المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

قابيل وهابيل
18-11-2014
التماثل الأسطواني
5-1-2016
ادواة الجزم
22-10-2014
Law of Cosines
12-10-2019
غزوة بدر الكبرى
15-11-2015
تركيب الكويكبات
23-11-2016


عدي بن زيد  
  
3268   11:26 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص184-186
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-3-2018 2044
التاريخ: 22-06-2015 1769
التاريخ: 27-09-2015 5947
التاريخ: 26-06-2015 1762

عديّ بن زيد بن حماد بن أيوب من العباد، وهم نصارى الحيرة. وكانت أسرة عدي مقرّبة إلى البلاط الفارسي للخدمات التي كانت تؤدّيها للفرس في بلاط المناذرة. وكان حماد جدّ عدي أول من تعلم الكتابة من أفراد تلك الأسرة ثم أصبح كاتبا للنعمان الأكبر الاعور. وكان زيد والد عدي يتولى بعض أقسام البريد لكسرى أنوشروان. ثم أصبح عديّ نفسه كاتبا في ديوان كسرى. وبعد مقتل عدي دخل ابنه زيد أيضا في خدمة الفرس.
ولد عدي في الحيرة، وفيها نشأ وتعلم العربية والفارسية. وفي عام 579 م (53 ق. ه‍.) بعثه كسرى أنوشروان رسولا إلى طيباريوس الثاني ملك الروم (578-582 م). ويبدو أن عديا زار في أثناء رجوعه من القسطنطينية مدينة دمشق.
وأدرك النعمان الثالث أبو قابوس (585-607 م) أن أعمال عديّ بن زيد كانت في مصلحة الفرس أكثر مما كانت في مصلحة العرب، بل أكثر مما كانت في مصلحة المناذرة أنفسهم، فحبسه ثم قتله في السجن عام 604 م، قبل ظهور الاسلام بست سنوات. وكان مقتل عدي سببا من أسباب النفور بين الفرس والمناذرة، بل سببا في سقوط دولة المناذرة على يد الفرس.
لم يكن عدي بن زيد من فحول الشعراء لأنه كان قرويا (من أهل المدن)؛ والتقدم في الشعر كان دائما لأهل البادية. ثم ان عديا سكن الحيرة والمدائن وبلاد فارس نفسها فثقل لسانه وغلبت عليه اللكنة «فكان العلماء لا يرون شعره حجّة». أما شعره فقريب المعاني غير متين التركيب، وأكثره يدور حول الزهد في أمور الدنيا وحول التزهيد فيها. وله شيء في الخمر أحسن أسلوبا وأرق ديباجة من شعره في الزهد.
- المختار من شعره:
قال عديّ في الحكمة والزهد والتزهيد في الدنيا:
أعاذل، إن الجهل من لذّة الفتى... وإنّ المنايا للرجال بمرصد
أعاذل، ما أدنى الرشاد من الفتى...   وأبعده منه إذا لم يسدّد
أعاذل، ما يدريك أن منيّتي... إلى ساعة في اليوم أو في ضحى الغد
كفى زاجرا للمرء أيام دهره... تروح له بالواعظات وتغتدي
ومر عدي بن زيد مع النعمان على بعض المقابر، فقال للنعمان: أ تدري ما تقول هذه القبور؟ فقال النعمان: لا. قال عدي: انها تقول:
من رآنا فليحدّث نفسه... انه أوفى على قرن (1) زوال
ربّ قوم قد أناخوا عندنا... يشربون الخمر بالماء الزلال
ثم أضحوا عصف الدهر بهم... وكذاك الدهر يودي (2) بالرجال
وقال عديّ أيضا:
ايها الشامت المعيّر بالده‍ـ... ـر، أ أنت المبرّأ الموفور (3)
ام لديك العهد الوثيق من ال‍ـ... أيّام؟ بل أنت جاهل مغرور
من رأيت المنون خلّدن، أم من... ذا عليه من ان يضام خفير(4)
أين كسرى كسرى الملوك انوشر... وان، أم اين قبله سابور
وبنو الاصفر (5) الكرام ملوك ال‍ـ... ـروم لم يبق منهم مذكور
وتذكّر ربّ الخورنق (6) إذ أش‍ـ... ـرف يوما وللهدى تفكير
سرّه ماله وكثرة ما يملك... والبحر معرضا والسدير (7)
فارعوى قلبه فقال وما غب‍ـ...ـطة حيّ إلى الممات يصير (8)
ثم بعد الفلاح والملك والإمّة... (9) وارتهم هناك القبور
ثم صاروا كأنهم ورق جف‍     ف فألوت به الصبا والدبور (10)
_____________________
1) قرن زوال: طرف حياته-سيموت.
2) يهلك.
3) المبرأ: الذي لا يصيبه المرض أو الموت. الموفور: المحفوظ (لا يموت) .
4) المنون: الموت. خلدن: تركن حيا. من ان يضام خفير: من يحميه من الضيم و الذل و تقلب الأيام.
5) ملوك الروم.
6) الخورنق: قصر.
7) البحر معرضا. يظهر النهر أمامه واسعا. السدير قصر.
8) ومع ذلك فقد اعتبر وعلم أن الحياة لا قيمة لها ما دام مصير الانسان إلى الموت.
9) الامة (بكسر الهمزة): النعمة.
10) الصبا والدبور (بفتح الصاد والدال واهمال الباءين): ريح الشرق وريح الجنوب (بفتح الجيم). ألوي به: أهلكه.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.