المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

{ذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه ابي يات بصيرا}
2024-07-20
تاريخ مدينة سان بيدرو
23-5-2018
مفهوم الإعفاءات من الضرائب الكمركية
12-4-2016
Agent Preposition
27-5-2021
Flagella—Prokaryotes
10-5-2016
الانحراف الجنسي - اللواط
9-05-2015


حجيّة الزهراء في مقام الدفاع عن علي ( عليهما السلام )  
  
2033   05:31 مساءً   التاريخ: 12/12/2022
المؤلف : الشيخ محمد السند
الكتاب أو المصدر : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص 117-125
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

شهدت الساعات الأولى من رحيل النبي ( صلى الله عليه وآله ) صراعاً عنيفاً بين أجنحة التيارات الطامحة في الحكم ، ولم يمر وقت قليل حتى تمت تصفية حسابات توزعت من خلالها مناصب الحكم لتتفق بعد ذلك على اقصاء الشرعية الإلهية المتمثلة في الإمام علي ( عليه السلام ) .

لم تكن هذه المراحل القاسية التي مرّت على الإمام علي ( عليه السلام ) باليسيرة ، بل صاحبتها محاولات ارغام على البيعة عانى منها وأصحابه الأبرار شتّى الضغوط النفسية التي حاولت من خلالها مجموعة السقيفة إلى أخذ إقرار ولو شكلي على تأييد محاولات البيعة المدّعاة ليكون الامر بعد ذلك ممرراً تحت غطاء الشرعية ، هكذا حاولت السقيفة اقناع عامة المسلمين ، إلا أن ذلك لم يتم مع وجود فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وهي تتصدى لمحاولات الارغام على البيعة التي تُطال علياً ( عليه السلام ) وأصحابه وذلك لما تتمتع به فاطمة ( عليها السلام ) من مقام الحجية المرتكز في نفوس المسلمين ، إذ لازالت ذاكرة المسلمين تسجّل ما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يؤكده في فاطمة ( عليها السلام ) من مقام شامخ وذكر عظيم .

عن كتاب لأبي إسحاق الثعلبي عن مجاهد قال : " خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد أخذ بيد فاطمة وقال : من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد ، وهي بضعة منّي ، وهي قلبي الذي بين جنبي ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله "[1].

وعن جابر بن عبد الله قال : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : انّ فاطمة شعرة منّي ، فمن آذى شعرة منّي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله لعنه الله ملء السماوات والأرض "[2].

وقد فهم المسلمون انّ اقتران اذى فاطمة ( عليها السلام ) بأذى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبالتالي هو أذى الله تعالى الذي يوجب اللعنة والعذاب الأليم ، إذ لا يتم ذلك إلا لمن كان له مقام الحجية الإلهية ، وإلا لا يمكن أن يتم قوله ( صلى الله عليه وآله ) أن اذى فاطمة ( عليها السلام ) يعني أذاه الذي هو أذى الله تعالى ، فانّ ذلك دليل الحجية التي تتمتع بها مقام فاطمة من بين المسلمين ، لذا فلا يكون دخولها ( عليها السلام ) وسط الاحداث الملتهبة إلا اخماد لتلك النائرة التي أججتها طموحات القوم وأمانيهم مما أدى إلى إرباك خططهم وتداعي كل محاولة خارجة عن نطاق الشرعية ، فقد روى ابن أبي الحديد عن أستاذه النقيب أبي يحيى

جعفر بن يحيى بن أبي زيد البصري حين تساءل عن كلام أبي بكر بعد خطبة فاطمة ( عليها السلام ) وتعريضه لعلي فقال : انّه الملك يا بني قلت : فما مقالة الأنصار ؟ قال : هتفوا بذكر علي ، فخاف من اضطراب الامر عليهم[3].

