أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-8-2020
1751
التاريخ: 16-10-2018
8692
التاريخ: 2-8-2018
23433
التاريخ: 2-11-2019
6205
|
II نظرية التنمية غير المتوازنة
1- الطروحات المختلفة لهذه النظرية :
عكس النظرية السابقة فإن هذه النظرية ترى أن عدم التوازن هو المحرك الرئيسي للتغيير، وبالتالي فإن استهداف إطلاق قوى التنمية الاقتصادية بالدول المتخلفة يتطلب تركيز الاستثمارات في قطاعات استراتيجية محدودة تشكل المحور الرئيسي لحراك باقي القطاعات الأخرى وبالتالي يتطور الاقتصاد من خلال الانتقال من حالة لا توازن إلى حالة لا توازن أخرى في شكل متعاقب ولكن في كل مرة بمستوى أعلى من الإنتاج والدخل، وهو ما يعرف باللاتوازنات الخلاقة deséquilibres créateurs ویر رواد هذه النظرية أمثال الأمريكي "ألبير هيرشمان A Hirshman" والفرنسيين "فرانسوا بيرو F Perroux" "جيرار دي برنيس G. de Bernis " أنها الأكثر واقعية لحالة الدول المتخلفة التنمية المتوازنة. كما أن أطروحاتهم التي تجمعها الفكرة المحورية المذكورة أعلاه قد تعددت وفق التفصيل التالي:
أ- هيرشمان ونظرية الصناعات المحركة les industries motrices :
رشمان ضرورة تركيز التنمية بالدول المتخلفة في مرحلة انطلاقها على الاستثمار في قطاعات استراتيجية رائدة تعمل على تحريض القطاعات الأخرى للحاق بها، ويجب أن يعمل القائمون على التنمية في هذه البلدان على اختيار هذه القطاعات أو المشاريع الرائدة بدقة، وذلك وفق جملة من المعايير أهمها - في نظره - " القدرة على الدفع إلى الخلف" و"القدرة على الدفع للخلف" حيث ترتب المشاريع حسب شدة ترابطها الخلفي وتدني ترابطها الأمامي، وكل صناعة يكون حجم الطلب على منتجاتها في السوق الوطنية يساوي نصف طاقتها الاقتصادية تعتبر ذات أولوية هذا من جهة، ومن جهة أخرى يرى هيرشمان أن الاستثمارات المنتجة مباشرة تُعطى الأولوية في الترتيب على استثمارات البنية القاعدية، لأن الأولى تشكل ضغطاً محرضاً للقيام بالثانية وهو ما يسميه الكاتب تحريض التنمية بواسطة نقص القاعدة الهيكلية " (1).
ب- بيرو ونظرية أقطاب التنمية les pôles de développemet :
لا يختلف طرح فرانسوا بيرو في معالمه الكبرى عن طرح هيرشمان، فهو قد ركز على أقطاب النمو كمحرض للتنمية بدلاً من الصناعات المحركة التي استخدمها هيرشمان . وقطب النمو حسب بيرو يتميز بقدرة على التأثير تتجاوز قدرة الصناعة المحركة على ذلك، حيث يمتد تأثيره إلى البنية الاجتماعية وقد يمتد إلى المجال العالمي أيضاً. لكنه يشترط لنجاح انطلاق التنمية الاقتصادية وفق هذه الآلية توفر مسبق لوسط اجتماعي واقتصادي يمتلك حداً أدنى من التطور يوفر المرونة اللازمة لعمل آليات الجذب في أقطاب النمو.
ت- جيرار دي برنيس ونظرية الصناعات المصنعة les industries industrialisées (2)
قام برنيس بتطوير نظرية بيرو حول أقطاب النمو، وهو يرى أن انطلاق التنمية بالدول المتخلفة لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت نواته "صناعة ثقيلة"، وهو يركز على نوع خاص من الصناعة الثقيلة وهي "الصناعات المصنعة"، وهي تلك التي تكون وظيفتها الأساسية إحداث تغيير بنيوي في مصفوفة العلاقات بين الصناعات بفضل وضع مجموعة جديدة من الآلات في خدمة الاقتصاد الوطني، تلك الصناعات التي تشكل منتجاتها عاملاً تحريضياً لصناعات أخرى تستخدم هذه المنتجات كمدخلات لها.
وبرنيس وإن كان يرى أن صناعة الحديد والصلب ظلت ولا تزال تشكل الصناعة المصنعة الأكثر تحريضاً لانطلاق التنمية ، إلا أنه يشير أن الصناعة المصنعة المحرضة للتنمية نسبية حسب المرحلة التاريخية، بعبارة أخرى الصناعة التي اعتبرت مصنعة في فترة ما قد لا تكون كذلك في فترة أخرى، فمثلا: الصناعة الاستخراجية كانت مصنعة في القرن الثامن عشر لما قامت به من دور تحريضي لعملية التقدم التقني والمكننة ، في حين قامت صناعة التعدين بهذا الدور في القرن التاسع عشر.
إن قيام الصناعات المصنعة بدورها التحريضي لإطلاق قوى التنمية بالاقتصاد المتخلف يشترط فيه حسب برنيس:
- أن تساهم هذه الصناعات بنسبة كبيرة في تكوين الناتج المحلي.
- أن تكون مستقلة عن مراكز التمويل والتصنيع الخارجية.
- أن يتوفر الاقتصاد المحلي على صناعات قابلة لاستخدام منتجات الصناعات المصنعة كمدخلات لها.
تجدر الإشارة إلى ملاحظة هامة تتعلق بالاختلافات بين النظريات الثلاث:
* الصناعة المحركة عند هيرشمان وقطب النمو عند بيرو قد يكون صناعة آلات استثمارية أو صناعة استهلاكية ، منفتحة على الداخل أو الخارج أو هما معاً ، بينما الصناعات المصنعة عند برنيس فهي مختصة فقط في إنتاج وسائل الإنتاج، وتعمل في إطار اقتصاد مغلق فقط.
* تدخل الدولة ضرري عند بيرو وبرنيس حتى يتمكن الاقتصاد النامي من تنظيم آثار الدفع الصادرة عن أقطاب النمو أو الصناعات المصنعة (آثار الدفع في نظرهما لا تنتقل عفوياً بين الصناعات في الاقتصاد المتخلف وتحتاج إلى توجيه وتنظيم)، بينما هيرشمان فهو من أنصار الحرية المطلقة ويرى ان التحريض ينتقل عفوياً بين الصناعات لذلك فإن تدخل الدولة ينبغي إن ينحصر - ان كان ضرورياً - في تهيئة الظروف الملائمة للاستثمار المربح فقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر المرجع السابق (سيدي محمود) ، ص: 139 نقلاً عن :
Albert Hirshman, stratégie du développement économique, Ed ouvrière, Paris, 1964,pp: 124-128.
(2) ملخص من سيدي محمود سيدي محمد ، مرجع سابق ص ص : 141-144 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|