أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016
![]()
التاريخ: 19-05-2015
![]()
التاريخ: 10-8-2016
![]()
التاريخ: 7-8-2016
![]() |
وقائع وأحداث سياسية قبل ولاية العهد
استلم المأمون زمام الحكم بعد حرب دامية استمرت خمس سنين قتل فيها آلاف القادة والجنود ، وحدث تفتت في التحالف العباسي وانقسم إلى قسمين ، مؤيدين ومعارضين لحكم المأمون الذي قد حدث فيه انفراج سياسي للإمام الرضا ( عليه السّلام ) ولأهل بيته بعد أربع سنين ، فكان الإمام ( عليه السّلام ) يتحدث بحرية تامة ويتحرك في دائرة أوسع من قبل وهي دائرة البلاط الحاكم لاتصاله بالوزراء والقادة مباشرة .
والمأمون كوارث لأبيه وأجداده لم يستطع أن يخرج عن النهج السياسي السابق إلّا في حدود ضيّقة ، وكان كسابقيه يؤطّر حكمه باطار شرعي مقدس وهذا يظهر من الكتب والمخاطبات التي وجهت إليه ، ومنها ما كتبه اليه طاهر ابن الحسين قائد الجيش الذي قتل أخاه الأمين حيث جاء فيه :
قد قتل اللّه المخلوع ، وأسلمه بغدره ونكثه ، وأحصد لأمير المؤمنين أمره ، وانجز له ما كان ينتظره من سابق وعده ، والحمد للّه الراجع إلى أمير المؤمنين حقّه ، الكائد له فيمن خان عهده ، ونقض عقده ، حتى ردّ به الألفة بعد فرقتها ، وجمع له الأمة بعد شتاتها ، فأحيا به اعلام الدين بعد دثور سرائرها[1].
وعلى الرغم من إضفاء الشرعية على حكمه ومساندة بعض الفقهاء والقضاة له ، الّا ان كثيرا من المسلمين كانوا يرونه مغتصبا للخلافة ، ونتيجة للظلم المتراكم على طول عهود الحكّام العباسيين ، وانحرافهم عن النهج الاسلامي ، تفاعلت روح الثورة والتمرد في نفوس المسلمين ، من قبل الثوار ومن قبل الموالين لأخيه الأمين .
ففي أول سنة من حكمه وهي سنة ( 198 ه ) أظهر نصر بن شيث العقيلي الخلاف في حلب وتغلّب على ما جاورها من البلدان ، ولم ينته خلافه الّا في سنة ( 199 ه ) بعد القضاء عليه[2].
وفي السنة نفسها حدثت فتنة في الموصل بين اليمانية والنزارية قتل فيها من النزارية نحو ستة آلاف .
وفي سنة ( 199 ه ) انفجرت المعارك بين بني ثعلبة وبني اسامة[3].
وكانت سنة ( 199 ه ) فاتحة لثورة عظيمة قادها العلويون ، حيث خرج أبو السرايا السري بن منصور الشيباني بالعراق ومعه محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الحسني ، وضرب أبو السرايا الدراهم بالكوفة وسيّر جيوشه إلى البصرة وواسط ونواحيها .
وتوزعت الثورة على عدة جبهات :
جبهة البصرة بقيادة العباس بن محمد بن عيسى الجعفري .
وجبهة مكة بقيادة الحسين بن الحسن الأفطس .
وجبهة اليمن بقيادة إبراهيم بن موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) .
وجبهة فارس بقيادة إسماعيل بن موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) .
وجبهة الأهواز بقيادة زيد بن موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) .
وجبهة المدائن بقيادة محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن ( عليه السّلام ) .
واستمرت هذه الثورة أكثر من سنة إلى أن قضي عليها[4].
وفي سنة ( 200 ه ) خرج محمد بن الإمام جعفر الصادق ( عليه السّلام ) ولكنّه استسلم وارسل إلى المأمون[5].
وكان لثورات العلويين أثر كبير في تخلخل الأوضاع الداخلية وارباك المواقف العسكرية والسياسية .
وفي سنة ( 201 ه ) أصاب أهل بغداد بلاء عظيم حتى كادت تتداعى بالخراب ، وجلا كثير من ساكنيها بسبب النهب والسبي والغلاء وخراب الدور[6].
وعلى الرغم من اعلان المأمون العفو عن قادة الثورة من العلويين إلّا أن ذلك لا يعني انه كان متجنبا للارهاب ، بل كان كسابقه يستخدم الارهاب لإخماد أصوات المعارضين أو من يفكر بإزالة الحكم العباسي ، حتى أنه اقدم على قتل هرثمة بن أعين على الرغم من اخلاصه له بدسيسة الحسن بن سهل المنافس له[7].
ولم يسمح للمعارضة بابداء وجهات نظرها ان كانت مخالفة لمواقفه ، فقد اقدم على نفي أحد الشعراء إلى السند لأنه أنشد قصيدة يذمّ بها قاضيا منحرفا له علاقة مع المأمون[8].
وفي مقابل الاضطراب في الوضع الداخلي كانت هنالك تحدّيات خطيرة تواجه الحكومة العباسية ، فالدول الكافرة والمشركة تتحيّن الفرص للقضاء على الحكومة وعلى الوجود الاسلامي ، وهي تعدّ العدّة لوقتها المناسب ، ولهذا اعلن المأمون العفو العام عن قادة الثورات .