والرواية التالية ستشهد مدى تأثير الموقف الفاطمي في ارباك محاولات القوم لما ارتكز عند القوم من حجية فاطمة ( عليها السلام ) فضلاً عما هو مرتكز لدى المسلمين وقتذاك من النصوص القرآنية على حجّيتها وباقي الأحاديث النبوية حول مقام الزهراء من قبيل أنها سيدة نساء أهل الجنّة والذي قد روي في الصحاح وغير ذلك فكيف بمن تكون سيدة نساء أهل الجنّة لا تبايع إمام زمانها وتموت ميّتة جاهلية مع أنّه سمعوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال " من مات ولم يعرف أو لم يبايع إمام زمانه مات ميتة جاهلية " مما يدلل موقف فاطمة ( عليها السلام ) لهم أنّ أبي بكر لم يكن صاحب البيعة الشريعة ولا الامام الذي يبايع فقد كانت بيعة الزهراء ( عليها السلام ) لعليّ ( عليه السلام ) . ويدل على مثل ذلك ما رواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة انّ عمر قال لأبي بكر انطلق بنا إلى فاطمة ، فانا قد أغضبناها فانطلقا جميعاً ، فاستأذنا على فاطمة ، فلم تأذن لهما ، فأتيا علياً فكلماه فأدخلهما عليها ، فلما قعدا عندها ، حولت وجهها إلى الحائط ، فسلّما عليها ، فلم ترد عليهما السلام ، فتكلم

أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله والله ان قرابة رسول الله أحب اليّ من قرابتي ، وانك لأحب اليّ من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك ، وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله إلا إني سمعت أباك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول " لا نورث ما تركنا فهو صدقة " فقالت : أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تعرفانه وتفعلان به ؟ قالا : نعم ، فقالت : " نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني " قالا : نعم سمعناه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قالت : " فانّي أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما اليه " فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ؟ ثم انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهي تقول : " والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها " ثم خرج باكياً فاجتمع اليه الناس ، فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقاً حليلته مسروراً بأهله ، وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي .[4]

هذا ما أحدثه موقف فاطمة ( عليها السلام ) إذ لو لم يكن لموقف فاطمة ( عليها السلام ) الحجية كما هو مرتكز عند المسلمين لما طلب الشيخان الاعتذار منها ، وقد ذكّرتهما بحجيتها فأقرّ لها ذلك عند قولها : " ألم تسمعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي . . . " فشهدا لها بذلك وأقرّا منزلتها وصدّقا حجيتها ، لذا فانّ عدم رضاها عنهما دفع أبو بكر إلى البكاء مما ضاق منه لعدم رضا فاطمة ( عليها السلام ) ، ولو لم يكن لها ذلك المقام الشامخ عند المسلمين لما كانت حاجة ملحة في الاعتذار والاستشفاع لنيل رضاها لعلمهم انّه رضا الله ، ولما أيقنا سخطها تبادر لهما أن سخطها سخط الله ، لذا فقد استنجد أبو بكر بالمسلمين لإقالته بيعته واقراره أن سخط فاطمة ( عليها السلام ) يلغي شرعية نظامه من الأساس .

لذا فانّ موقف فاطمة ( عليها السلام ) ترك أثراً مهماً في مجريات الاحداث ، إذ دفع بالقيادة إلى الارتداع ولو مؤقتاً عن مواقف الابتزاز التي استعملت مع علي ( عليه السلام ) لأخذ البيعة قهراً .

لذا فقد قالوا : يا خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ان هذا الامر لا يستقيم ، وأنت أعلمنا بذلك ، انّه كان هذا لم يقم لله دين فقال : والله لولا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ليلة ولي في عنق مسلم بيعة بعدما سمعت ورأيت من فاطمة ، قال ابن قتيبة : فلم يبايع

علي كرم الله وجهه حتى ماتت فاطمة رضي الله عنهما[5]. مما يعني أن القيادة كانت متوجسة من إثارة غضب فاطمة ( عليها السلام ) بالاصرار على مبايعة علي ( عليه السلام ) لهم ، فكانت تتحسب لمقام فاطمة ( عليها السلام ) حسابها متيقنة مدى خطورة حجيتها في حسم الاحداث وتوجيه المواقف إذا هم تمادوا في مضايقة علي ( عليه السلام ) والتشديد عليه لأخذ البيعة بعد ذلك .

