المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



ضرورة تلافي الصعوبات للتخلفات الدراسية  
  
1347   07:54 صباحاً   التاريخ: 11-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص190 ــ 199
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-07 1104
التاريخ: 12/11/2022 1541
التاريخ: 2024-04-23 798
التاريخ: 2023-12-13 1155

التخلفات الدراسية لأي سبب وبأي صورة كانت يجب ان تتلافى وتصلح. ما أكثر الخسائر المادية والمعنوية التي تحصل بسبب التخلفات الدراسية وتبقي أثارها في الأفراد إلى الأبد وما أكثر الخسائر والعقد التي تحصل بسبب ذلك.

العوارض الناشئة عن التخلفات إن استدامت وصارت ذات جذور في الطفل فأنها تشل فكر وذهن الطفل وتقيده وتأسره من الناحية النفسية. بصورة يخجل هو عن نفسه ولا يجد القدرة على المقابلة في نفسه. الاحساس بالحقارة الناشئة عن تلك في حضور الآخرين التي هي صعوبة ومشكلة وبلاء آخر.

وتسبب في ركود المهارات والمجالات المملوءة من الذخائر الفكرية للطفل وتسلب عنه امكان الرشد والتقدّم.

هذه الأعمال ضرورية بالنسبة إلى المربّي لأن الطفل أمانة من الله في يده ويد الوالدين والمسؤولين. نحن بحكم وظيفتنا التربوية لا نستطيع أن نتجاهل مستقبل هؤلاء وحتى في بعض الأحيان نكون مجبرين على تغيير شرائط عملنا ومحيطنا لأجل الطفل وتنظيم شرائط حياته الدراسية.

امكانية الاصلاح

من الممكن أن لا يتيسر لنا في هذا المجال ان نظفر مائة بالمائة. ولكن أصل المسألة يجب أن تكون مورداً للعناية والانتباه. يوجد إمكان للإصلاح والتلافي بدرجة عالية. لأن أكثر هذه الأمور من العراقيل. وأكثر العراقيل قابلة للرفع والتلافي.

نحن نستطيع أن نطمئن من الناحية العلمية أن التخلف إن لم يكن من العوارض الذهنية والحياتية فهي قابلة للرفع والاصلاح بصورة كاملة. ولكن يجب أن لا ننسى هذه النكتة وهي: أن الطفل ليس موجود مطيع مائة بالمائة وتحت اختيارنا. هو أيضاً انسان يتخذ موقفاً على حد دركه وعقله وقدرته في مقابل الامور والاعمال.

وإن تجاوزنا عن ذلك فأن شرائط الأطفال بصورة يتقيدون باللّذات الآنيّة أكثر من اللذات الواقعية ولكن متأخرة. هؤلاء من الممكن أن لا يقبلوا بشرائطنا وحتى في بعض الموارد يمانعون في هذا المجال. في تلك الحالة يجب أن يتخذ المربّي طريقاً وأسلوباً آخراً لأجل اصلاحه وتقدمه. على كل حال فهناك امكانية للتلافي والجبران.

أمور لا بدّ من معرفتها قبل الاصلاح

المربّون الذين يطلبون اصلاح وضع التخلف الدراسي للطفل يجب أن ينتبهوا إلى ثلاثة اصول كلية ويضعونها مورداً للعناية:

1ـ معرفة المشكلة: الغرض هو أن نعرف إن الطفل في الواقع مصاب بمشكلة تخلف دراسي أولاً، لأن في بعض الأحيان يقع الطفل تحت شرائط وإمكانات ولكنه لا يصاب بها، ولكنه متهم بذلك الأمر وهو التخلف الدراسي.

يرى أغلب الآباء والأمهات أن معدل ابنهم في الصف الأول من المرحلة الابتدائية يجب أن يكون (20) درجة. ويصل هذا المعدل في الصف الثاني إلى (19) درجة وفي الثالث والرابع (18 و17) درجة على الترتيب، ولذلك يتوهّمون أنه مصاب بتخلف دراسي.

