المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

وظائـف منشـآت التسويـق
2-5-2019
زكريا أبو يحيى الدعاء
3-9-2017
محمد بن السائب
11-9-2016
الموانع من نبوة موسى عليه السلام على ما في العهدين.
11-12-2015
شعبة الطحالب الدولابية (البروات) Division Pyrrhophyta
22-11-2016
المعاناة الاقتصادية في العراق ومصر
7-4-2016


اغتيال الإمام الرضا ( عليه السّلام )  
  
1141   02:39 صباحاً   التاريخ: 2023-03-18
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص166-169
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

لقد كان الإمام الرضا ( عليه السّلام ) يعلم بأنه سوف يقتل ، وذلك لروايات وردت عن آبائه عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، إضافة إلى الإلهام الإلهي له ، لوصوله إلى قمة السموّ والارتقاء الروحي . ولا غرابة في ذلك ، فقد شاهدنا في حياتنا المعاصرة انّ بعض الأتقياء يحدّدون أيام وفاتهم أو سنة وفاتهم ، لرؤيا رأوها أو لإلهام إلهي غير منظور . فما المانع أن يعلم الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بمقتله وهو الشخصية العظيمة التي ارتبطت باللّه تعالى ارتباطا حقيقيا في سكناتها وحركاتها ، وأخلصت له اخلاصا تاما .

وقد اخبر الإمام ( عليه السّلام ) جماعة من الناس بأنّه سيدفن قرب هارون ، بقوله ( عليه السّلام ) : « انا وهارون كهاتين » ، وضم إصبعيه السبابة والوسطى[1].

وكان هارون يخطب في مسجد المدينة والإمام حاضر فقال ( عليه السّلام ) :

« تروني وإياه ندفن في بيت واحد »[2].

وفي ذات مرّة ، خرج هارون من المسجد الحرام من باب ، وخرج الإمام من باب آخر فقال ( عليه السّلام ) : « يا بعد الدار وقرب الملتقى ان طوس ستجمعني وإياه »[3].

وقال ابن حجر : أخبر بأنه يموت قبل المأمون ، وأنّه يدفن قرب الرشيد فكان كما أخبر[4].

وحينما أراد المأمون اشخاصه إلى خراسان ، جمع عياله وكان ( عليه السّلام ) يقول : « انّي حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي ، فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتى اسمع ، ثم فرقت فيهم اثنى عشر ألف دينار ، ثم قلت : اما انّي لا ارجع إلى عيالي أبدا »[5].

وحينما انشده دعبل الخزاعي قصيدته - بعد ولاية العهد - وانتهى إلى قوله :

« وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمّنها الرحمن في الغرفات

قال له الإمام ( عليه السّلام ) : « أفلا الحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك ؟

فقال : بلى يا ابن رسول اللّه ، فقال ( عليه السّلام ) :

وقبر بطوس يا لها من مصيبة * توقد في الأحشاء بالحرقات

فقال دعبل : يا ابن رسول اللّه هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟

فقال الإمام ( عليه السّلام ) : قبري ، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري . . . »[6].

وقد تقدم انه اخبر عن عدم إتمام ولاية العهد .

الأدلة على شهادته مسموما

اختلفت الروايات في سبب موت الإمام ( عليه السّلام ) بين الموت الطبيعي وبين السمّ ، وقال الأكثر انّه مات مسموما ، وفيما يلي نستعرض بعض الروايات - الدالة على ذلك - باختصار .

قال صلاح الدين الصفدي : وآل أمره مع المأمون إلى أن سمّه في رمّانة . . . مداراة لبني العباس[7].

وقال اليعقوبي : فقيل إن علي بن هشام أطعمه رمّانا فيه سمّ[8].

وقال ابن حبّان : ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته[9].

وقال شهاب الدين النويري : . . . وقيل إن المأمون سمّه في عنب ، واستبعد ذلك جماعة وأنكروه[10].

وقال القلقشندي : يقال إنه سمّ في رمّان أكله[11].

وكان أهل طوس يرون ان المأمون سمّه ، وقد اعترف المأمون بتهمة الناس له فقد دخل على الإمام ( عليه السّلام ) قبيل موته فقال : « يا سيدي واللّه ما أدري أي المصيبتين أعظم علي ؟ فقدي لك ، وفراقي إياك ؟ أو تهمة الناس لي اني اغتلتك وقتلتك . . . »[12].

ولما كان اليوم الثاني اجتمع الناس وقالوا : ان هذا قتله واغتاله ، يعنون المأمون[13].

ومن الشواهد على أن المأمون قتله مسموما ، انه كان يخطط للتخلص منه .

قال المأمون لبني العباس : . . . فليس يجوز التهاون في امره ، ولكنّا نحتاج ان نضع منه قليلا قليلا ، حتى نصوّره عند الرعايا بصورة من لا يستحق هذا الأمر ، ثم ندبّر فيه بما يحسم عنّا مواد بلائه[14].

ويأتي موت الإمام ( عليه السّلام ) بعد قرار المأمون بالتوجه إلى العراق ونقل عاصمة حكمه إليه ، فقد وجد أنّ العباسيين في العراق سيبقون معارضين له ما دام الإمام ( عليه السّلام ) وليا لعهده ، لذا نجده قد كتب لهم ليستميلهم : انكم نقمتم عليّ بسبب توليتي العهد من بعدي لعلي بن موسى الرضا ، وها هو قد مات ، فارجعوا إلى السمع والطاعة .

ولا يستبعد من المأمون ان يقدم على قتله ، وقد قتل من اجل الملك والسلطة أخاه وآلاف المسلمين من جنوده وجنود أخيه ، فالملك عقيم كما أخبره أبوه من قبل .

 


[1] الكافي : 1 / 491 ، عيون أخبار الرضا : 2 / 225 - 226 ، والارشاد : 2 / 258 وعنه في إعلام الورى : 2 / 60 والاتحاف بحب الاشراف : 158 .

[2] عيون أخبار الرضا : 2 / 216 وكشف الغمة : 3 / 93 وإعلام الورى : 2 / 59 والاتحاف بحبّ الاشراف : 158 .

[3] عيون أخبار الرضا : 2 / 216 وفي إعلام الورى : 2 / 59 وعنه في كشف الغمة : 3 / 105 ، وفي الاتحاف بحبّ الأشراف : 158 .

[4] الصواعق المحرقة : 309 .

[5] عيون أخبار الرضا : 2 / 218 ، إعلام الورى : 2 / 59 - 60 .

[6] عيون أخبار الرضا : 2 / 263 - 264 .

[7] الوافي بالوفيات : 22 / 251 .

[8] تاريخ الطبري : 5 / 148 ، احداث سنة 203 ه .

[9] الثقات : 8 / 457 .

[10] نهاية الإرب : 22 / 210 .

[11] مآثر الإنافة في معالم الخلافة : 1 / 211 .

[12] عيون أخبار الرضا : 2 / 241 .

[13] عيون أخبار الرضا : 2 / 241 .

[14] فرائد السمطين : 2 / 214 ، 215 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.