المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

القرآن أغنى‏ مصدر للمعرفة في الأحاديث الإسلامية
3-12-2015
إجراءات المخاصمة وآثارها في القانون
15-6-2016
أثار الوساطة الجنائية على الدعوى الجزائية
2023-09-13
اعتداء أصحاب السبت
2024-09-01
النخاع المستطيل
26-5-2016
معبد (بو سمبل)
2024-08-04


سياسة العباسيين مع الرعية  
  
954   05:13 مساءً   التاريخ: 2023-03-29
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص56-58
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

لا نريد أن نعرض لأنواع الظلامات التي كان العباسيون يمارسونها ، فإن ذلك مما لا يمكن الإلمام به ولا استقصاؤه في هذه العجالة .

وإنما نريد فقط أن نعطي لمحة سريعة عن سيرتهم السيئة في الناس ، ومدى اضطهادهم وظلمهم لهم ، وجورهم عليهم ، الأمر الذي أسهم إسهاما كبيرا في كشف حقيقتهم أمام الملأ ، حتى لقد قال أبو عطاء السندي المتوفّى سنة ( 180 ه ) :

يا ليت جور بني مروان دام لنا * وليت عدل بني العباس في النار[1]

إنّ المثل الأعلى للعدالة والمساواة الذي انتظره الناس من العباسيين ، قد أصبح وهما من الأوهام ، فشراسة المنصور والرشيد وجشعهم ، وجور أولاد علي ابن عيسى وعبثهم بأموال المسلمين ، يذكّرنا بالحجّاج وهشام ويوسف بن عمرو الثقفي ، ولقد عمّ الاستياء أفراد الشعب بعد ان استفتح أبو عبد اللّه المعروف ب « السفّاح » وكذلك « المنصور » ، بالإسراف في سفك الدماء ، على نحو لم يعرف من قبل[2].

ويقول المؤرخون أيضا عن أبي العباس السفاح انّه كان سريعا إلى سفك الدماء ، فاتبعه عمّاله في ذلك ، في المشرق والمغرب ، واستنوا بسيرته ، مثل :

محمد بن الأشعث بالمغرب ، وصالح بن علي بمصر ، وخازم بن خزيمة ، وحميد ابن قحطبة ، وغيرهم . .[3].

لقد كان أبو جعفر المنصور يعلق الناس من أرجلهم حتى يؤدّوا ما عليهم . .[4]. ووصفه آخرون بأنه كان غادرا خدّاعا ، لا يتردد البتة في سفك الدماء . . . كان سادرا في بطشه ، مستهترا في فتكه ، وتعتبر معاملته لأولاد عليّ من أسوأ صفحات التاريخ العباسي[5] .

وأما الهادي فقد كان يتناول المسكر ويحب اللهو والطرب وكان ذا ظلم وجبروت . وكان سيئ الاخلاق ، قاسي القلب ، جبّارا ، يتناول المسكر ، ويلعب[6].

واما الرشيد ، فيكفيه انه - كما ينص المؤرخون - يشبه المنصور في كل شيء إلّا في بذل المال حيث يقولون إن المنصور كان بخيلا .

وهكذا لم يكن بقية الخلفاء العباسيين أفضل من الذين أشرنا إليهم ، ولا كانت أيامهم بدعا من تلك الأيام .

ولعل الكلمة التي تجمع صفات بني العباس الخلقيّة ، هي الكلمة التي كتبها المأمون ، وهو في مرو في رسالة منه للعباسيين ، بني أبيه في بغداد ، والمأمون هو من أهل ذلك البيت ، الذين هم أدرى من غيرهم بما فيه ، لأنهم عاشوا في خضمّ الأحداث ، وشاهدوا كل شيء عن كثب ، يقول المأمون في تلك الرسالة :

« . . . وليس منكم إلّا لاعب بنفسه ، مأفون في عقله وتدبيره ، إما مغنّ ، أو ضارب دفّ ، أو زامر ، واللّه لو أن بني أمية الذين قتلتموهم بالأمس نشروا ، فقيل لهم : لا تأنفوا من معائب تنالوهم بها ، لما زادوا على ما صيّرتموه لكم شعارا ودثارا ، وصناعة وأخلاقا .

ليس منكم إلّا من إذا مسّه الشر جزع ، وإذا مسّه الخير منع . ولا تأنفون ، ولا ترجعون إلّا خشية ، وكيف يأنف من يبيت مركوبا ، ويصبح بإثمه معجبا .

كأنه قد اكتسب حمدا ، غايته بطنه وفرجه ، لا يبالي ان ينال شهوته بقتل ألف نبي مرسل ، أو ملك مقرب ، أحب الناس اليه من زيّن له معصية ، أو أعانه في فاحشة ، تنظفه المخمورة . . »[7].

 

[1] الحياة السياسية للإمام الرضا ( عليه السّلام ) : 108 .

[2] الحياة السياسية للإمام الرضا ( عليه السّلام ) : 108 - 109 .

[3] مروج الذهب : 3 / 222 .

[4] المحاسن والمساوئ : 339 .

[5] مختصر تاريخ العرب والتمدن الاسلامي : 184 .

[6] تاريخ الخميس : 2 / 331 .

[7] الحياة السياسية للإمام الرضا ( عليه السّلام ) : 463 - 464 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.