هؤلاء غافلين عن هذه المسألة وهي أن الطفل في الصف الأول والثاني تواجهه برامج محدودة ودروس معدودة وحدود عمله وسعة برامجه تصل إلى حد يستطيع الطفل أن يكسب المعدل الكامل وهو (20) درجة، ولكن هذا الاحتمال في الصف الثالث والرابع قليل جداً لأن الدروس متعددة وبرامجه واسعة والمسائل والمشاكل الذهنية والفكرية للطفل كثيرة هنا وأكثر.

2ـ معرفة العلل: النكتة الثانية التي يجب أن نعرفها هي أن الطفل إن كان متخلفاً ومصاباً بالتخلف حقيقة فما هو السبب والعلة؟ هل علتها جسمية أم ذهنية أم نفسية؟

لأجل معرفة ذلك يجب أن نجري اختبارات في مجال السمع والبصر والكلام وترتيب الكلام والحركة، والتوافق بين حركات العين والحركات الجسمية و... ويجب أن نختبر الطفل اختباراً كاملاً حتى نعرف جذور وعلل تلك المشكلة.

ومن المؤكد أن كشف هذا الأمر صعب جداً ويحتاج إلى مجموعة من الاختبارات العصبية ومن الممكن أن لا يستطيع جميع الآباء والأمهات والمربون على أن يعملوا عملاً في هذا المجال ولكنه عمل لازم. وفي هذا المجال يجب أن ننتفع من آراء الخبراء والمتخصصين.

هذا العمل مع كثرة صعوباته من أهم الأعمال والوظائف ما دامت العلل والعوامل لم تكشف فأن أي عمل وجهد سيكون غير مؤثر ومقيد. من الممكن أن يحتاج الطفل إلى معلم خصوصي مع أن والديه يتوهّمون أنه بحاجة إلى الضرب حتى يصير آدمياً (كناية عن الأصلاح) ومن الممكن أن يحتاج الطفل إلى التسلية والمحبة ولكنه يلام ويستحقر وتضاف إلى مشكلته مشكلة أخرى و...

3ـ الاصلاح والجبران: بعد أن عرفنا العلة أو العلل يجب أن نمهد المجال لأجل جبرانها وإصلاحها وفي هذا المجال يحتاج المربي إلى تبادل الأراء والمعلومات مع أصحاب العلم والخبرة فهناك أشخاص لديهم تجارب أخرى في هذا المجال ويستطيعون مساعدتنا في الوصول إلى الهدف.

في هذه المرحلة يجب أن تكون روابط المدرسة والأسرة قريبة جداً والوالدان والمربون يجب أن يكونوا دائماً في حالة الارتباط وتبادل الأراء. ويجب أن يساندوا بعضهم بعضاً في مجال هداية الطفل والمحافظة عليه ورعايته.

في طريق العلاج والأصلاح

الأعمال التي يجب أن تنجز في هذا المجال واسعة جداً، نحن لابد لنا أن نطرح مباحث هذا الموضوع بصورة كلية ولذا نطرح المواضيع الآتية:

1ـ رفع العلل والموانع: نحن الآن في مرحلة لمعرفة ما هو السبب في ابتلاء الطفل بهذا الوضع. عرفنا العلة أو العلل لأجل جبران التخلفات لابد أن تكون الخطوة الأولى هي أن نرفع هذه الموانع والعوارض ونزيلها.

الطفل مبتلى بالتخلف لأسباب، نفسية، عاطفية، اقتصادية، ثقافية و... وإلى الحد الممكن يجب أن تسعى لإزالتها ورفعها. نحن نعرف أن هناك أموراً اخرى غير هذا الأمر. منها: التخلف الذهني للطفل وبالنتيجة التخلف الدراسي أو الوضع الاقتصادي. المشاكل العاطفية، عدم وجود الأب أو الأم من أسباب هذه الأوضاع. في هذه الحالة يجب رعاية الطفل وحل مشكلاته، التبديل والتغيير في الشرائط، بالعطف والمحبة ونسيان الفقر يجب أن نسعى للإصلاح في هذا المجال.