ولا ننسى ما اتخذه الخليفة الأول من موقف المهادن طالما فاطمة ( عليها السلام ) قد دخلت في صلب الاحداث وجعل مطالبته لعلي بالبيعة مؤجلة ما دامت فاطمة ( عليها السلام ) إلى جنبه .

قال عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه[6].

والذي نريد التأكيد عليه أن حجية فاطمة ( عليها السلام ) كان لها الأثر الكبير في اثبات حق علي ( عليه السلام ) والذي يعني من خلال ذلك اثبات مامته التي هي فرع النبوّة وكمال الدعوة ، ولما كان الحال كذلك فانّ دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورسالته توقفت على موقف فاطمة ( عليها السلام ) ودفاعها بما تملكه من حجية الهية بقاءً ودواماً .

كان لهذا الموقف الحاسم للاحداث من قبل فاطمة ( عليها السلام ) بياناً لمن يستحق الشرعية الحاكمة ، وكشفاً لمحاولات تزييف الحقائق ، إذ بموقفها هذا حُفظ للاسلام وجهه الناصع ، واحتفظ التاريخ بوقائع هذه الاحداث ، وكيف كان لموقفها ( عليها السلام ) دوراً في فضح المخالفات الشرعية والقانونية من اجل التوصل إلى طموحات شخصية ، وبالمقابل كان ذلك تعريفاً لحقوق أهل البيت ( عليهم السلام ) المغتصبة ، إذ بعد هذا الموقف الفاطمي أمكن تعميم أحكامه على أي وجود حاكمي يخرج عن نطاق شرعية أهل البيت ( عليهم السلام ) مما يعني أن موقف الزهراء ( عليها السلام ) كان خزيناً من الشرعية الإلهية يستخدمه أهل البيت ( عليهم السلام ) ضد أعدائهم ، أي أن وقفتها هذه بمثابة وثيقة تكشف خروقات أي نظام حاكم مستقبلاً حتّى صار موقفها راسماً لمسار شرعية الخلافة وفاصلاً بينها وبين أي نظام مدّعى ، لذا عمد بعض المؤرخين إلى تشويش وقائع الاحداث والغاء المواقف الفاطمية الفاصلة ، بل جرّ بعضهم إلى انكار بعض هذه المواقف الفاطمية لكيلا يرضخ لمعطياته ولوازمه الشرعية التي تقضي بالغاء شرعية حكومة الشيخين ، وما ذلك إلا لاقرارهم بحجية فاطمة ( عليها السلام ) ومقامها الإلهي ، فكيف تثبت بعد تعريتها لمواقف القوم حجة شرعية أو قانونية مدّعاة ؟

وبعبارة أخرى : انّ موقفها من الغاصبين للخلافة واحتجاج علي ( عليه السلام ) بها في مواجهتهم يدلل على مدى حجيتها ومقامها في

نفوس المسلمين وفي دين الاسلام حيث لم ينفع فيهم ما قد سمعوه من أقوال النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقرأوه من آيات الكتاب وما شاهدوه من معاجز علي في الحروب ، فبقيت محاجتهم بها ( عليها السلام ) مما يدلل على تسليم المسلمين بأنها حجة في الشرع ، ومن ثم دأب الأول والثاني وكثير من الصحابة على ثنيها عن السخط عليهم وعن تبريها منهم وعن مقاطعتها لهم ، والحوا في استرضائها ولم يفلحوا ، ومن ثَم دأب علماء العامّة على انكار مواجهتها لأهل السقيفة ومقاطعتها لهم مما يدلل على تسليمهم لحجية فعلها في الدين ومن ثَم يخشون من سلب الشرعية عن خصومها .

 

[1] عوالم العلوم للسيد البحراني : 115 .

[2] عوالم العلوم للسيد البحراني : 115 .

[3] شرح النهج لابن أبي الحديد 16 : 215 .

[4] الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 17 ، دار الكتب العلمية - بيروت .

[5] الإمامة والسياسة : 17 ، دار الكتب العلمية - بيروت .

[6] المصدر السابق : 16 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.