أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
4605
التاريخ: 2-8-2016
3168
التاريخ: 19-05-2015
3145
التاريخ: 2-8-2016
4222
|
روي ان المأمون لما ندم من ولاية عهد الرضا (عليه السلام) بإشارة الفضل بن سهل خرج عن مرو منصرفاً الى العراق واحتال على الفضل بن سهل حتى قتله غالب خال المأمون في حمام سرخس مغافصة واحتال على عليّ بن موسى الرضا حتى سمّ في علّة كانت اصابته.
وروي عن الحسن بن عباد وكان كاتب الرضا (عليه السلام) قال : دخلت عليه وقد عزم المأمون بالمسير الى بغداد فقال الرضا (عليه السلام) يا ابن عباد ما ندخل العراق ولا نراه فبكيت وقلت فأيستني ان آتي اهلي وولدي قال (عليه السلام) : اما انت فستدخلها وانما عنيت نفسي فاعتل وتوفي بقرية من قرى طوس وقد كان تقدم في وصيته ان يحفر قبره مما يلي الحائط بيته وبين قبر هارون ثلاث اذرع وقال ياسر الخادم لما كان بيننا وبين طوس سبعة منازل اعتل ابو الحسن (عليه السلام) فدخلنا طوس وقد اشتدت به العلة فبقينا بطوس اياماً فكان المأمون يأتيه في كل يوم مرتين ؛ وقال الشيخ المفيد : إن الحسن والفضل ابني سهل قلبا رأي المأمون في الرضا (عليه السلام) فعمل على قتله فاتفق انه أكل هو والمأمون يوماً طعاماً فاعتل منه الرضا (عليه السلام) واظهر المأمون تمارضاً فذكر محمد بن عليّ بن حمزة عن منصور بن بشير عن اخيه عبد اللّه بن بشير قال : أمرني المأمون ان اطول اظفاري على العادة فلا اظهر لاحد ذلك ففعلت ثم استدعاني فاخرج الي شيئاً شبه التمر الهندي وقال لي اعجن هذا بيدك جميعاً ففعلت ثم قام وتركني فدخل عليّ الرضا (عليه السلام) فقال له : ما خبرك قال ارجو ان اكون صالحاً قال : انا اليوم بحمد اللّه ايضاً صالح فهل جاءك احد من المترفقين في هذا اليوم قال : فلا فغضب المأمون وصاح على غلمانه ثم قال : خذ ماء الرمان الساعة فانه مما لا يستغنى عنه ثم دعاني فقال : ائتنا برمان فاتيته به فقال اعصره بيديك ففعلت وسقا المأمون الرضا (عليه السلام) بيده فكان ذلك سبب وفاته ولم يلبث الا يومين حتى مات (عليه السلام) .
ورواه الصدوق بتفاوت وفيه كان الرمان في شجرة في بستان في دار الرضا (عليه السلام) وقال المأمون للرضا (عليه السلام) مص منه شيئاً فقال : حتى يخرج امير المؤمنين فقال : لا واللّه الا بحضرتي ولولا خوفي ان يرطب معدتي لمصصته معك فمص منه ملاعق وخرج المأمون فما صليت العصر حتى قام الرضا (عليه السلام) خمسين مجلساً وزاد الأمر في الليل قلت قد اشير الى ذلك في زيارة ائمة المؤمنين في هذه الفقرة ومسموم قد قطعت بجرع السم امعاؤه ؛ وفي اللوح السماوي مشيراً اليه (عليه السلام) وعلي وليي وناصري ومن اضع عليه اعباء النبوة وامنحه بالاضطلاع بها يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح الى جنب شر خلقي .
وفي تذكرة السبط قيل : انه (عليه السلام) دخل الحمام ثم خرج فقدم اليه طبق فيه عنب مسموم قد ادخلت فيه الابر المسمومة من غير ان يظهر اثرها فأكله فمات وله خمس وخمسون سنة . وذكر ابو الفرج والشيخ المفيد عن محمد بن الجهم انه يقول : ان الرضا (عليه السلام) كان يعجبه العنب فاخذ له عنب وجعل في موضع اقماعه الابر فتركت اياماً فاكل منه في علته فقتله وذكر ان ذلك من لطيف السموم.
