدا ( صلّى اللّه عليه وآله ) بالنبوّة وخصّنا بالإمامة ، انه لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، وإنّ اللّه تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة ، كما أصلح أمر كليمه موسى ( عليه السّلام ) إذ ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبي ، ثم قال ( عليه السّلام ) : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج »[3].

3 - عن حمدان بن سليمان قال : حدّثنا الصقر ابن أبي دلف ، قال :

سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ الرضا ( عليه السّلام ) يقول :

« إنّ الإمام بعدي ابني عليّ ، أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه ، وقوله قول أبيه ، وطاعته طاعة أبيه ، ثم سكت . فقلت له :

يا ابن رسول اللّه فمن الإمام بعد الحسن ؟ فبكى ( عليه السّلام ) بكاء شديدا ، ثم قال : إنّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر . فقلت له : يا ابن رسول اللّه لم سمّي القائم ؟ قال :

لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته . فقلت له : ولم سمّي المنتظر ؟ قال :

لأنّ له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ، ويكذّب بها الوقّاتون ، ويهلك فيها المستعجلون ، وينجو فيها المسلمون . »[4]

 


[1] البقرة ( 2 ) : 148 .

[2] الاحتجاج : 2 / 481 - 482 .

[3] كمال الدين وتمام النعمة : 377 .

[4] كمال الدين وتمام النعمة : 378 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.