خامساً : مكونات أو عناصر الاحتياطيات الدولية 

1. الذهب : وهو من العناصر الأساسية للاحتياطيات الدولية ، واستعمل آلية للتبادل النقدي وتسوية المدفوعات الدولية للمدة 1870 ــ 1914، وعلى الرغم من كل المتغيرات الدولية التي لحقت بالذهب وخاصة بعد 15 - أب - 1971 وإزالة السعر الرسمي له وما يتعلق باستخداماته النقدية، وتنحيته من النظام النقدي الدولي، إلا انه يبقى بخواصه وأهميته بأنه احد مكونات الاحتياطيات الدولية.  

2. الجنيه الإسترليني: اعتبرت بريطانيا طوال القرن التاسع عشر المركز المالي الرئيسي في العالم والمجهزة الوحيدة للسيولة الدولية وكان ذلك نتيجة استيراداتها الضخمة من العالم وتوسع تجارتها الدولية، إضافة إلى إنها المجهزة الأولى للاستثمارات الخارجية ، كما كان لقوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية دوراً في إعطاء عملتها دور العملة القيادية، ولكن بسبب الحربين العالميتين الأولى والثانية بدأت المكانة الاقتصادية لها بالانخفاض وتراجعت الأهمية النسبية للجنيه الاستيرليني في مجمل الاحتياطيات الدولية من 38 % عام 1960 إلى 13% عام 1970 وأصبحت في بداية الألفية الثالثة الجديدة تتراوح بين 2% – 3% ⁽⁹⁾.

3. الدولار الأميركي :ـ بعد حركة التصنيع التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد عام 1920، حيث أصبح إنتاجها الصناعي يعادل 46 % من إجمالي الناتج العالمي وبدأت تحقق صادراتها فوائض مالية سنوية ، كما لجأت اغلب دول أوربا إلى الاستيراد من الولايات المتحدة، وأصبحت دول أوربا مدينة أتجاه أميركا، علاوة على تجمع ما يقارب 75% من رصيد الذهب العالمي لديها، كل ذلك أكسب الدولار الأمريكي القوة في الهيمنة على التعاملات الدولية وأصبح رسمياً عملة الارتكاز الأساسية للعالم بعد التوقيع على معاهدة (بريتون وودز).

4. حقوق السحب الخاصة (Special Drawing Rights (SDR :

إنها تخصيصات سحب خاصة بهيئة وحدات نقدية حسابية تعطي الدول الأعضاء في الصندوق الحق في الحصول على عملات قابلة للتحويل لا من الصندوق فحسب بل من الدول الأعضاء الأخرى (أي لا تستخدم هي في المبادلات التجارية). وتولى إصدارها صندوق النقد الدولي بعد منتصف الستينيات من القرن العشرين الماضي و وذلك للنقص الحاصل في السيولة الدولية وعدم استطاعة الدولار الأمريكي مواكبة الطلب العالمي عليه. ولحاجة النشاط الاقتصادي العالمي تم تقيمها بما يعادل 0,888غم ذهب وهو نفسه وزن الدولار الأمريكي ولكن بعد نهاية نظام بريتون وودز تم معادلتها بسله من العملات لـ 16 دولة لا تقل أهمية كل دولة عن 1% في مساهمتها بالصادرات العالمية^(*) و وفي عام 1982 جرى تعديل آخر على قيمتها حيث أصبحت تركيبة السلة من خمسة عملات رئيسيه (الدولار الأمريكي 42% ، المارك ألماني 19% ، الفرنك الفرنسي 13%، الجنيه الإسترليني ، 13% ، الين  الياباني 13%) وتم إعطاء أوزان ترجيحية لكل عمله حسب استخدامها في المدفوعات الدولية والاحتياطي الموجود من العملة المعنية لدى الصندوق الدولي ،IMF ، وطبيعي إن الدولار يحتل نسبة عالية في تسعير وحدة السحب الخاصة أعلاه 42 % ، ويجري تقويم (SDR) كل خمسة سنوات وآخر تقويم لغاية 2010 تم معادلتها بسلة عملات تكون بالأهمية النسبية للدولار 44%، واليورو %34 ، والين %11، والجنيه الإسترليني 11%.

5. اليورو EURO : ـ بدء التعامل به فعلياً بداية عام 2002 ليصبح أحد أركان السيولة الدولية التي تحتفظ بها البنوك المركزية لما يتمتع به الاتحاد الأوربي من ثقل واضح في الاقتصاد العالمي، فدول اليورو تساهم بحوالي 20% من الصادرات العالمية مقابل 12% للولايات المتحدة الأمريكية و 7% لليابان وذلك عام 2001، أضافة إلى إن دول الاتحاد الأوربي تساهم بحصة تتجاوز 20% من الناتج الإجمالي العالمي، وكل ذلك يجعل من اليورو عمله قيادية ترغب دول العالم بطلبها والاحتفاظ بها.  

6. الين الياباني  YEN:-  إنها العملة المدعومة من اقتصاد يعتمد بشكل كبير على الصادرات، فاليابان لاعب كبير جداً في قطاع الأغذية المصنعة في السوق أضافه إلى صناعات متطور في مجال السيارات والالكترونيات.

7. التسهيلات الائتمانية:ـ الممنوحة من قبل صندوق الدولي ولاسيما تسهيل الشريحة الاحتياطية.

8. التسهيلات المؤقتة التي تمنحها البنوك المركزية لبعضها البعض.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) تم اختيار عملات البلدان التي تزيد نسبة صادراتها إلى مجموع الصادرات العالمية للفترة (1968ــ 1972) عن 1% وهي(أمريكا، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، اليابان، كندا، ايطاليا بلجيكا، هولندا، استراليا، السويد، اسبانيا، النرويج ، النمسا، الدنمارك، جنوب إفريقيا) ولكن عام 1978 تم سحب عملة الدنمارك وجنوب إفريقيا وإحلال عملة السعودية وإيران محلها.

9- زايري بلقاسم، إدارة احتياطات الصرف وتمويل التنمية في الجزائر، مركز دراسات الوحدة العربية، مجلة بحوث اقتصادية عربية، العدد 41 شتاء 2008، ص14 .