أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016
2078
التاريخ: 25-5-2022
1863
التاريخ: 2024-07-05
599
التاريخ: 23-9-2018
1578
|
من أكثر الكلمات شيوعاً في مجال رعاية الطفل كلمة (الرعاية الخاصة)، لا أحد يشعر بالسعادة حيال فكرة الرعاية غير الكافية التي يقوم بها عدد من العاملين الذين يتسمون بالقسوة وبرود المشاعر في ظل أعداد مكدسة من الأطفال. غير أن كلمة (الخاصة)، تستخدم في العادة للإيحاء بأنه نوع من الرعاية يساوي (إن لم يكن يفوق)، تلك التي يمكن أن يقدمها الآباء أنفسهم.
ـ الرعاية لا تعني الحب
إن القضية الأساسية هي أن يحصل الطفل على قدر دائم من الرعاية من قبل أشخاص تربطهم به علاقة طويلة الأجل مما يؤدي في النهاية إلى تولد مشاعر الحب والثقة.
إن الحب هو جوهر الموضوع بالكامل. قد يكون من الممكن تحسين العلاقات الودية التي تربط بين الطفل والقائمين على رعايته بمعالجة بعض القضايا مثل: جدول الخدمة، وحجم المجموعة، وانتقال القائم على الرعاية مع نفس المجموعة من مرحلة لأخرى، وعدد الكبار الذين من المفترض أن يتفاعل معهم الطفل أثناء فترة الرعاية.
غير أن الجدل الذي يثار حول (الرعاية الخاصة)، عادة ما يركز على تدريب العاملين، والتسهيلات المقدمة، والتغذية، والبرامج التعليمية، وكلها عناصر هامة غير أنها تتفادى قضية العلاقات المنتقاة، إن قضاء فترة الطفولة تحت رعاية عشرين أو ثلاثين شخصاً مختلفاً (حتى داخل أفضل مراكز الرعاية)، يبقى شيئاً مثيراً للدهشة للغاية.
إن استخدام كلمة (رعاية الطفل)، يشكل جزءاً هائلا من التسويق؛ لذا يجب أن نستفسر إن كانت الكلمة تعني بالفعل الاهتمام بالطفل، أم تعليم الطفل، أم تربية الطفل؟
إن كان الطفل يقضي ثمان أو تسع ساعات يوميا أثناء مرحلة الرضاعة، أو الطفولة المبكرة في الحضانة، فهذا يعني أن هؤلاء الأشخاص يتولون بالعمل مهمة تربيته. غير أن أياً من هذه الحضانات التي تتولى رعاية الطفل لا تدعي أنها تؤدي مهمة الأهل، لقد كان من المفترض دائماً أن يظل الأهل يتولون هذه المهمة بالكامل على الرغم من تقلص فترات التواصل بين الآباء والأبناء أكثر، فأكثر، إن نمو مهارات التواصل الحميم لدى الطفل الذي يذهب إلى مراكز الرعاية قد يتوقف تماماً، ومن ثم فإن الطفل قد يخفق كشخص دون أن ندري.
إن الأكاديميات القائمة على رعاية الطفل لديها أهداف كبيرة، غير أن الواقع يكون مختلفا في العادة. وقد ذكر الدارسون والعاملون الجدد في هذا المجال عند سؤالهم ن هناك هوة سحيقة تفصل بين المثل التي تلقوها في الجامعة و(البرامج المتخصصة)، وبين التفاعل الشخصي والحياة الواقعية داخل المراكز المكتظة بالأطفال، إن العمل في مجال رعاية الطفل يعتبر من الأعمال المكبلة بالضغوط فهي تنطوي على مشاكل صحية وتحولات سريعة، كما أن تلف أعصاب العاملين والمديرين يعتبر من الأمور بالغة الانتشار.
ما الصورة العامة؟
تملك استراليا اليوم نسبة من النساء العاملات مدفوعات الأجر ضمن قوتها العاملة تكاد تفوق كل الدول تقريباً، إذ تمثل النساء 42%، من القوى العاملة في مقابل 25%، في ألمانيا، و27%، في انجلترا، و22%، في أيرلندا، و36%، في إيطاليا (الدولة الوحيدة التي تملك نسبة أكبر هي الولايات المتحدة الأمريكية حيث تصل النسبة هناك إلى 50%).
إن قضاء اليوم داخل أحد مراكز الرعاية هو الحقيقة الواقعة التي يعيشها 200,000 طفل ممن هم دون الخامسة. أما الأشكال الأخرى من الرعاية مثل رعاية الأقارب والأصدقاء، والرعاية التي تقدمها الأسر فهي تخدم ما يقرب من 500,000 طفل آخر؛ بينما تتولى الأم أو الأب (أو كلاهما) رعاية ما يقرب من 500,000 طفل في المنزل، بعبارة أخرى؛ إن مراكز رعاية الأطفال هي الأقل تفضيلاً لدى الآباء، غير أنها تبقى أمراً واقعاً لما يقرب من طفل واحد من بين ستة أطفال. (وتزيد كل أنواع الرعاية الأخرى المتشابكة والجزئية هذه الأرقام تعقيداً).
في ترتيب الأفضلية، تأتي رعاية أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين للطفل على القمة. أما الاختيار الثاني فهو الرعاية التي تقدمها الأسر التي تكاد تقترب من الوضع الطبيعي، إذ تتولى إحدى الأمهات مهمة رعاية عدد من أطفال غيرها في بيتها، وذلك ضمن نظام دقيق يضمن الأمان والجودة. أما مراكز رعاية الطفل فهي تخدم المدن التي تعج بالحركة حيث يكون الآباء بحاجة لعدد ساعات أطول مما يفوق قدرة العائلة أو الأصدقاء، كما أنه يتطلب المزيد من الترتيبات التجارية.
يمكن أن تبدأ رعاية الطفل في سن مبكرة جداً، إذ أنه من الأمور المألوفة بالنسبة للآباء في المدن الكبرى أن يلحقوا أطفالهم الرضع بمراكز الرعاية من سن يبدأ من ستة أسابيع إلى أثنى عشر أسبوعاً، وذلك لفترة طويلة (تستمر أحياناً من السابعة والنصف صباحاً حتى السادسة مساءً لمدة خمسة أيام أسبوعياً)، وفي بعض الأحيان يقع مديرو هذه المراكز تحت وطأة الضغوط لكي يقبلوا الأطفال أثناء عطلة نهاية الأسبوع أيضاً. وبما أن يبلغ هؤلاء الأطفال سن المدرسة، سوف يعيشون مرحلة الذهاب والإياب اليومي، أي ينتقلون من البيت إلى دار رعاية ما قبل المدرسة ثم إلى المدرسة ومنها إلى رعاية ما بعد المدرسة ومنها إلى البيت.
وعلى الرغم من تزايد الطلب؛ فإن رعاية الطفل لا تحظى بالتقدير المادي اللائق، حيث يتقاضى العاملون رواتباً أقل من المفترض. كما أن عدد الأمهات اللاتي قررن البقاء في المنزل وتولي مهمة رعاية أبناء الأسر الأخرى آخذ في التزايد؛ شريطة أن تحظى بعائد مادي أفضل. نحن لا نقيّم أبناءنا كما ينبغي، ففي الكثير من المدن الأسترالية، قد ينفق الشخص على ترك سيارته في مكان الانتظار أكثر مما ينفق على إلحاق أبنائه بدار الرعاية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|