روي عن ياسر الخادم قال لما كان في آخر يومه الذي قبض (عليه السلام) فيه كان ضعيفاً في ذلك اليوم فقال لي بعدما صلّى الظهر : يا ياسر أكل الناس شيئاً قلت : يا سيدي من يأكل ها هنا مع ما انت فيه فانتصب (عليه السلام) ثم قال هاتوا المائدة ولم يدع من حشمه احداً الا اقعده معه على المائدة يتفقد واحداً واحداً فلما اكلوا قال : ابعثوا إلى النساء بالطعام فحمل الطعام إلى النساء فلما فرغوا من الأكل أغمي عليه وضعف فوقعت الصيحة وجاءت جواري المأمون ونساؤه حافيات حاسرات ووقعت الوجبة بطوس وجاء المأمون حافياً حاسراً يضرب على رأسه ويقبض على لحيته ويتأسف ويبكي وتسيل الدموع على خديه فوقف على الرضا (عليه السلام) وقد افاق فقال : يا سيدي واللّه ما ادري أي المصيبتين اعظم علي فقدي لك وفراقي اياك او تهمة الناس لي اني اغتلتك وقتلتك ؟ قال فرفع (عليه السلام) طرفه اليه ثم قال : احسن يا امير المؤمنين معاشرة ابي جعفر فان عمرك وعمره هكذا وجمع بين سبابتيه قال : فلما كان من تلك الليلة قضى عليه بعدما ذهب من الليل بعضه.
وروي انه كان آخر ما تكلم به : قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم وكان امر اللّه قدراً مقدوراً فلما اصبح اجتمع الخلق وقالوا : هذا قتله واغتاله يعني المأمون وقالوا : قتل ابن رسول اللّه واكثروا القول والجلبة وكان محمد بن جعفر بن محمد استأمن الى المأمون وجاء الى خراسان وكان عم ابي الحسن فقال له المأمون : يا ابا جعفر اخرج الى الناس واعلمهم ان ابا الحسن لا يخرج اليوم وكره ان يُخرجه فتقع الفتنة فخرج محمد بن جعفر الى الناس فقال : أيها الناس تفرقوا فان ابا الحسن اليوم لا يخرج فتفرق الناس وغسل ابو الحسن في الليل ودفن .
وروى السيد الشبلنجي في نور الابصار عن هرثمة بن اعين وكان من خدم الخليفة عبد اللّه المأمون وكان قائماً بخدمة الرضا (عليه السلام) قال : طلبني سيدي ابو الحسن الرضا (عليه السلام) في يوم من الايام وقال لي : يا هرثمة اني مطلعك على امر يكون سرّاً عندك لا تظهره لاحد مدة حياتي فاذا اظهرته مدة حياتي كنت خصماً لك عند اللّه فحلفت له انّي لا اتفوه بما يقوله لي لأحد مدة حياته فقال لي : اعلم يا هرثمة انه قد دنا رحيلي ولحوقي بآبائي واجدادي وقد بلغ الكتاب اجله واني اطعم عنباً ورماناً مفتوتاً فأموت ويقصد الخليفة ان يجعل قبري خلف قبر ابيه هارون الرشيد وان اللّه لا يقدره على ذلك وان الأرض تشد عليهم فلا تعمل فيها المعاول ولا يستطيعون حفرها فاعلم يا هرثمة ان مدفني في الجهة الفلانية من اللحد الفلاني للموضع عينه فاذا أنا مت وجهزت فاعلمه بجميع ما قلت لك لتكونوا على بصيرة من امري وقل له اذا انا وضعت في نعشي واراد الصلاة عليّ فلا يصلي علي وليتأن قليلاً يأتكم رجل عربي متلثم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء فينيخ ناقته وينزل عنها ويصلّي عليّ فصلوا معه عليّ فاذا فرغتم من الصلاة علي وحملت الى مدفني الذي عينته لك فاحفر شيئاً يسيراً من وجه الأرض تجد قبراً مطبقاً معموراً في قعره ماء ابيض فاذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه ثم ذكر وقوع جميع ما قال (عليه السلام).
وعن دلائل الحميري عن معمر بن خلاد قال : قال ابو جعفر (عليه السلام) يا معمر اركب قلت : الى اين قال : اركب كما يقال لك قال : فركبت فانتهيت الى واد او وهدة فقال لي قف ها هنا فوقفت فأتاني فقلت له : جعلت فداك اين كنت قال : دفنت ابي الساعة وكان بخراسان . وروى ابو الفرج عن ابي الصلت انه لما مات الرضا (عليه السلام) حضره المأمون قبل ان يحفر قبره وأمر ان يحفر الى جانب ابيه ثم اقبل علينا فقال حدثني صاحب هذا النعش انه يحفر له قبر فيظهر فيه ماء وسمك احفروا فحفروا فلما انتهوا الى اللحد نبع ماء وظهر فيه سمك ثم غاض الماء فدفن فيه الرضا (عليه السلام) .
