تقليم أشجار الحمضيات

عندما نتحدث عن تقليم الاشجار المثمرة، علينا أن نميز بين تقليم الاشجار قبل وصولها لمرحلة الاثمار وهو ما يعرف باسم تقليم التربية وبين تقليم الاشجار المثمرة. ولهذا سنتكلم عن كل منهما على حدة.

تقليم التربية

ويقصد به تربية الغرسة في مكانها المستديم الى أن تصل إلى مرحلة الاثمار. وقد جرت العادة أن تربى الغراس المطمة على ساق واحدة توجه قائمة الى أعلى يربطها الى سنادة قوية مع إضعاف الفروع الجانبية بتطويشها وازالة المزدحم منها.

وعند زراعة هذه الغرسة في المزرعة، يتم اختيار عدد من الافرع الجانبية

بحيث تكون موزعة على محيط الفرسة توزيعا مناسبا وبحيث يرتفع أسفل

الاغصان منها عن سطح الارض مسافة كافية، ويختلف هذا الارتفاع حسب ظروف الزراعة مثل المسافات بين الاشجار وطريقة الخدمة ان كانت يدوية أو آلية، وكمية الامطار والرطوبة الجوية. ويفضل رفع تفرع الاغصان عن الارض في حالة الخدمة الآلية حتى لا تعيق الأفرع المنخفضة حركة الاليات

الزراعية او ان تتعرض ثمارها القريبة من سطح التربة لشدة الاصابة أما عند زيادة المسافات بين أشجار الحمضيات أو في الاشجار المزروعة في المناطق الجافة الحارة حيث الظروف المثبطة للنمو والاثمار فيمكن ترك الاغصان القريبة من سطح الارض، بمعنى أن يكون بدء التفرع منخفضا قليلا حتى تعمل هذه الاغصان على رفع نسبة الرطوبة الجوية في المزرعة.

كما أن بدء التفرع يختلف حسب أنواع وأصناف الحمضيات فبعضها يميل للنمو القائم كالنارنج والبرتقال البلدي والسكري والدموي، ففي هذه الاشجار يجب الحد من استطالة أشجار الاصناف القائمة بتشجيع نمو واثمار الأفرع الجانبية والمنخفضة.

بينما تميل بعض اصناف الحمضيات الى اعطاء النمو المفترش أو المتهدل مثل البرتقال أبو سرة، واليافاوي والفالينيشيا، واليوسفي الماندارين البلدي والساتزوما، والتانجارين والجريب فروت والليمون الاضاليا، تحمل كثيرا من ثمارها على الافرع المنخفضة، مما يجعلنا تنصح برفع مستوى الأفرع المنخفضة الى درجة مناسبة حتى تمنع تعرض الثمار للتلف وقد سبق القول بأنه يفضل أن يبدأ تفرع الاغصان على ارتفاع يتراوح ما بين ٦٠ - ۸۰ سم من سطح التربة، ويجوز زيادته قليلا اذا كانت الخدمة آلية.

شكل يبين التقليم الالي لأشجار الحمضيات

تقليم أشجار الحمضيات المثمرة

تعتبر عملية التقليم من العمليات الهامة لمزارع الحمضيات، ولكنها ليست من العمليات الاساسية كما هي الحال في الاشجار المتساقطة الاوراق مثل الدراق والعنب. وتشير بعض المصادر الى أن أشجار الحمضيات ان احتاجت للتقليم فأنها تحتاج للقليل منه فعندما تصل الشجرة الى مرحلة النضج والاثمار، فان تقليمها ينحصر بإزالة الاغصان الميتة والمريضة والمكسورة. الا أن التقليم يمكن اعتباره مهماً من أجل تسهيل عملية قطاف الثمار، وعمليات المكافحة بالرش، وعندما تصبح الاشجار مكتظة الاغصان، يصبح التقليم آنذاك أمرا مطلوبا للسماح للضوء بالنفاذ لقلب الشجرة وتشجيع تكوين مناطق الحمل فكلما ازداد حجم المجموع الخضري، كلما ازدادت قدرة الشجرة على الاثمار.