المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



رثاء اشجع بن عمرو السلمي الامام  
  
4221   09:14 صباحاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص379-380.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

كان نبأ وفاة الامام كالصاعقة على رؤوس المسلمين فقد تلقوا النبأ المؤلم بأسى و حزن عميق فقد فقدوا بموته ما كانوا يأملونه و يحلمون به من رجوع الخلافة الاسلامية إلى معدنها الأصيل و يتخلصون من ذئاب البشرية و ائمة الظلم و الجور و يقام في ربوعهم العدل السياسي و العدل الاجتماعي لقد خابت الآمال بموت الامام العظيم و قد نخر الحزن القلوب و سالت الدموع كل مسيل و قد انبرت كوكبة من الشعراء فرثوا الامام بذوب روحهم .

رثي اشجع بن عمرو السلمي الامام بقصيدة عصماء حكت حزنه العميق على فقد امام المسلمين و صورت مدى الخسارة الكبرى التي مني بها العالم الاسلامي و هذا نصها:

يا صاحب العيس يحدي في أزمتها        اسمع و أسمع غدا يا صاحب العيس‏

اقر السلام على قبر بطوس و لا          تقر السلام و لا النعمى على طوس‏

فقد اصاب قلوب المسلمين بها            روع و أفرخ فيها روع ابليس‏

و اخلست واحد الدنيا و سيدها            فأي مختلس منا و مخلوس‏

و لو بدا الموت حتى يستدير به‏           لاقى وجوه رجال دونه شوس‏

بؤسا لطوس فما كانت منازله‏             مما تخوفه الأيام بالبوس‏

معرس حيث لا تعريس ملتبس‏             يا طول ذلك من نأي و تعريس‏

إن المنايا أنالته مخالبها                    و دونه عسكر جم الكراديس‏

أوفى عليه الردى في خيس أشبله‏        و الموت يلقى أبا الاشبال في الخيس‏

ما زال مقتبسا من نور والده‏              الى النبي ضياء غير مقبوس‏

في منبت نهضت فيه فروعهم‏             بباسق في بطاح الملك مغروس‏

و الفرع لا يرتقي إلّا على ثقة              من القواعد و الدنيا بتأسيس‏

لا يوم أولى بتخريق الجيوب و لا         لطم الخدود و لا جدع المعاطيس‏

من يوم طوس الذي نادت بروعته‏        لنا النعاة و افواه القراطيس‏

حقا بأن الرضا أودى الزمان به‏            ما يطلب الموت إلّا كل منفوس‏

ذا اللحظتين و ذا اليومين مفترش‏         رمسا كاخر في يومين مرموس‏

بمطلع الشمس وافته منيته‏                ما كان يوم الردى عنه بمحبوس‏

يا نازلا جدثا في غير منزله‏                و يا فريسة يوم غير مفروس‏

صلى عليك الذي قد كنت تعبده‏            تحت الهواجر في تلك الأماليس‏

لو لا مناقضة الدنيا محاسنها              لما تقايسها أهل المقاييس‏

أحلك اللّه دارا غير زائلة           في منزل برسول اللّه مأنوس‏

ا رأيتم هذه الأحزان الموجعة التي حلت بالعالم الاسلامي على فقد واحد الدنيا و سيدها الامام العظيم؟!

لقد صور أشجع السلمي برائعته مدى الخسارة العظمى التي مني بها المسلمون و التي هي جديرة بشق الجيوب و لطم الخدود فقد اودى الزمان بقائد الأمة و سيدها و امامها , و قد ذاعت هذه القصيدة و حفظها الناس فخاف اشجع فغير الفاظها و جعلها في الرشيد .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.