المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الإنتاج في العلاقات العامة
2024-09-01
معنى كلمة حبك
10/11/2022
Orientation Effects in Elimination Reactions
6-1-2022
تفسير الاية (101-105) من سورة النحل
14-8-2020
احكام المساجد
2023-03-20
مفهوم المحاكاة عند الفلاسفة المسلمين
14-08-2015


القسوة في أخذ الخراج  
  
3002   06:08 مساءاً   التاريخ: 7-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص196-198.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015 3794
التاريخ: 10-8-2016 2890
التاريخ: 19-05-2015 3105
التاريخ: 16-10-2015 3303

قاسى المسلمون كأشد ما تكون القسوة في أخذ الخراج منهم فقد استعملت الدولة عليهم جباة ارهابيين لا يرجون للّه وقارا و لا يخافون سوء الحساب فكانوا أشر من الافاعي فقد أخذوا يعلقون الرجل البدين من ذراع واحدة حتى يشرف على الموت و قد وصف ابن المعتز الحالة النكراء التي يؤخذ بها الخراج يقول:

فكم و كم من رجل نبيل‏           ذي هيبة و مركب جليل‏

رأيته يعتل بالأعوان‏               الى الحبوس و الى الديوان‏

حتى أقيم في جحيم الهاجره‏      و رأسه كمثل قدر فائره‏

و جعلوا في يده حبالا             من قنب يقطع الأوصالا

و علقوه في عرى الجدار         كأنه برادة في الدار

و صفقوا قفاه صفق الطبل‏       نصبا بعين شامت و خل‏

اذا استغاث من سعير الشمس‏    اجابه مستخرج برفس‏

و صب سجان عليه الزيتا         و صار بعد بزة كميتا

حتى إذا طال عليه الجاهد         و لم يكن مما أراد بد

قال: ائذنوا لي أسأل التجارا      قرضا و إلّا بعتهم عقارا

و اجلوني خمسة أياما            و طوقوني منكم انعاما

فضايقوا و جعلوها اربعه‏         و لم يؤمل في الكلام منفعه‏

و جاءه المعينون الفجرة                   و اقرضوه واحدا بعشره‏

ثم تأدى ما عليه و خرج‏          و لم يكن يطمع في قرب الفرج‏

و جاءه الأعوان يسألونه‏         كأنهم كانوا يدللونه‏

و ان تلكأ اخذوا عمامته‏          و هشموا أخدعه و هامته‏

فالآن زال كل ذاك اجمع‏           و اصبح الجور بعدل يقمع‏

لقد وصف ابن المعتز القسوة البالغة التي يصبها الجباة على أهل الخراج فقد ارهقوهم و عذبوهم و كان من تعذيبهم فيما يقول الرواة: انهم يضربون على رؤوسهم بالدبابيس‏ و تغرز في اظافيرهم اطراف القصب‏  و كان المنصور يعلق الناس من أرجلهم حتى يؤدوا ما عليهم‏ .

و أما أخذ الخراج في زمن المهدي العباسي فكان في منتهى القسوة فكان أهل الخراج يعذبون بصنوف من العذاب من السباع و الزنابير و السنانير .

أما الرشيد فقد اشتد في أخذ الخراج و بطش بالناس بطشا ذريعا و استعمل عليهم جباة لا رحمة و لا رأفة عندهم فقد ولى عبد اللّه بن الهيثم في أخذ هذه الضريبة فعذب الناس بصنوف مريعة من العذاب الأليم فدخل عليه ابن عياض فرأى قسوته و عذابه للناس فقال له: ارفعوا عنهم اني سمعت عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: من عذب الناس في الدنيا عذبه اللّه يوم القيامة فأمر برفع العذاب عن الناس‏  و جاء في وصية أبي يوسف للرشيد ما عومل به أهل الخراج من‏ القسوة البالغة يقول: بلغني أنه قد يكون في حاشية العامل أو الوالي جماعة منهم من له حرمة و منهم من له إليه وسيلة ليسوا بأبرار و لا صالحين يستعين بهم و يوجههم في اعماله يقتضي بذلك الذمامات فليس يحفظون ما يوكلون بحفظه و لا ينصفون من يعاملونه انما مذهبهم أخذ شي‏ء من الخراج كان أو من أموال الرعية ثم انهم يأخذون ذلك كله - فبما بلغني- بالعسف و الظلم و التعدي‏ .

و اضاف بعد ذلك قائلا: و بلغني انهم يقيمون أهل الخراج في الشمس و يضربونهم الضرب الشديد و يعلقون عليهم الجرار و يقيدونهم بما يمنعهم من الصلاة و هذا عظيم عند اللّه شنيع في الاسلام‏ .

و قد خولف بهذا الاجراء القاسي ما أمر به الاسلام من الرفق بالناس و تحريم القسوة معهم في أخذ الخراج و غيره من أي أمر كان و لكن حكام بني العباس قد جافوا ذلك و ابتعدوا عنه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.