2ـ الأعمال العلاجية: ونحن في طريق العلاج لابد لنا في بعض الأحيان من أن نستفيد من الطبيب والطبيب النفساني. يجب في بعض الأحيان أن ننصح الطفل، ونتشاور معه، ونذكره، ونعاونه ونواسيه. وفي بعض الاحيان يجب ان نغير المحيط والحفاظ والرعاية على معاشريه ويجب أن ننظم الحياة الاجتماعية للطفل ونرتبها.

من الممكن أن نتخذ مواقفاً اخرى مثل إبراز وإعلام المحبة، تحضير ما تحتاج الحياة إليه بصورة متوازنة، التقليل من الألعاب، والتقليل من عدد تلاميذ الصف وعدتهم، الاصلاح في اسلوب التدريس، اصلاح طريقة الامتحان، التقليل من وقت عمل الطفل، رفع مشاكل الأسرة واختلافات الوالدين، رفع حالة الحسد واشاعة المحبة، والمراقبة في الحضور والغياب، إحياء التفكر والوجدان، إيجاد عزة النفس، تأمين السلامة الجسمية والنفسية، إيجاد الأمان النفسي، إيجاد حالة الاستقرار الحياة و...

3ـ التنظيم والهداية: لأجل القضاء على السلبيات والتخلف. يجب أن نضع لذلك نظاماً خاصاً، لذا ينبغي أن يعرف الطفل متى يدرس ومتى يلعب؟ أو كم ساعة يجب أن يدرس؟ وما هو الوقت الذي يجب أن يخصصه لدروس اليوم؟ وما هو المقدار الذي يجب أن يخصصه للسنين القادمة.

ولا شك أن هذا النظام يجب أن يرتب على أساس قدرة الفرد واستطاعته، نسعى في هذا النظام أن ننتبه لتحكيم وتقوية القواعد والاسس الدراسية لترميم ماضيه من جهة والاعتناء بأعماله الحالية ودروسه من جهة اخرى.

وكذلك نحن نحتاج إلى أن نختار له أهداف سريعة وقصيرة المدى ونوجهه إلى أن يسير على ذلك النظام. وكذلك يجب أن نفكر في المرحلة الآتية، أعمالنا التي ننجزها لأجل الطفل يجب أن تتم خطوة بخطوة وبالتدريج لأنه لا يمكن الاصلاح وتلافي السلبيات مرة واحدة.

4ـ ايجاد الباعث وتقويته: حان الوقت الآن إلى أن نقوي فيه الباعث على العمل والدرس أو تقويته في حالة كونه ضعيفاً، هذا الباعث من الممكن أن يكون مادياً أو معنوياً ومن الأفضل أن يكون الاثنان معاً.

يجب أن يعلم بانه يعمل ويجهد لأجل هدف ومقصد وإن لم يعرف الهدف النهائي من الجهد والسعي فيجب أن يكون أساس سعيه جلب لذة ودفع ألم أو مشقة، وفي هذا المجال نحتاج إلى معرفة ما هي الأشياء التي توجد فيها لذة للأطفال في هذه السنين؟ وما هي الأشياء المؤلمة؟

وبصورة عامة نستطيع أن نقول إن الاطفال يريدون اللذائذ التي تكون عن طريق الفم (المأكولات) وينفرون من الضرب والألم، وأما البالغون فيريدون اللذائذ الاجتماعية مثل التشجيع في التجمعات وينفرون عن كل ما يسبب الفضائح لهم.

5ـ الاجراء والمراقبة: لا يوجد مجال للتأخير، وعلى هذا الأساس يجب أن نبدأ بالعمل ويجب الطلب من الطفل للشروع بالعمل وفق نظام معين. ولكن في هذه المرحلة من الضروري أن ننتبه الى عدة موارد:

- ساعدوه على أن يقرر هو شخصياً عمله ونظامه، ويبذل كل جهده في هذا الطريق.

