أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-05-2015
4310
التاريخ: 15-10-2015
3398
التاريخ: 21-05-2015
3403
التاريخ: 2023-03-31
1705
|
لا نريد أن نعرض لأنواع الظلامات التي كان العباسيون يمارسونها ، فإن ذلك مما لا يمكن الإلمام به ولا استقصاؤه في هذه العجالة .
وإنما نريد فقط أن نعطي لمحة سريعة عن سيرتهم السيئة في الناس ، ومدى اضطهادهم وظلمهم لهم ، وجورهم عليهم ، الأمر الذي أسهم إسهاما كبيرا في كشف حقيقتهم أمام الملأ ، حتى لقد قال أبو عطاء السندي المتوفّى سنة ( 180 ه ) :
يا ليت جور بني مروان دام لنا * وليت عدل بني العباس في النار[1]
إنّ المثل الأعلى للعدالة والمساواة الذي انتظره الناس من العباسيين ، قد أصبح وهما من الأوهام ، فشراسة المنصور والرشيد وجشعهم ، وجور أولاد علي ابن عيسى وعبثهم بأموال المسلمين ، يذكّرنا بالحجّاج وهشام ويوسف بن عمرو الثقفي ، ولقد عمّ الاستياء أفراد الشعب بعد ان استفتح أبو عبد اللّه المعروف ب « السفّاح » وكذلك « المنصور » ، بالإسراف في سفك الدماء ، على نحو لم يعرف من قبل[2].
ويقول المؤرخون أيضا عن أبي العباس السفاح انّه كان سريعا إلى سفك الدماء ، فاتبعه عمّاله في ذلك ، في المشرق والمغرب ، واستنوا بسيرته ، مثل :
محمد بن الأشعث بالمغرب ، وصالح بن علي بمصر ، وخازم بن خزيمة ، وحميد ابن قحطبة ، وغيرهم . .[3].
لقد كان أبو جعفر المنصور يعلق الناس من أرجلهم حتى يؤدّوا ما عليهم . .[4]. ووصفه آخرون بأنه كان غادرا خدّاعا ، لا يتردد البتة في سفك الدماء . . . كان سادرا في بطشه ، مستهترا في فتكه ، وتعتبر معاملته لأولاد عليّ من أسوأ صفحات التاريخ العباسي[5] .
وأما الهادي فقد كان يتناول المسكر ويحب اللهو والطرب وكان ذا ظلم وجبروت . وكان سيئ الاخلاق ، قاسي القلب ، جبّارا ، يتناول المسكر ، ويلعب[6].
واما الرشيد ، فيكفيه انه - كما ينص المؤرخون - يشبه المنصور في كل شيء إلّا في بذل المال حيث يقولون إن المنصور كان بخيلا .
وهكذا لم يكن بقية الخلفاء العباسيين أفضل من الذين أشرنا إليهم ، ولا كانت أيامهم بدعا من تلك الأيام .
ولعل الكلمة التي تجمع صفات بني العباس الخلقيّة ، هي الكلمة التي كتبها المأمون ، وهو في مرو في رسالة منه للعباسيين ، بني أبيه في بغداد ، والمأمون هو من أهل ذلك البيت ، الذين هم أدرى من غيرهم بما فيه ، لأنهم عاشوا في خضمّ الأحداث ، وشاهدوا كل شيء عن كثب ، يقول المأمون في تلك الرسالة :
« . . . وليس منكم إلّا لاعب بنفسه ، مأفون في عقله وتدبيره ، إما مغنّ ، أو ضارب دفّ ، أو زامر ، واللّه لو أن بني أمية الذين قتلتموهم بالأمس نشروا ، فقيل لهم : لا تأنفوا من معائب تنالوهم بها ، لما زادوا على ما صيّرتموه لكم شعارا ودثارا ، وصناعة وأخلاقا .
ليس منكم إلّا من إذا مسّه الشر جزع ، وإذا مسّه الخير منع . ولا تأنفون ، ولا ترجعون إلّا خشية ، وكيف يأنف من يبيت مركوبا ، ويصبح بإثمه معجبا .
كأنه قد اكتسب حمدا ، غايته بطنه وفرجه ، لا يبالي ان ينال شهوته بقتل ألف نبي مرسل ، أو ملك مقرب ، أحب الناس اليه من زيّن له معصية ، أو أعانه في فاحشة ، تنظفه المخمورة . . »[7].
[1] الحياة السياسية للإمام الرضا ( عليه السّلام ) : 108 .
[2] الحياة السياسية للإمام الرضا ( عليه السّلام ) : 108 - 109 .
[3] مروج الذهب : 3 / 222 .
[4] المحاسن والمساوئ : 339 .
[5] مختصر تاريخ العرب والتمدن الاسلامي : 184 .
[6] تاريخ الخميس : 2 / 331 .
[7] الحياة السياسية للإمام الرضا ( عليه السّلام ) : 463 - 464 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|