الموقف السياسي للإمام الرضا ( عليه السّلام )
استثمر الإمام ( عليه السّلام ) الظروف المناسبة فاتخذ ما يناسبها من مواقف ، وقد عاش ( عليه السّلام ) الانفراج الحقيقي بالانطلاق بحرية في نشر الفكر السياسي والعقيدة السياسية لأهل البيت ( عليهم السّلام ) لان ظروف الاقتتال بين الأمين والمأمون وما أفرزته من اضطراب وخلل في الجبهة الداخلية وانقسام البيت العباسي ، حالت دون ملاحقته ( عليه السّلام ) ومطاردته أو إيقاف تحركه ، وقام ( عليه السّلام ) بتوسيع قاعدته الشعبية في كل مصر من الأمصار الاسلامية .
وكان ( عليه السّلام ) كآبائه وأجداده يشرف على جميع خطوط التحرك بما في ذلك خط المواجهة ، وهو محاط بسرية وكتمان شديدين ، وقد اسند قيادته المباشرة إلى اخوانه وأبناء عمومته لكي لا يكون في موقع المواجهة العلنية مع الحكم القائم ، لانّ القيادة المباشرة تؤدّي إلى قتله في معركة من المعارك أو إلى قتله على أيدي أعوان الحاكم ، قبل ان يهيّء الأجواء لامامة من يأتي بعده .
ومن معطيات القيادة غير المباشرة للمواجهة ، ان جميع الأخطاء والممارسات التي ترتكب أثناء الثورة من قبل الثوار لا تحسب على الإمام ( عليه السّلام ) وانما على القائد المباشر المشرف على الخط العسكري .
وكان الإمام ( عليه السّلام ) يحيط تحركه بسرية تامة ففي سنة ( 199 ه ) قبل انطلاق الثورة على المأمون ، اجتمع أنصار محمد بن سليمان العلوي بالمدينة وطلبوا منه ان يبعث إلى الإمام الرضا ( عليه السّلام ) ويدعوه للقيام معه ، فأرسل اليه أحد المقترحين فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) :
« إذا مضى عشرون يوما اتيتك » ، فمكثوا أياما فلما كان يوم ثمانية عشر قامت القوات العباسية بمحاربتهم والقضاء على ثورتهم في مهدها[9].
والظروف السياسية قد تعطي انطباعا لدى المسلمين من عدم علاقة الإمام بالثوار ، وقد يكون الإمام ( عليه السّلام ) قد اعطى صلاحيات مطلقة لقادة الخط العسكري دون الرجوع اليه باستمرار وانما متابعة الاحداث والمواقف عن بعد ، فحينما أراد محمد بن الإمام جعفر الصادق ( عليه السّلام ) الثورة في يوم معيّن ارسل اليه الإمام ( عليه السّلام ) : « لا تخرج غدا فإنك ان خرجت هزمت وقتل أصحابك »[10].
وبعد سنتين من سيطرة المأمون على زمام الحكم ، وبالتحديد في سنة ( 200 ه ) كتب إلى الإمام الرضا ( عليه السّلام ) يدعوه للقدوم إلى خراسان ، فاعتل ( عليه السّلام ) بعلل كثيرة ، واستمر المأمون يكاتبه ويسأله حتى علم ( عليه السّلام ) انّه لا يكف عنه ، فاستجاب له ، وأمر الموكل بالإمام ( عليه السّلام ) ان لا يسير به عن طريق الكوفة وقم ، فسار به عن طريق البصرة والأهواز وفارس حتى وصل إلى مرو ، وهنا لك عرض عليه المأمون أن يتقلّد الخلافة والامرة ، فأبى ( عليه السّلام ) ذلك ، وجرت في هذه القضية مخاطبات كثيرة دامت نحوا من شهرين ، وكان الإمام ( عليه السّلام ) يأبى أن يقبل ما يعرض عليه ، فلما كثر الكلام والخطاب في هذه القضية ، قال المأمون : فولاية العهد ، فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) بعد الالحاح والتلويح بالقتل إلى ذلك . وشرط ( عليه السّلام ) بعض الشروط وقال ( عليه السّلام ) :
« اني ادخل في ولاية العهد على أن لا آمر ولا أنهى ولا أقضي ولا اغيّر شيئا ممّا هو قائم وتعفيني من ذلك كله »[11] . فأجابه المأمون إلى ذلك ، فتمّت ولاية العهد في الخامس من رمضان سنة ( 201 ه )[12].
[1] تاريخ اليعقوبي : 2 / 442 .
[2] الكامل في التاريخ : احداث سنة ( 198 ه ) .
[3] تاريخ الموصل : 332 - 336 .
[4] الكامل في التاريخ : 6 / أحداث سنة ( 199 - 200 ه ) .
[5] عيون أخبار الرضا : 2 / 207 .
[6] العبر في خبر من غبر : 1 / 263 .
[7] تاريخ ابن خلدون : 5 / 521 .
[8] مروج الذهب : 3 / 345 .
[9] عيون أخبار الرضا : 2 / 208 .
[10] أصول الكافي : 1 / 491 ، مناقب آل أبي طالب : 4 / 368 ، وعن الكافي في بحار الأنوار : 49 / 57 .
[11] عيون أخبار الرضا : 2 / 149 ، 150 .
[12] عيون أخبار الرضا : 2 / 245 .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|