أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1263
التاريخ: 11-10-2014
1399
التاريخ: 29-1-2023
4391
التاريخ: 2023-03-29
1518
|
هو يونس بن متّى من سبط بنياموس ، وقيل من ولد بنيامين بن يعقوب عليه السّلام ، وأهل الكتاب يسمّونه يونان أو يوناثان بن امتاي ، ويونس كلمة يونانيّة معناها : الحمام ، ويلقّب بذي النون وصاحب الحوت ، ويقال : إنّ متّى هي أمّه .
أحد أنبياء بني إسرائيل ، وله كتاب في أربعة فصول يقدّسه اليهود . لمّا بلغ الثامنة والعشرين من العمر بعثه اللّه للنبوّة ، وأنزل عليه كتابا يتضمّن أحكاما ونصائح ، ثمّ أوحى اللّه إليه بأن يذهب إلى أهل نينوى من أرض الموصل ، وكانوا كفّارا مشركين ، يربون على 100 ألف نسمة ، وقيل : 170 ألف ، وقيل : 120 ألف ، وقيل : 130 ألف نسمة ، وكانوا يعبدون الأصنام من دون اللّه ، فأمره اللّه بإرشادهم وهدايتهم عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ ليتركوا عبادة الأصنام ، ويعبدوا اللّه الواحد الأحد ، فتردّد في ذلك وخاف منهم ، وكانوا غرباء عنه ، ولا من أهل بلده وقبيلته وعشيرته ، فهرب منهم وآوى إلى سفينة ، ولم تلبث السفينة طويلا حتّى هاج ماء البحر وكادت تغرق ، فهيّأ اللّه له حوتا يدعى « قيطش » فبلعه ، وأدخله في جوفه ، ويونس يسبّح اللّه ويستغفره ، فطاف به البحار وبعد أن أقام في بطن الحوت ثلاثة أيّام ، وقيل : سبعة أيّام ، وقيل : أربعين يوما ، وقيل : تسع ساعات ، وقيل : ثلاث ساعات ، وقيل : سبع ساعات ، نبذه الحوت وألقاه في البرّ وهو مريض ، ثمّ أنبت اللّه عليه شجرة من يقطين ففرح بها ، ثمّ أبادها اللّه فاغتمّ عليها ، فأوحى اللّه إليه : يا يونس ! تأسف وتغتمّ لفقدان يقطينة لا قيمة لها ، فكيف بي وأنا الرحمن الرحيم أفلا أهتمّ بمدينة يسكنها الآلاف من الناس ، وأنت لا تنقذهم من الضلال والكفر والشرك الذي هم فيه ، وتبعدهم عن غضبي الماحق ؟ فعند ذاك طلب العفو والعذر من اللّه لتركه أهل نينوى والهرب منهم ، فتوجّه إلى نينوى وقام بإرشادهم وهدايتهم وتقديم النصح لهم ، فآمنوا به وبرسالته وصدّقوه .
ويقول اليهود : إنّ اللّه أمر يونان بأن يقصد نينوى ويرشد أهلها ويمنعهم عن غيّهم وشرورهم وكفرهم ، ولكنّه لم يتحمّل أمر البارئ ، وتردّد في ذلك لخوفه منهم ، وقرّر الهرب إلى مدينة ترشيش ، فرحل إلى يافا ، ومنها استقلّ سفينة ذاهبة إلى ترشيش ، فأرسل اللّه ريحا شديدة كادت تغرق السفينة ومن عليها ، فتيقّن ركّاب السفينة أنّ غضبا من اللّه نزل عليهم بسبب أحد ركّابها ، فعملوا قرعة لمعرفة الشخص الذي بسببه غضب اللّه عليهم ، فخرجت عليه ، فأشار عليهم بأن يلقوه في البحر ، وبذلك يتخلّصون من غضب اللّه ويسكن الطوفان ، فألقوه في البحر فالتقمه حوت ، فهدأ هيجان البحر وسلم ركّاب السفينة .
وفي جوف الحوت أخذ يونس يدعو ربّه ويستغيث به ، وبعد أن مضى عليه ثلاثة أيّام وثلاث ليال في بطن الحوت استجاب اللّه دعاءه ، ولبّى استغاثته ، فلفظه الحوت على الساحل ، فأوحى اللّه إليه بأن يذهب إلى نينوى ، فذهب إليها ، وبأمر من اللّه أنذر أهلها بأنّ المدينة ستنقلب عليهم وسيهلكون بأجمعهم بعد أربعين يوما إذا هم لم يؤمنوا به وبرسالته ، ويطيعوا أوامره وإرشاداته ، فعند ذاك آمنوا باللّه وتركوا أصنامهم ، وآمن معهم ملكهم ، فأخذوا يصومون ويصلّون .
ولمّا مضت أيّام الإنذار ولم ينزل عليهم العذاب اغتمّ يونان ؛ لأنّ إنذاره لم يتحقّق ، فخرج من نينوى إلى الصحراء ، فأنبت اللّه عليه شجرة اليقطين ، ففرح بها وبظلّها ، ثمّ جفّت في اليوم الثاني وذهبت أدراج الرياح فاغتمّ كثيرا ، فأوحى اللّه إليه بأنّك تغتمّ على يقطينة وتشفق عليها ولا أشفق على أهل مدينة عظيمة كنينوى الذين لا يعرفون الحقّ من الباطل .
