المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مناطق الجذر Root Zone
15-2-2017
خلق الانسان في كبد
2024-09-09
تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية- استنتاج شکل سطح الأرض
9-7-2022
Kuo Tsai Chen
25-1-2018
طرق الطعن في القرارات والاحكام الكمركية
1-2-2016
MO theory: heteronuclear diatomic molecules
30-5-2016


الاعتقال الثاني للإمام الكاظم ( عليه السّلام )  
  
1409   04:52 مساءً   التاريخ: 13-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 9، ص165-169
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

ولمّا شاع ذكر الإمام ( عليه السّلام ) وانتشرت فضائله ومآثره في بغداد ، ضاق الرشيد من ذلك ذرعا ، وخاف منه فاعتقله ثانية فأودعه في بيت الفضل بن يحيى .

ولما رأى الفضل عبادة الإمام ( عليه السّلام ) واقباله على اللّه وانشغاله بذكره أكبر الإمام ، ولم يضيّق عليه وكان في كل يوم يبعث اليه بمائدة فاخرة من الطعام ، وقد رأى ( عليه السّلام ) من السعة في سجن الفضل ما لم يرها في بقية السجون .

ولمّا أو عز الرشيد للفضل باغتيال الإمام ( عليه السّلام ) امتنع ولم يجبه إلى ذلك وخاف من اللّه لأنه كان ممّن يذهب إلى الإمامة ويدين بها ، وهذا هو الذي سبب تنكيل الرشيد بالفضل واتهام البرامكة بالتشيع[1].

الإمام ( عليه السّلام ) في سجن السّندي بن شاهك

وبعد سجن الفضل أمر هارون بنقل الإمام ( عليه السّلام ) إلى سجن السندي بن شاهك وأمره بالتضييق عليه فاستجاب هذا الأثيم لذلك فقابل الإمام ( عليه السّلام ) بكل جفوة وقسوة ، والإمام صابر محتسب فأمره الطاغية أن يقيّد الإمام ( عليه السّلام ) بثلاثين رطلا من الحديد ويقفل الباب في وجهه ولا يدعه يخرج الّا للوضوء .

وامتثل السندي لذلك فقام بإرهاق الإمام ( عليه السّلام ) وبذل جميع جهوده للتضييق عليه ، ووكّل بشّارا مولاه ، وكان من أشد الناس بغضا لآل أبي طالب ولكنه لم يلبث أن تغير حاله وآب إلى طريق الحق ؛ وذلك لما رآه من كرامات الإمام ( عليه السّلام ) ومعاجزه ، وقام ببعض الخدمات له[2].

نشاط الإمام ( عليه السّلام ) داخل السّجن

وقام الإمام بنشاط متميّز من داخل السجن ، وفيما يلي نلخّص ذلك ضمن عدة نقاط :

1 - عبادته داخل السّجن :

أقبل الإمام كما قلنا على عبادة اللّه تعالى فكان يصوم النهار ويقوم الليل ولا يفتر عن ذكر اللّه .

وهذه أخت الجلّاد السندي بن شاهك تحدّثنا عمّا رأته من اقبال الإمام وطاعته للّه والتي أثّرت في نفسها وأصبحت فيما بعد من الصالحات فكانت تعطف على الإمام ( عليه السّلام ) وتقوم بخدمته وإذا نظرت اليه أرسلت ما في عينيها من دموع وهي تقول : خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل[3].

2 - اتّصال العلماء به :

واتّصل جماعة من العلماء والرواة بالإمام ( عليه السّلام ) من طريق خفي فانتهلوا من نمير علومه فمنهم موسى بن إبراهيم المروزي ، وقد سمح له السندي بذلك لأنّه كان معلّما لولده ، وقد ألّف موسى بن إبراهيم كتابا مما سمعه من الإمام[4].

3 - إرسال الاستفتاءات إليه :

وكانت بعض الأقاليم الإسلامية التي تدين بالإمامة ترسل عنها مبعوثا خاصا للإمام ( عليه السّلام ) حينما كان في سجن السندي ، فتزوده بالرسائل فكان ( عليه السّلام ) يجيبهم عنها ، وممن جاءه هناك علي بن سويد ، فقد اتّصل بالإمام ( عليه السّلام ) وسلّم إليه الكتب فأجابه ( عليه السّلام )[5].

4 - نصب الوكلاء :

وعيّن الإمام ( عليه السّلام ) جماعة من تلامذته وأصحابه ، فجعلهم وكلاء له في بعض البلاد الإسلامية ، وأرجع إليهم شيعته لأخذ الأحكام الإسلامية منهم ، كما وكّلهم في قبض الحقوق الشرعية ، لصرفها على الفقراء والبائسين من الشيعة وانفاقها في وجوه البر والخير ، فقد نصب المفضل بن عمر وكيلا له في قبض الحقوق وأذن له في صرفها على مستحقيها[6].

ومن هنا بدأت ظاهرة الوكالة في تخطيط أهل البيت ( عليهم السّلام ) لإدارة الجماعة الصالحة وتطوّرت فيما بعد بمرور الزمن . كما سوف نلاحظ ذلك في حياة الإمام الجواد والهادي والعسكري والإمام المهدي ( عليهم السّلام ) .

5 - تعيينه لولي عهده :

ونصب الإمام ( عليه السّلام ) من بعده ولده الإمام الرضا ( عليه السّلام ) فجعله علما لشيعته ومرجعا لامة جدّه ، فقد حدّث الحسين بن المختار ، قال : لمّا كان الإمام موسى ( عليه السّلام ) في السجن خرجت لنا ألواح من عنده وقد كتب فيها « عهدي إلى أكبر ولدي »[7].

6 - وصيته ( عليه السّلام ) :

وأوصى الإمام ( عليه السّلام ) ولده الإمام الرضا ( عليه السّلام ) وعهد إليه بالأمر من بعده على صدقاته ونيابته عنه في شؤونه الخاصة والعامة وقد أشهد عليها جماعة من المؤمنين وقبل أن يدلي بها ويسجّلها أمر باحضار الشهود .

7 - صلابة الإمام وشموخه أمام ضغوط الرّشيد :

وبعد ما مكث الإمام ( عليه السّلام ) زمنا طويلا في سجن هارون تكلّم معه جماعة من خواصّ شيعته فطلبوا منه أن يتكلم مع بعض الشخصيات المقرّبة عند الرشيد ليتوسط في اطلاق سراحه ، فامتنع ( عليه السّلام ) وترفّع عن ذلك وقال لهم :

« حدثني أبي عن آبائه أن اللّه عزّ وجلّ أوحى إلى داود ، يا داود إنه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني ، وعرفت ذلك منه الّا قطعت عنه أسباب السماء ، وأسخت الأرض من تحته »[8].

 


[1] راجع مقاتل الطالبيين : 503 - 504 .

[2] اختيار معرفة الرجال : 438 ح 827 .

[3] تاريخ بغداد : 13 / 31 .

[4] النجاشي : 407 برقم 1082 .

[5] حياة الإمام موسى الكاظم : 2 / 492 .

[6] حياة الإمام موسى الكاظم : 2 / 493 .

[7] عيون أخبار الرضا : 1 / 30 ، ومسند الإمام الكاظم : 2 / 147 ح 36 .

[8] تاريخ اليعقوبي : 2 / 361 ، وفاة موسى بن جعفر ، تحقيق عبد الأمير مهنا . ط بيروت منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.