اقول : الذي أفيض عليَّ ببركة مولانا ابي الحسن الرضا (عليه السلام) في ظهور السمك والماء في قبره الشريف لعل هو تنبيه المأمون بانتقام اللّه تعالى منه بزوال ملكه وحلول الغضب عليه وهلاكه بالسمك والماء لاغتياله الرضا (عليه السلام) .
قال الحميري في تعبير السم وربما دلت رؤيته على الغم والنكد وزوال المنصب وحلول الغضب لأن اللّه تعالى حرّم على اليهود صيدهم يوم السبت فخالفوا امره واستوجبوا اللعن. واما هلاك المأمون بالسمك والماء فقد حكى المسعودي في مروج الذهب في اخبار المأمون وغزاته ارض الروم ما هذا ملخصه : وانصرف في غزاته فنزل على عين البديدون المعروفة بالقشيرة فأقام هنالك فوقف على العين فاعجبه برد مائها وصفاؤه وبياضه وطيب حسن الموضع وكثرة الخضرة فأمر بقطع خشب طوال فبسط على العين كالجسر وجعل فوقه كالأزج من الخشب وورق الشجر وجلس تحت الكنيسة التي قد عقدت له والماء تحته وطرح في الماء درهماً صحيحاً فقرأ كتابته وهو في قرار الماء لصفاء الماء ولم يقدر احد أن يدخل يده في الماء من شدة برده فبينا هو كذلك اذ لاحت سمكة نحو الذراع كأنها سبيكة فضة فجعل لمن يخرجها سيفه فبدر بعض الفراشين فأخذها وصعد فلما صارت على حرف العين او على الخشب الذي عليه المأمون اضطربت وافلتت من يد الفراش فوقعت في الماء كالحجر فنضح من الماء على صدر المأمون ونحره وترقوته فبلت ثوبه ثم انحدر الفراش ثانية فأخذها ووضعها بين يدي المأمون في منديل تضطرب فقال المأمون : تقلى الساعة ثم اخذته رعدة من ساعته فلم يقدر أن يتحرك من مكانه فغطى باللحف والدواويج وهو يرتعد كالسعفة ويصيح البرد البرد ثم حول الى المغرب ودثر وأوقد النيران حوله وهو يصيح البرد البرد ثم اتى بالسمكة وقد فرغ من قليها فلم يقدر على الذوق منها وشغله ما هو فيه عن تناول شيء منها ولما اشتد به الأمر سأل المعتصم بختيشوع وابن ماسويه في ذلك الوقت عن المأمون وهو في سكرات الموت وما الذي يدل عليه علم الطب من أمره وهل يمكن برؤه وشفاؤه ؟ فتقدم ابن ماسويه وأخذ احدى يديه وبختيشوع الأخرى وأخذ المجسة من كلتا يديه فوجدا نبضه خارجاً عن الاعتدال منذراً بالفناء والانحلال والتزقت ايديهما ببشرته لعرق كان يظهر منه من سائر جسده كالزيت او كلعاب بعض الافاعي فأخبر المعتصم بذلك فسألهما عن ذلك فانكرا معرفته وانهما لم يجداه في شيء من الكتب وانه دال على انحلال الجسد فاحضر المعتصم الاطباء حوله يؤمل خلاصه مما هو فيه فلما ثقل قال : اخرجوني اشرف على عسكري وانظر الى رحالي واتبين ملكي وذلك في الليل فأخرج فاشرف على الخيم والجيش وانتشاره وكثرته وما قد وقد من النيران فقال يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه ثم رد الى مرقده واجلس المعتصم رجلاً يشهده لما ثقل فرفع الرجل صوته ليقولها فقال له ابن ماسويه : لا تصح فواللّه ما يفرق بين ما به وبين ما بي في هذا الوقت ففتح عينيه من ساعته وبهما من العظم والكبر والاحمرار ما لم ير مثله قط واقبل يحاول البطش بيديه بابن ماسويه ورام مخاطبته فعجز عن ذلك وقضى عن ساعته وذلك لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة ومئتين وحمل الى طرسوس فدفن بها .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|