المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ميكانيكية الدورة الهيدرولوجية
16-3-2022
تطور علم الخرائط عبر التاريخ
26-3-2022
مكان الجغرافيا التاريخية
24-11-2017
كيفية صنع بطارية
17-9-2016
معايير اختيار مواد العزل الحراري المناسبة
2023-05-28
فرضية كون الوحي غريزة
4-12-2015


دور الإمام الرضا ( عليه السّلام ) قبل ولاية العهد: الاصلاح الاخلاقي  
  
1528   03:44 مساءً   التاريخ: 2023-02-11
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص97-104
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016 2905
التاريخ: 10-8-2016 2917
التاريخ: 15-10-2015 3428
التاريخ: 7-8-2016 2999

كان الإمام ( عليه السّلام ) يستثمر جميع الفرص المتاحة للاصلاح والتغيير الأخلاقي والاجتماعي وبناء واقع جديد مغاير لما عليه عامة الناس ، ولهذا تعددت أساليبه التربوية الاصلاحية فكانت كما يلي :

أولا : احياء روح الاقتداء برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله )

قام الإمام ( عليه السّلام ) بتوجيه الانظار والقلوب للاقتداء بارقى النماذج البشرية وهو رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فهو قدوة للحكّام باعتباره حاكما ورئيس دولة ، وقدوة للفقهاء ، وقدوة لسائر المسلمين من افراد وجماعات .

وإذا كانت الحكومات المعاصرة للإمام ( عليه السّلام ) تضيّق الخناق على الإمام ( عليه السّلام ) في حالة التدخل في السياسة فإنها لا تستطيع أن تمنعه من الحديث المتعلق باخلاق رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وخصوصا أخلاقه كحاكم ، ولذا وجد ( عليه السّلام ) الظروف مناسبة للدعوة إلى الاقتداء به ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فقد كان يذكر الأحاديث عن أجداده حول أخلاق رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، ومنها الحديث المروي عن الإمام الحسن ( عليه السّلام ) عن أبيه ( عليه السّلام ) في صفات رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الأخلاقية :

« . . . وكان من سيرته في جزء الأمة ايثار أهل الفضل بإذنه ، وقسمه على قدر فضلهم في الدين ، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج ، فيشاغل ويشغلهم فيما أصلحهم وأصلح الأمة من مسألته عنهم واخبارهم بالذي ينبغي ، ويقول : ليبلّغ الشاهد منكم الغائب ، وابلغوني حاجة من لا يقدر على ابلاغ حاجته . . . كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يخزن لسانه الّا عما يعنيه . . . ويكرم كريم قوم ويولّيه عليهم . . . ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس . . . خيارهم عنده وأعمهم نصيحة للمسلمين ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة . . . وقد وسع الناس منه خلقه وصار لهم أبا رحيما ، وصاروا عنده في الحق سواء . . . كان دائم البشر ، سهل الخلق ، ليّن الجانب . . . وترك من الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيّره ولا يطلب عثراته ولا عورته . . . وجمع له الحلم مع الصبر ، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه ، وجمع له الحذر مع أربع : اخذه الحسن ليقتدى به ، وتركه الباطل لينتهى عنه ، واجتهاده الرأي في اصلاح أمته والقيام فيما جمع لهم من خير الدنيا والآخرة »[1].

وهذه الدعوة دعوة صامتة لتقوم الأمة بتشخيص منهجين في الاخلاق :

منهج الحكّام ومنهج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الذي هو منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) . وقد فوّت الإمام ( عليه السّلام ) على الحكّام فرصة منعه من التحدث عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في الجانب الخلقي . وهكذا كانت الدعوة إلى الاقتداء برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) دعوة صامتة وسلميّة لكشف حقيقة أخلاق الحكّام .

ثانيا : القيام بدور القدوة

انّ دور الإمام ( عليه السّلام ) هو دور القدوة ، وقد ادّى الإمام ( عليه السّلام ) هذا الدور أداءا مطابقا لقيم الاسلام الثابتة ، وأبرز للمسلمين نموذجا من ارقى نماذج الخلق الاسلامي الرفيع ، وكان قمة في الصدق وأداء الأمانة والوفاء بالعهد ، والتواضع ، واحترام الآخرين ، والاهتمام بالمسلمين ، وقضاء حوائجهم .

وكان يعالج الواقع الفاسد في العلاقات معالجة عملية ، ومن مواقفه العملية انه دعا يوما بمائدة ، فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم ، فقيل له :

لو عزلت لهؤلاء مائدة ، فقال : « ان الربّ تبارك وتعالى واحد والام واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال »[2].

وقال لخدّامه : « ان قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون ، فلا تقوموا حتى تفرغوا » .

وكان لا يستخدم أحدا من خدّامه حتى يفرغ من طعامه[3].

