المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



حب المرأة  
  
1627   09:49 صباحاً   التاريخ: 2023-03-11
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص63 ــ 66
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2017 2084
التاريخ: 21-3-2018 2334
التاريخ: 22-4-2021 2347
التاريخ: 28-7-2022 2694

لطالما نقل عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قوله: (حُبب إليّ من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة)(1)، ولطالما روي عنه الحديث الشريف (ما أصيبُ من دنياكم إلاّ النساء والطيب)(2)، مما يتبادر إلى الذهن سؤال أن لماذا ذكر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، النساء والطيب إلى جانب الصلاة في مواقف في حين أنه يوردهما دون ذكر الصلاة في مواقف أخرى.

إن حب الأولاد من الفطرة، والدفاع عن الولد خصيصة في كل حيوان، حتى لو أدى الدفاع والحفاظ عليهم إلى هلاكه.. لكنه لا يلاحظ في عالم الحيوان حب الزوجة والحنو عليها كما هو لدى الإنسان.

الروايات الواردة عن أئمة الإسلام الحنيف (عليهم السلام)، كلها يفيد بأن الإسلام يوصي بالزوجات خيرا بل وكل الاناث، وتلك مواقفه من وأدِ البنات وتجارة الرقيق واستعباد النساء تشهد بذلك.

تعلمنا وصايا الإنسان أن يكون الشروع بأي عمل مسبوقاً بذكر الله (جل وعلا) (بسم الله الرحمن الرحيم)، وعلى غرار ذلك نجد وصية أخرى تشبه في جوانب منها الوصية المذكورة. هذه الوصية تقول. (ابدأ بما تعول) من العيال وهو ما يفيد معنى الطاعة لله... سبحانه والامعان بالوصيتين يوصل إلى جعل مقولة (ابدأ بما تعول)، في مقابل ذكر الله (جل وعلا) عند الشروع بأي عمل. إن الإسلام يضم إلى جانب أعظم أسسه (التوحيد) اسم نبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله)، في الأذان والاقامة والقرآن المجيد ينص على ايراد اسم الخالق المجازي (الولدان) في غير موضع عقب الدعوة للتوحيد مباشرة: {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الأنعام: 151]، {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].

لا تنفرد الحيوانات المتزاوجة بضعف أو انعدام الاهتمام بالأنثى أو التعلق بها بل يسري الأمر للإنسان أيضاً، فحينما ننظر للمتخلفين لا نجد أثرا للعلاقة الإنسانية بينهم وبين زوجاتهم... بيد أن الأمر يختلف بشأن الأولاد فبمجرد أن صارا أبوين نبت في قلبهما حب شديد اتجاه الأولاد وهو أمر غريزي لدى كل الحيوانات.

من هذا المنطلق، جاء قول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (حبب إلي من دنياكم النساء والطيب)، فهي إشارة لتثبيت البعد الإنساني من جهة ولفت نظر بني آدم لأمر هام جدا هو أن الحب يمثل الحجر الأساس لسعادة العائلة من جهة أخرى، وإذا كانت البشرة والفروة والجلد يكفي غير الإنسان - باقي الحيوانات - الذي لا تحده حدود أو ضوابط معينة فإن الإنسان بجنسيه يحتاج إلى لباس يستر عورته ويحميه من الحر والبرد ولا شك أنه سيحب ويعتز بهذا اللباس الذي يصونه من كل سوء، وعلى هذا فلم لا يحب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، الزوجة وهي لباسه الذي عرفه الله سبحانه وتعالى له؟ ثم لم لا يحب المرأة وهي سبب سكينته وطمأنينته؟ وكذلك لم لا يحبها والله سبحانه وتعالى ينبأ في كتابه المنزل: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].

عرف النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، بأنه المرسل من قبل الله تعالى وهو الموحى إليه، وهو الشخص الأول في السلطة التنفيذية والأول في التشريعية وكذلك القضائية فضلاً عن كونه الأعلم في الفيزياء والميتافيزيقية، وإلى جانب ذلك هو الرحمة لكل البشرية وخاصة النساء اللاتي ما قام لهن صلب إلا بالإسلام الحنيف وبرسوله الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، وما كان ليعوض الذل الذي مررن به وتصنيفهن في أدوات اللهو والرق إلا نزول سورة باسمهّن على صدر سيد المخلوقات المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله).

وتجليلاً لمكانة المرأة السامية وتأكيد بعدها الإنساني على العموم، وتجليلاً لمكانة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) على وجه الخصوص.. قال حبيب إله العالمين (صلى الله عليه وآله): (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني)(3)، وقال (صلى الله عليه وآله): (إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)(4)، مخاطباً ابنته الوحيدة التي كان يشمّها ويقبل يدها كلما رآها وهو الذي كنّاها بـ (أم أبيها).

نعم، بمثل هذا الكلام يمكن تعويض المرأة وبمثله أيضاً يمنحها الرقة والغضاضة (حُبب إليّ من دنياكم النساء والطيب)، ثم يسمو (صلى الله عليه وآله)، بها فيقرنها بميتافيزيقية الصلاة.

قد يؤتى المرء بأكاليل من الزهور فيحبها كلها بصفتها ترمز لمختلف أنواع الجمال والمحبة رغم أنه قد يواجه بعض المتاعب في جمعها والحفاظ عليها، أما إذا جيء له بعصارة تلك الزهور في قنينة صغيرة فسينصب اهتمامه على ما في القنينة ويكرس حبه له، أي الطيب.

إن حب النساء والطيب في حديث سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله)، يوصل هذا المعنى، لقد وصف (صلى الله عليه وآله)، أشياء عديدة بأنها كالزهرة وحبه لها كما ورد ذلك في الأحاديث الشريفة لكنه (صلى الله عليه وآله)، جمع كل ما هو محبوب في المرأة ليعوض لها ما عاشته من إذلال وحيف ويحق لها حقها ويوجّه المسلمين بل الانسانية الوجهة الصحيحة بهذا الشأن.

ثم هي إلى جانب الصلاة التي (.. فإن قُبلت نُظر في غيرها وإن لم تقبل لم ينظر في عمله بشيء)(5)، وعلى غرار ذلك فمن لم يكن فيه خير لزوجته وأولاده فلا خير فيه للآخرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ روضة الواعظين: ج2، ص373.

2ـ الكافي: ج5، ص321، ح6.

3ـ صحيح البخاري: كتاب بدأ الخلق، باب مناقب قرابة الرسول.

4ـ مستدرك الصحيحين: ج3، ص153.

5ـ ميزان الحكمة: ج5، باب الصلاة أول ما يُسأل عنه يوم القيامة). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.