المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

علم الفونيم
9-4-2019
ولاية ابن زياد على الكوفة
29-3-2016
Alkyl Groups
25-3-2016
مواعيد زراعة البامية
21-1-2022
لمحـة عن تطـور مفهـوم التنميـة Concept Evolution Developmen
16-1-2022
مضار الكهرباء
10-8-2019


محاصرة جيوش المأمون بغداد  
  
3391   05:51 مساءاً   التاريخ: 10-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص237-238.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

خفت جيوش المأمون إلى احتلال بغداد بقيادة طاهر بن الحسين وقد حاصرت بغداد وايقن الأمين بالهزيمة فكتب إلى طاهر يطلب منه الأمان لنفسه وعائلته وانصاره وانه يستقيل من الخلافة لأخيه فقال طاهر: الآن ضيق خناقه وهيض جناحه وانهزم فساقه لا والذي نفسي بيده حتى يضع يده في يدي وينزل على حكمي.

و لم يجبه إلى شي‏ء مما اراد , و دام الحصار على بغداد مدة طويلة حتى تخربت فيها معالم الحضارة وعم الفقر والبؤس جميع سكانها وكثر العابثون والشذاذ فقاموا باغتيال الابرياء ونهب الأموال ومطاردة النساء وانبرى جماعة من خيار الناس بقيادة رجل يقال له سهل بن سلامة فمنعوا العابثين من ايذاء الناس وتصدوا لهم بقوة السلاح حتى أخرجوهم من بغداد.

و على أي حال فقد منيت بغداد بأفدح الخسائر وفقدت زينتها وشبابها وشاع الثكل والحزن والحداد في جميع انحائها وقد رثاها جماعة من الشعراء يقول الأعمى في قصيدة له:

و ابكي لاحراق وهدم منازل‏               و قتل وانهاب اللهى والذخائر

و ابراز ربات الخدور حواسرا             خرجن بلا خمر ولا بمازر

تراها حيارى ليس تعرف مذهبا            نوافر كأمثال الظباء النوافر

كأن لم تكن بغداد أحسن منظرا            و ملهى رأته عين لاه وناظر

بلى هكذا كانت فاذهب حسنها             و بدد منها الشمل حكم المقادر

و حل بهم ما حل بالناس قبلهم‏            فأضحوا أحاديثا لباد وحاضر

أ بغداد يا دار الملوك ومجتنى‏             صفوف المنى يا مستقر المنابر

و يا جنة الدنيا ويا مطلب الغنى‏           و مستنبط الأموال عند المتاجر

أبيني لنا أين الذين عهدتهم‏                يحلون في روض من العيش ناضر

و اين الملوك في المواكب تغتدي‏                   تشبه حسنا بالنجوم الزواهر

و القصيدة كلها توجع والم على ما حل ببغداد من الدمار الشامل في الأموال والأنفس ويصف شاعر آخر حالة بغداد وما حل بها من الخراب يقول:

من ذا أصابك يا بغداد بالعين‏               أ لم تكوني زمانا قرة العين‏

أ لم يكن فيك قوم كان قربهم‏               و كان مسكنهم زينا من الزين‏

صاح الزمان بهم بالبين فانقرضوا        ما ذا لقيت بهم من لوعة البين‏

و رثى شاعر آخر بغداد وما حل بأهلها من الخطوب والنكبات يقول:

بكت عيني على بغداد لما         فقدت غضارة العيش الأنيق‏

تبدّلنا هموما من سرور           و من سعة تبدّلنا بضيق‏

اصابتنا من الحساد عين‏          فافنت أهلنا بالمنجنيق‏

فقوم أحرقوا بالنار قسرا                   و نائحة تنوح على غريق‏

و صائحة تنادي يا صحابي‏       و قائلة تقول أيا شقيقي‏

و حوراء المدامع ذات دل‏        مضمخة المجاسد بالخلوق‏

تنادي بالشفيق فلا شفيق‏         و قد فقد الشفيق مع الرقيق‏

و قوم أخرجوا من ظل دنيا       متاعهم يباع بكل سوق‏

و مغترب بعيد الدار ملقى‏         بلا رأس بقارعة الطريق‏

توسط من قتالهم جميعا           فما يدرون من أي الفريق‏

فلا ولد يقيم على أبيه‏             و قد هرب الصديق عن الصديق

و حكت هذه القصيدة الحالة الراهنة في بغداد من انتشار القتل وفقدان الأمن وشيوع الخوف في جميع ارجاء بغداد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.