ووصفه إبراهيم بن العباس : ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا ( عليه السّلام ) ، ما جفا أحدا ولا قطع على أحد كلامه ، ولا ردّ أحدا عن حاجة ، وما مدّ رجليه بين يدي جليس ، ولا اتكى قبله ، ولا شتم مواليه ومماليكه ، ولا قهقه في ضحكة ، وكان يجلس على مائدة مماليكه . . . كثير المعروف والصدقة في السر . . .[4].

وكان متواضعا للناس ، دخل الحمام فقال له بعض الناس : دلّكني يا رجل . فجعل يدلّكه فعرّفوه ، فجعل الرجل يعتذر منه ، وهو يطيب قلبه ويدلّكه[5].

وكان ( عليه السّلام ) كثير العفو والصفح لا يقابل الإساءة بالإساءة ، رحيما لا يحمل حقدا ولا عداءا لمن يؤذيه من عامة الناس أو من خواصهم ، فقد عفى عن الجلودي الذي سلب حلي نساء أهل البيت ( عليهم السّلام ) عندما هجم على دار الإمام الرضا ( عليه السّلام ) في عهد هارون ، وطلب من المأمون أن لا يمسّه بسوء[6].

وقال شعرا يصف به أخلاقه الكريمة لتقتدي به الأمة :

إذا كان من دوني بليت بجهله * أبيت لنفسي أن أقابل بالجهل

وان كان مثلي في محلّي من النهى * أخذت بحلمي كي أجلّ عن المثل

وان كنت أدنى منه في الفضل والحجى * عرفت له حق التقدّم والفضل[7]

ثالثا : الدعوة إلى مكارم الأخلاق

كان ( عليه السّلام ) يدعو إلى التمسك بمكارم الاخلاق ومحاسنها ، ويعمق هذه الدعوة من خلال نشر أحاديث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) التي ترسم للمسلمين المنهج السلوكي السليم ، ومن تلك الأحاديث التي رواها :

قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة ، والمذيع بالسيئة مخذول ، والمستتر بها مغفور له »[8].

وقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ان اللّه بعثني بالرحمة لا بالعقوق »[9].

وقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « عدة المؤمن نذر لا كفارة لها »[10].

وكان ( عليه السّلام ) يدعو للاندكاك بقيم الاسلام والسنن الصادرة من اللّه تعالى ومن رسوله ( صلّى اللّه عليه واله ) ومن أولياء اللّه فيقول : « لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال : سنة من ربّه ، وسنة من نبيّه ، وسنة من وليّه ، فأمّا سنة من ربّه فكتمان أمره . . .

وأما السنة من نبيّه فمداراة الناس . . . واما السنة من وليّه فالصبر في البأساء والضرّاء »[11].

وحدّد ( عليه السّلام ) المفهوم الحقيقي للتواضع والذي هو حركة سلوكية شاملة ، تبتدأ بالنفس وتنتهي بالمجتمع ، فقال : « التواضع درجات ، منها : ان يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم ، ولا يحبّ أن يأتي إلى أحد الّا مثل ما يؤتى اليه ، ان رأى سيئة درأها بالحسنة ، كاظم الغيظ ، عاف عن الناس ، واللّه يحب المحسنين »[12].

وكان يضرب الأمثال في خطوات الاصلاح ويقصّ قصص الصالحين لتبقى شاخصة في العقول والنفوس ، ومما جاء في ذلك قوله ( عليه السّلام ) : « إنّ رجلا كان في بني إسرائيل عبد اللّه تبارك وتعالى أربعين سنة ، فلم يقبل اللّه منه ، فقال لنفسه : ما اتيت الّا منك ، ولا الذنب الّا لك ، فأوحى اللّه تبارك وتعالى اليه : ذمك نفسك أفضل من عبادة أربعين سنة »[13].

وكان ينشد الشعر لتأثيره السريع على الاسماع والممارسات ، ويستخدمه كوسيلة لاصلاح الاخلاق ، ومما انشده ( عليه السّلام ) في العلاقات الاجتماعية :

اعذر أخاك على ذنوبه * واستر وغطّ على عيوبه

واصبر على بهت السفيه * وللزمان على خطوبه

ودع الجواب تفضلا * وكل الظلوم إلى حسيبه[14]

وانشد شعرا لربط المسلمين باليوم الآخر وعدم الانخداع بالأماني ، ولاستحضار اليوم الآخر في الأذهان باعتبار تأثيره الكبير في اصلاح الاخلاق قال ( عليه السّلام ) :

كلنا يأمل مدا في الأجل * والمنايا هنّ آفات الأمل

لا تغرنّك أباطيل المنى * والزم القصد ودع عنك العلل

إنّما الدنيا كظل زائل * حل فيه راكب ثم ارتحل[15]

وكان ( عليه السّلام ) يدعو المسلمين إلى إقامة العلاقات الاجتماعية الصالحة ويدعو إلى الإخاء والتآلف والتآزر ، ويدعو إلى نبذ الاخلاق الطالحة التي تؤدّي إلى التقاطع والتدابر ، أو تؤدّي إلى ارباك العلاقات ، كالكذب والغيبة والنميمة والبهتان ، والاعتداء على أموال الناس وأرواحهم وأعراضهم ، وينهى عن جميع الانحرافات الأخلاقية ، لكي تكون الاخلاق مطابقة للمنهج الاسلامي السليم ، الذي ارسى دعائمه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وأهل بيته ( عليهم السّلام ) .

