أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
3794
التاريخ: 10-8-2016
2890
التاريخ: 19-05-2015
3105
التاريخ: 16-10-2015
3303
|
قاسى المسلمون كأشد ما تكون القسوة في أخذ الخراج منهم فقد استعملت الدولة عليهم جباة ارهابيين لا يرجون للّه وقارا و لا يخافون سوء الحساب فكانوا أشر من الافاعي فقد أخذوا يعلقون الرجل البدين من ذراع واحدة حتى يشرف على الموت و قد وصف ابن المعتز الحالة النكراء التي يؤخذ بها الخراج يقول:
فكم و كم من رجل نبيل ذي هيبة و مركب جليل
رأيته يعتل بالأعوان الى الحبوس و الى الديوان
حتى أقيم في جحيم الهاجره و رأسه كمثل قدر فائره
و جعلوا في يده حبالا من قنب يقطع الأوصالا
و علقوه في عرى الجدار كأنه برادة في الدار
و صفقوا قفاه صفق الطبل نصبا بعين شامت و خل
اذا استغاث من سعير الشمس اجابه مستخرج برفس
و صب سجان عليه الزيتا و صار بعد بزة كميتا
حتى إذا طال عليه الجاهد و لم يكن مما أراد بد
قال: ائذنوا لي أسأل التجارا قرضا و إلّا بعتهم عقارا
و اجلوني خمسة أياما و طوقوني منكم انعاما
فضايقوا و جعلوها اربعه و لم يؤمل في الكلام منفعه
و جاءه المعينون الفجرة و اقرضوه واحدا بعشره
ثم تأدى ما عليه و خرج و لم يكن يطمع في قرب الفرج
و جاءه الأعوان يسألونه كأنهم كانوا يدللونه
و ان تلكأ اخذوا عمامته و هشموا أخدعه و هامته
فالآن زال كل ذاك اجمع و اصبح الجور بعدل يقمع
لقد وصف ابن المعتز القسوة البالغة التي يصبها الجباة على أهل الخراج فقد ارهقوهم و عذبوهم و كان من تعذيبهم فيما يقول الرواة: انهم يضربون على رؤوسهم بالدبابيس و تغرز في اظافيرهم اطراف القصب و كان المنصور يعلق الناس من أرجلهم حتى يؤدوا ما عليهم .
و أما أخذ الخراج في زمن المهدي العباسي فكان في منتهى القسوة فكان أهل الخراج يعذبون بصنوف من العذاب من السباع و الزنابير و السنانير .
أما الرشيد فقد اشتد في أخذ الخراج و بطش بالناس بطشا ذريعا و استعمل عليهم جباة لا رحمة و لا رأفة عندهم فقد ولى عبد اللّه بن الهيثم في أخذ هذه الضريبة فعذب الناس بصنوف مريعة من العذاب الأليم فدخل عليه ابن عياض فرأى قسوته و عذابه للناس فقال له: ارفعوا عنهم اني سمعت عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: من عذب الناس في الدنيا عذبه اللّه يوم القيامة فأمر برفع العذاب عن الناس و جاء في وصية أبي يوسف للرشيد ما عومل به أهل الخراج من القسوة البالغة يقول: بلغني أنه قد يكون في حاشية العامل أو الوالي جماعة منهم من له حرمة و منهم من له إليه وسيلة ليسوا بأبرار و لا صالحين يستعين بهم و يوجههم في اعماله يقتضي بذلك الذمامات فليس يحفظون ما يوكلون بحفظه و لا ينصفون من يعاملونه انما مذهبهم أخذ شيء من الخراج كان أو من أموال الرعية ثم انهم يأخذون ذلك كله - فبما بلغني- بالعسف و الظلم و التعدي .
و اضاف بعد ذلك قائلا: و بلغني انهم يقيمون أهل الخراج في الشمس و يضربونهم الضرب الشديد و يعلقون عليهم الجرار و يقيدونهم بما يمنعهم من الصلاة و هذا عظيم عند اللّه شنيع في الاسلام .
و قد خولف بهذا الاجراء القاسي ما أمر به الاسلام من الرفق بالناس و تحريم القسوة معهم في أخذ الخراج و غيره من أي أمر كان و لكن حكام بني العباس قد جافوا ذلك و ابتعدوا عنه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|