- يجب الاستفادة من قدراته الخاصة، وهذه المسألة واضحة وقابلة للرؤية في أي طفل.

- يجب أن لا ننسى التحفيزات الدائمة وايجاد الباعث وأصلاح طرق العمل وأساليبها.

- يجب العناية ورعاية الطفل من جميع الجوانب، ويجب أن يستمر هذا العمل إلى الحد الذي يصل الطفل إلى الطريق الصحيح ويتعود عليه.

مع كل المراقبة التي نضعها للطفل، يجب ان نجتنب الدقة الزائدة عن الحد المعقول واثارة الشكوك حول تصرفات الطفل حتى لا يسبب في يأس الطفل وعدم رغبته، يجب ان يكون تعاملنا منعطفا ومتغيراً مع الشروط.

6ـ التمهيدات: نعم، نحن نجبر الطفل على العمل ونريد أن يسعى ويجتهد. ولكن يجب أن نهيئ له الفرص المناسبة من جميع الجهات. يجب أن ننتخب محيط حياته ومحيط عمله وجهده بحيث يكون من الممكن أن يعمل ويجهد فيه.

من الضروري تبديل مدرسته، اطلبوا من معلمه أن يغير اسلوبه وطريقته. يغير اسلوب تعامله وتدريسه ويبرز اهتماماً لمستقبل جميع الأطفال ومن جملتهم هذا الطفل يجب أن يستمر الآباء والمربون في الارتباط وتبادل الآراء و....

ومن جهة اخرى يجب أن تستمر الاصلاحات ورفع النقائص والعوارض، يجب أن يرتفع الاشكال. فان كان هناك نقص في السمع والبصر والتكلم يجب أن نعمل تمارين فنية -علمية في مجال تمركز العين وحركتها، التوافق الجسمي - الحركي.

7ـ خلق روح الاعتماد على النفس والأمل: يجب أن نوجد هذه الصفة عند الطفل، فإيجاد الأمل له واعطائه الاطمئنان على تحصيل النجاح والانتصار، ولأجل هذا العمل من الضروري أن ننجز هذه الاعمال:

اختاروا له أهدافاً سهلة وسريعة النيل حتى يسعى لأجل الوصول إليها.

اذكروا به بين آونة وأخرى بأنه قد تحسنّ أكثر من السابق.

مع تقوية التشجيع والتذكر المستمر يجب نفهمه. وأن نفرحه أنه يستطيع أن يتقدم ويتوفق كالآخرين.

كونوا أكثر محبة معه، اظهروا له بأنكم تريدون الخير والسعادة له وتفكرون في وضعه ومستقبله لأجل حفظ عزته وشرفه فقط.

تستطيعون في بعض الأحيان أن تشجعوه، وتعطوه جائزة، أو تقولوا للآخرين أن يباركوا له أي نجاح يحصل عليه، ويتقبلوه بصورة أفضل وأكثر و..ألخ.

النجاح في العمل والمساعي

لأجل أن ينجح المربي للقضاء على السلبيات من الضروري أن ينتبه إلى الأمور والنقاط التالية:

1ـ في مجال التعليم: توجد بحوث كثيرة في هذا المجال أغلبها ترتبط بعمل وفنون المعلم ولأجل المعرفة التامة بها من الضروري أن نتعلم طرق وأساليب التعليم.

ومن الموارد التي يجب أن تراعى في هذا المجال هي:

- الانتباه إلى التباين بين الافراد في أمر الهداية والارشاد الدرسي.

- تحريضه على التمرين بدقة حتى يصل عمله من مرحلة الدقة الارادية إلى الدقة اللاإرادية ولا يتهاون عن الدرس.

- الانتفاع من الأمثال والطرق والأساليب اللطيفة في التدريس وتسهيلها.

- الانتباه إلى أصل التدرج. حيث يتم التقدم بالدروس مرحلة بمرحلة وكذلك الانتباه إلى القدرات.

- التأكيد على التمرين والتكرار للدروس والبرامج حتى تتركز المطالب والمباحث في ذهنه.