رابعا : بناء الجماعة الصالحة

كان الإمام ( عليه السّلام ) يقوم بأداء دوره التربوي على مستويين :

الأوّل : مجموع الأمة الاسلامية .

الثاني : الجماعة الصالحة .

فعلى المستوى الأول كان الإمام ( عليه السّلام ) يوجه الأمة للالتزام بالأخلاق الفاضلة والخصائص الحميدة ، ويبعدها عن مزالق الانحراف والرذيلة ، تنفيذا لمسؤوليته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومجموع الأمة يشمل الحكّام والمحكومين وهم جميع المسلمين بما فيهم اتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

وعلى المستوى الثاني فإنّ الإمام ( عليه السّلام ) مسؤول عن بناء الجماعة الصالحة التي تتبنى مذهب أهل البيت ( عليهم السّلام ) منهاجا في الحياة ، لكي يربّي كوادر ونماذج رسالية تقوم بدورها في اصلاح الأخلاق وتغيير الانحراف السائد في المجتمع ، وهو في هذا المستوى يقوم بأداء دوره بصورة اكثف ، ويبدي عناية إضافية ووقتا إضافيا ليربي عددا أكبر من المصلحين القادرين على انجاح مهمات الاصلاح والتغيير ، لذا نجده ( عليه السّلام ) يعمل ليل نهار ، ويلتقي بالافراد فردا فردا أو جماعة جماعة من أنصاره ، ويراسل وكلاءه واتباعه في الأمصار ليقوّم سلوكهم ويهذّب أخلاقهم .

وكان يرسم لاتباعه المنهج السلوكي القويم ، فعن الحسن بن الحسين أنه قال : استحل أحمد بن حمّاد منّي مالا له خطر ، فكتبت رقعة إلى أبي الحسن ( عليه السّلام ) وشكوت فيها أحمد بن حماد ، فوقّع فيها : خوّفه باللّه ! ، ففعلت ولم ينفع ، فعاودته برقعة أخرى أعلمته أنّي قد فعلت ما أمرتني به فلم انتفع ، فوقع : إذا لم يحلّ فيه التخويف باللّه ، فيكف تخوفه بأنفسنا[16].

وكان ( عليه السّلام ) يشتري العبيد ثم يعتقهم بعد أن يعدّهم اعدادا تربويا في داره فقد اعتق الف مملوك[17] طول سني حياته ، وهذا العدد الكبير له تأثير في سير الاخلاق ، حيث يصبح هؤلاء بعد التربية والاعداد الخلقي تيارا من المخلصين الواعين يعمل في وسط الأمة ، ويقوم بأداء دور الاصلاح مبتدءا بنفسه وأسرته ثم المجتمع الكبير .

وقد تخرج من هذا الإعداد مئات المربين والمصلحين ، وازداد اتباع الإمام ( عليه السّلام ) في عصره وتوسعت قاعدته الشعبية في مساحة واسعة من الدولة الاسلامية .

 

 

[1] عيون أخبار الرضا : 1 / 317 - 319 .

[2] بحار الأنوار : 49 / 102 عن فروع الكافي .

[3] الكافي : 6 / 289 .

[4] إعلام الورى : 2 / 64 وعنه في كشف الغمة : 3 / 106 وفي مناقب آل أبي طالب : 4 / 389 .

[5] مناقب آل أبي طالب : 4 / 391 .

[6] أعيان الشيعة : 2 / 25 .

[7] مناقب آل أبي طالب : 4 / 402 .

[8] الكافي : 2 / 428 .

[9] الكافي : 2 / 159 .

[10] كشف الغمة : 3 / 58 عن الجنابذي عن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) .

[11] الكافي : 2 / 242 .

[12] الكافي : 2 / 124 .

[13] قرب الإسناد : 392 .

[14] عيون أخبار الرضا : 2 / 176 ح 4 وكشف الغمة : 3 / 59 و : 119 عن إعلام الورى : 2 /

[15] البداية والنهاية : 10 / 250 .

[16] رجال الكشي : 561 ح 1059 .

[17] الاتحاف بحب الاشراف : 155 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.