وهناك جماعة من المحقّقين والمؤرّخين يرون أنّ يونس عليه السّلام بعد أن بعث إلى أهل نينوى وقام فيهم يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، وبعد أن يئس من إصلاحهم ، دعا اللّه بأن ينزّل عليهم عقابا شديدا لعنادهم في كفرهم وشرورهم ، فاستجاب اللّه دعاءه وأوعده بنزول العذاب ، ففرح لذلك وانطلق إلى عابد يدعى « تنوخا » وقيل : « مليخا » وأخبره بنزول العذاب ، ففرح « تنوخا » بدوره لذلك ، ثمّ جاء إلى « روبيل » العالم الحكيم وأخبره بالأمر ، فانزعج لذلك وطلب من يونس عليه السّلام أن يطلب من ربّه صرف العذاب عن أهل نينوى ، عسى أن يرجعوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى ربّهم ، ولكنّ يونس عليه السّلام أبى ولن يقبل ما رآه « روبيل » .
وفي اليوم الموعود والساعة المحدّدة لنزول البلاء والعذاب ظهرت بوادر الغضب في السماء ، وأخذت علامات العذاب تظهر لأهل نينوى ، فعند ذاك خرجوا عن بكرة أبيهم ما بين صارخ وباك متضرّعين إلى الرحيم الغفور ، تائبين إليه ، معلنين عن إطاعتهم لنبيّهم يونس عليه السّلام ، فاستجاب اللّه لهم وقبل توبتهم ، فرفع اللّه عنهم العذاب ، فلمّا رأى يونس عليه السّلام توقّف العذاب عن نينوى وأهلها غضب كثيرا ، وهام على وجهه ناحية البحر ؛ لكيلا يراه أحد من أهل نينوى ويتهمه بالكذب ، فركب سفينة ، وفي عرض البحر جاءت أمواج عاتية وعاصفة مهولة كادت تقضي على السفينة وركّابها ، فسقط يونس عليه السّلام في البحر فالتقمه حوت ، ثمّ لفظه على الساحل ؛ فكان هربه من نينوى ورجوعه إليها استغرق واحدا وعشرين يوما ، فكانت سبعة أيّام في مسيره نحو البحر ، وسبعة أيّام في جوف الحوت ، وسبعة أيّام تحت شجرة اليقطين .
كان على قيد الحياة حدود سنة 825 قبل الميلاد ، وبعث وله من العمر 30 سنة ، وقيل : 28 سنة ، ومدّة نبوّته 33 سنة ، وفي تلك المدّة لم يؤمن به وبرسالته سوى « روبيل » العالم ، وكان غنّاما يرعى الغنم ويتكسّب منها ، و « تنوخا » وكان عابدا حطّابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه .
بعث بعد انتهاء حكم « يوثم بن عزيا » ملك بني إسرائيل ، وقيل : بعث بعد سليمان ابن داود عليه السّلام .
وعلى شاطئ نهر الفرات بمدينة الكوفة في العراق مشهد يزار يقال : إنّه قبر يونس عليه السّلام أو مقامه .
وقيل : قبره بالقرب من طبريّة في قرية كفركنه بالأردن .
وقيل : قبره في طريق بيت المقدس في قرية حلحول .
وفي الموصل مشهد يزار يقال : إنّه مشهد نبيّ اللّه يونس عليه السّلام .
القرآن العظيم ويونس عليه السّلام
{ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ . . }. النساء 163 .
{ وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً . . }. الأنعام 86 .
{ إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ . . }. يونس 98 .
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً . . }. الأنبياء 87 .
{ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ . . }. الأنبياء 88 .
{ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } الصافّات 139 .
{ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } الصافّات 140 .
{ فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ } الصافّات 141 .
{ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } الصافّات 142 .
{ فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ } الصافّات 143 .
{ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } الصافّات 144 .
{ فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ } الصافّات 145 .
{ وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ } الصافّات 146 .
{ وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } الصافّات 147 .
{ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ } القلم 48 . « 1 »
___________________
( 1 ) . الاختصاص ، ص 48 ؛ اعلام قرآن ، ص 665 - 667 ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص 453 - 460 ؛ الانس الجليل ، ج 1 ، ص 156 - 158 ؛ البدء والتاريخ ، ج 3 ، ص 110 - 113 ؛ بدائع الزهور ، ص 189 ؛ البداية والنهاية ، ج 1 ، ص 216 - 222 ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج 6 ، ص 53 و 54 ؛ البيان والتبيين ، ج 3 ، ص 283 و 284 ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص 254 - 260 ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج 2 ، ص 685 - 695 ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج 2 ، ص 264 ؛ تاريخ أنبياء ، للموسوي والغفاري ، ص 297 - 303 ؛ تاريخ حبيب السير ، ج 1 ، ص 128 ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج 2 ، ص 79 و 119 و 120 ؛ تاريخ الطبري ، ج 1 ، ص 457 ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج 1 ، ص 45 و 46 ؛ تاريخ گزيده ، ص 52 ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج 7 ، ص 273 و 274 ؛ تفسير البحر المحيط ، ج 6 ، ص 335 ؛ تفسير البرهان ، ج 3 ، ص 68 ؛ تفسير البيضاوي ، ج 2 ، ص 77 ؛ تفسير الجلالين ، ص 329 و 452 ؛ تفسير أبي السعود ، ج 6 ، ص 82 و 83 ؛ تفسير شبّر ، ص 131 و 566 ؛ تفسير الصافي ، ج 3 ، ص 351 - 353 ؛ تفسير الطبري ، ج 17 ، ص 61 - 66 ؛ تفسير العياشي ، ج 2 ، ص 129 - 137 ؛ تفسير أبي الفتوح ، ج 3 ، ص 567 - 570 ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج 22 ، ص 212 - 216 ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص 264 ؛ تفسير القمي ، ج 1 ، ص 317 ؛ تفسير ابن كثير ، ج 3 ، ص 192 - 194 ؛ تفسير الماوردي ، ج 3 ، ص 465 - 467 وج 5 ، ص 66 - 70 ؛ تفسير المراغي ، المجلد السادس ، الجزء السابع عشر ، ص 63 - 65 ؛ تفسير الميزان ، ج 14 ، ص 314 و 315 و 318 و 319 ؛ تفسير نور الثقلين ، ج 2 ، ص 321 ؛ تنزيه الأنبياء ، ص 99 - 101 ؛ تنوير المقباس ، ص 274 و 275 ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج 2 ، ص 167 ؛ التوراة - سفر يونان - ص 1127 - 1130 ؛ الجامع لأحكام القرآن ، راجع فهرسته ؛ حياة الحيوان ، ج 2 ، ص 383 - 385 ؛ حياة القلوب ، ج 1 ، ص 325 - 331 ؛ الخصال ، ص 156 و 157 و 322 و 457 و 596 وراجع فهرسته ؛ دائرة المعارف ، لفريد وجدي ، ج 10 ، ص 1055 ؛ داستانهاى شگفتانگيز قرآن ، ص 513 - 526 ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص 548 - 560 ؛ الدر المنثور ، ج 4 ، ص 332 و 334 ؛ ربيع الأبرار ، ج 1 ، ص 83 و 780 وج 2 ، ص 740 و 744 ؛ الروض المعطار ، ص 585 ؛ سفينة البحار ، ج 1 ، ص 48 ؛ صبح الأعشى ، راجع فهرسته ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج 1 ، ص 55 ؛ عرائس المجالس ، ص 366 - 370 ؛ عصمة الأنبياء ، ص 88 و 89 ؛ العقد الفريد ، ج 1 ، ص 267 ؛ فتح الباري ، ج 6 ، ص 350 ؛ فرهنگ معين ، ج 6 ، ص 2349 ؛ فرهنگ نفيسى ، ج 5 ، ص 4021 ؛ فصوص الحكم ، ج 1 ، ص 167 ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص 1126 - 1128 ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص 484 - 495 ؛ قصص الأنبياء ، للجويري ، ص 156 - 160 ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص 251 - 253 ؛ قصص الأنبياء ، لسميح عاطف الزين ، ص 625 - 632 ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج 1 ، ص 390 - 401 ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص 353 - 363 ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص 214 - 218 و 420 ؛ قصص القرآن ، للقطيفى ، ص 86 - 88 ؛ قصص قرآن ، مجيد ، للسورآبادي ، ص 360 - 362 ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص 206 - 210 ؛ قصههاى قرآن ، ص 179 - 183 ؛ الكامل في التاريخ ، ج 1 ، ص 360 - 363 وفيه متى هي أم يونس عليه السّلام ؛ الكشاف ، ج 2 ، ص 371 ؛ كشف الأسرار ، راجع فهرسته ؛ كنز العمال ، ج 11 ، ص 518 و 519 ؛ لسان العرب ، ج 13 ، ص 430 وراجع فهرسته ؛ لغتنامه دهخدا ، ج 50 ، ص 325 ؛ مجمع البيان ، ج 7 ، ص 96 و 97 ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص 221 و 222 و 448 ؛ المحبر ، ص 388 ؛ المخلاة ، ص 173 و 375 ؛ مرآة الزمان ، ج 1 ، ص 557 ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج 1 ، ص 200 و 201 ؛ مع الأنبياء ، ص 306 - 310 ؛ معاني الأخبار ، ص 50 ؛ معجم أعلام القرآن ، ص 255 - 257 ؛ معجم البلدان ، ج 5 ، ص 339 ؛ المعرب ، ص 644 ؛ ملحق المنجد ، ص 757 ؛ المنتظم ، ج 1 ، ص 395 و 396 ؛ مواهب الجليل ، ص 429 و 430 ؛ المورد ، ج 6 ، ص 19 ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص 1997 ؛ النبوة والأنبياء ، ص 314 - 317 ؛ نزهة القلوب ، ج 3 ، ص 106 ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج 14 ، ص 171 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|