- التأكيد على رغبته في الدروس مثلما لو كان راغباً في الرياضيات فيجب أن نسعى إلى تقدمه في هذا المجال، أو إن كان ضعيفاً في فرع الآداب فيجب أن يتقدم في نوع الفن.

- ترميم المقاطع الماضية من الدراسة حتى نستطيع أن نعمل له شيئاً في الوقت الحاضر.

- اجتناب التعب الذهني، لأن أي اجهاد ذهني يمكن ان يسبب أضراراً للتلميذ.

2ـ في مجال المعيشة: نعم، هو طفل متخلف ويجب أن يجبر الماضي ويصلحه ولكن هذا الأمر، يجب أن لا يتم على حساب الأشياء الأخرى. فهو أيضاً مثل بقية الأطفال له حق اللعب والسرور، ويجب أن ينمو ويكبر، لذلك من الضروري:

أن يصرف ساعات من يومه وليله لأجل اللعب والسرور، التنزه في الهواء الطلق، وقضاء أيام العطلة في النزهات الجماعية بعيداً عن الدرس والبحث بصورة تامة، الضغوط الكثيرة عليه للعمل في أيام العطل تسبب في اجهاده فكرياً وتخلق له شلل ذهني كذلك تسلب منه الاستعداد للدرس والهدوء النفسي. ما هي الفائدة من أن يتقدم طفلنا في الدراسة ولكنه يكون مالكاً لذهن وفكر مشلول وجسم مريض وغير سليم، وعقدة من الدرس والأعمال الدراسية؟ نريد أن نقول لو أنه رسب سنة أفضل بمراتب من أن يكون ذا فكر وذهن مشلول.

3- المراقبة الجانبية: في نفس الوقت يجب أن نتابعه كالظل، يجب أن ندقق في عمله وبرامجه، ويجب أن نتشاور مع أفراد مجربين وذو خبرة في بعض الأحيان، ان وظيفة الآباء والمربين هي مساعدة الطفل حتى يفهم درسه جيدا، ويعتمد على نفسه ويقف على قدميه ويقرر مستقبله. في هذا الطريق يجب أن ننتفع من جميع القدرات والامكانات المتاحة.

ان اصلاح مشاكل الطفل يكون على رأس القائمة في أي برنامج يتخذ، وكذلك المحافظة على الجوانب العاطفية والأخلاقية والمحبة والمودة والمواساة وهي ضرورية أيضاً. ونسعى في هذا المجال عن طريق التذكير والتنبيه المكرر، أن نوجد الشرائط والموقعية المناسبة للدراسة.

من الضروري أن نستفيد من الأساليب المختلفة والتمارين ذات الحواس المتعددة للأطفال الذين لهم نقص عضوي أو نقص بصري وتخلفوا لهذا السبب حتى نرمم ونقوي فيهم القدرة على التعلم والمعرفة بصورة يسمع الكلام الذي يتلفظه المعلم بأذنه ويرى الكلمة أو الكلام الملفوظ بعينه على لوحة الكتابة ويشير بأصبعه عليها.

4- التعاون بين البيت والمدرسة: من الممكن استخدام معلم خصوصي لأجل جبر حالة التخلف الدراسي للطفل، وكذلك إنفاق مبالغ باهضة لأجل تعزيز هذا النظام الخاص. ولكن يجب الانتباه إلى هذه النكتة وهي، ما دامت مساعدة البيت والمدرسة لا تسير بصورة متوازية، فأن نجاح الطفل وانتصاره لا تكون ممكنة.

يجب أن يتعاون الآباء والأمهات مع المعلمين ويكونوا السبب في تطابق المدرسة مع الشروط الخاصة لأطفالهم المتخلفين أكثر من السابق ويعتنوا بهم أكثر من الماضي وكذلك نهيئ الشروط اللازمة للمدير لتجديد النظر في وضع التلاميذ في الصف - ويطلبون من المعلمين أن يعملوا ويجهدوا وأكثر وأفضل من السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.