2- الدروس المستفادة من تطبيق السياسات التنموية الصناعية

قبل التطرق إلى الدروس المستفادة من تطبيق الدول النامية لمختلف السياسات التنموية الصناعية، نقارن بين هذه السياسات في جدول كالتالي: 

* لقد بينت نتائج تطبيق سياسة إحلال الواردات (ISE) المتوجهة نحو الداخل، وسياسة ترقية الصادرات (IPE) المتوجهة نحو الخارج، أن هذه الأخيرة أكثر ديناميكية في تحريك النمو وتحقيق نتائج إيجابية (انظر الجدول التالي).

فيلاحظ من الجدول أن معدل النمو الاقتصادي لافت ومرفوق بزيادة سريعة في الصادرات، كما أن هذا النمو كبير بالنسبة للدول التي أمكن فيها المقارنة بين فترة ما قبل تطبيق IPE وما بعده. ويرجع السبب إلى كون سياسة ترقية الصادرات تسمح بالتحول إلى صناعات ذات قيمة مضافة مرتفعة لها آثار بارزة على النمو الاقتصادي.⁽¹⁾

* إن السياسات المتوجهة نحو الداخل( إحلال الواردات ) الذي تبنته جملة من الدول النامية بهدف تشجيع النمو الصناعي وتقليل التبعية للخارج، ورغم ما حققه من مزايا في مجال إنشاء قواعد صناعية في بعض هذه البلدان، أظهرت نتائج عكسية لما كان متوقعاً ، حيث أن أنشطة إحلال الواردات استعملت كثيراً من سلع التجهيز والسلع الوسيطية المستوردة، كما أثرت على احتياطات الصرف وبالتالي لم تسمح للاقتصاديات النامية بتحقيق الانطلاق المنشود. وبالمقابل فإن السياسات المتوجهة نحو الخارج (سياسة التصنيع من أجل التصدير) قد قللت من هذه التبعية وعظمت احتياطات الصرف بسرعة وحققت مرونة الاقتصاد كما يلاحظ في حالة دول جنوب شرق آسيا.

* ليس شرطاً أن النظام المتوجه نحو التصدير يعطي دائماً أفضل النتائج، إنما العامل الذي يشكل الفارق بين السياستين السابقتين وكان له الأثر على رفع الإنتاج والإنتاجية هو "الانفتاح" الذي سمح بجلب المزايا المرتبطة بالتنافس ودفع إلى وضع الآليات الضرورية لذلك.⁽²⁾ 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) مصطفى زروني، مرجع سابق، ص: 226 .
 

(2) Matouk BELATTAF, op. cit, pp:132-134.