أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-03-2015
1557
التاريخ: 24-09-2015
1582
التاريخ: 26-03-2015
4469
التاريخ: 25-03-2015
2241
|
التفريع
نوعان: أحدهما أن يبدأ الشاعر بلفظة هي إما اسم، وإما صفة، ثم يكررها في البيت
مضافة إلى أسماء وصفات يتفرع من جملتها أنواع من المعاني في المدح وغيره، كقول أبي
الطيب المتنبي [متقارب]:
أنا
ابن اللقاء أنا ابن السخاء ... أنا ابن الضراب أنا ابن
الطعان
أنا ابن
الفيافي أنا ابن القوافي ... أنا ابن السروج أنا ابن
الرعان
طويل
النجاد طويل العماد ... طويل القناة طويل السنان
حديد
اللحاظ حديد الحفاظ ... حديد الحسام حديد الجنان
وهذا
النوع لم أسبق إلى استخراجه، وإنما لم أثبته فيما ابتكرته من الأبواب لكونه نوعاً
من التفريع، فالذي يجب أن يسمى به تفريع الجمع، لأن كل بيت ينطوي على فروع من
المعاني شتى من المدح تفرعت من أصل واحد؛ والنوع الآخر من التفريع وهو الذي تقدمني
الناس باستخراجه وتسميته، إنما يتفرع منه معنى واحد من أصل واحد، إما في بيت أو
أبيات، وإما في جملة من الكلام أو جمل، وهو أن يصدر الشاعر أو المتكلم كلامه باسم
منفي بما خاصة ثم يصف الاسم المنفي بمعظم أو صافه اللائقة به إما في الحسن أو
القبح، ثم يجعله أصلاً يفرع منه معنى في جملة من جار ومجرور متعلقة به تعلق مدح أو
هجاء أو فخر أو نسيب أو غير ذلك، يفهم من ذلك مساواة المذكور بالاسم المنفي
الموصوف كقول الأعشى [بسيط]:
ما
روضة من رياض الحزن معشبة ... غناء جاد عليها مسبل هطل
يضاحك
الشمس منها كوكب شرق ... مؤزر بعميم النبت مكتهل
يوماً
بأطيب منها طيب رائحة ... ولا بأحسن منها إذ دنا
الأصل
وقد
سمى بعض المتأخرين هذا القسم من التفريع النفي والجحود لتقدم حرف النفي على جملته.
وأكثر ما يقع الأصل في بيت والتفريع منه في بيت آخر إما قريباً منه، وإما بعيداً
عنه، وقد يقع منه ما يكون الأصل والفرع معاً في بيت واحد كقول أبي تمام [بسيط]:
ما
ربع مية معموراً يطيف به ... غيلان أبهى رُباً من
ربعها الخرب
ولا
الخدود وإن أدمين من خجل ... أشهى إلى ناظري من خدها
الترب
ومن
التفريع نوع غير النوعين الأولين، وهو تفريع معنى من معنى من غير تقدم نفي ولا
جحود، كقول ابن المعتز [سريع]:
كلامه
أخدع من لفظه ... ووعده أكذب من طيفه
وهو
مختص بمعاني النفس دون معاني البديع، والله أعلم.