المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Sample lexical entries
2024-08-14
مَنْ كَتَب الوحي وجَمَعهَ ؟
2024-09-01
تنازع الاختصاص في القانون المصري
4-4-2017
نبتون
2023-11-05
إعلام المؤمنين بموت الميت.
20-1-2016
العميدي
29-12-2015


أثر الإسلام في الأدب  
  
15429   04:53 مساءاً   التاريخ:
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص246
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2021 3353
التاريخ: 2819
التاريخ: 19-7-2021 3141
التاريخ: 3-6-2021 1928

إذا اعتبرنا الشعر الجاهليّ كلّه، لا المعلّقات وحدها، رأينا أن الشعر في الصدر الأول من الاسلام لا يختلف كثيرا، في أسلوبه، منه في الجاهلية. أما في المعاني والاغراض فقد كان الفرق بين العصرين كبيرا جدا: هجر الشعراء المسلمون الأغراض الوثنية: القسم بالأوثان، والكلام في العصبيات، والفخر بالخمر وبالثأر إلا قليلا، ثم أحلّوا مكانها المعاني الاسلامية مثل التوحيد والتقوى والجهاد والجنة. أما فيما يتعلّق بالأسلوب خاصة فقد كان للقرآن الكريم أثر ظاهر في الألفاظ والتراكيب. ولقد ساعد القرآن على توحيد لغة المخاطبة بين المسلمين في جميع أقسام شبه جزيرة العرب. ولا ريب في أن هذا الأثر كان يقوى مع الأيام حتى بلغ ما بلغ اليه في أيامنا هذه.
وقلّ الشعر في صدر الاسلام الأول بعوامل كثار (كما سيأتي في الكلام على ازدهار الخطابة). من تلك العوامل نهي الرسول صلّى اللّه عليه[وآله] وسلّم عن رواية الشعر الذي يذكر الاعراض ويثير كوامن الاحقاد ويشيد بالعصبيات والانساب (1).
____________________
1) راجع البيان والتبيين 1:273؛ راجع أيضا تحت، ص 255،257.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.