المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

زراعة وتربية نباتات الكيوي
2023-02-15
طبيعـة خلافـة الوارث
7-2-2016
Liouville Function
18-8-2020
العوامل التي يتوقف عليها فعل التجوية - نسيج الصخر ومظهره
8/9/2022
Edwin Henry Spanier
17-1-2018
الدورة المائية
30-10-2020


الفرق بين الإرادة والعناد  
  
1490   02:58 صباحاً   التاريخ: 5/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص127ــ130
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 3979
التاريخ: 6-9-2017 2239
التاريخ: 24-4-2017 4468
التاريخ: 29-6-2016 5407

من الضروري ان نشير هنا إلى الفرق بين الارادة والعناد عند الطفل لنرى ما بينهما من الاختلاف، وما هو الجانب الذي يتطلب التهذيب والرعاية، وأياً منهما يستوجب المحو والازالة.

الحقيقة ان الارادة هي تعبير عن الشخصية المهذبة وتستهدف غرضاً معيناً يمكن تحديد صحته او سقمه وفقاً للأسس والمبادىء الدينية أو بناءً على مقتضيات العرف، بينما لا تعكس حالة العناد الا طغيان الاهواء والميول ولايبغي من ورائه الطفل سوى تحقيق مطاليبه بأية صورة ممكنة بسبب عادة مقيتة مغروسة في نفسه. وبعبارة أخرى ينم العناد عن نوع من الرغبة في التسلط، ومتى ما رأى الطفل ما يقيد ارادته وحريته يبدي العناد ويظهر الغضب وتتحول هذه الحالة إلى ما يشبه المرض المزمن الذي يهيمن عليه بصورٍ شتى.

دوافع الجرأة في ظاهرة العناد

اما السبب الذي يبعث بالطفل على العناد ويشجعه على الجسارة فهو الاسلوب التربوي المغلوط الذي يتبعه كل من الأب والأم، وذلك حينما يدرك من خلال تجربته فى البيت وجود مجال للتمرد والعصيان.

ولتوضيح الفكرة نشير إلى ان بعض لأسر أو الاشخاص التربويين لا ينتهجون اسلوباً واضحاً ومنهجاً مدروساً يجعل موقفهم واضحاً ازاء مختلف تصرفات الطفل، ونتيجة لهذا فهم يتبعون في كل ساعة اسلوباً مغايراً لما قبله.

يدرك الطفل خلال مسيرته التربوية انه اذا اخفق في نيل مراده فان امامه طريقاً آخر يرغم الأبوين من خلاله على الرضوخ له وتحقيق مطاليبه. وعلى هذا المنوال فهو يستغل الاسلوب التربوي للوالدين سعياً وراء محاصرتهم واخضاعهم لرأيه.

العناد باختلاف السن والجنس

لا شك ان العناد موجود لدى الفتيان والفتيات وكلاهما يمارسان العناد في ظروف واوضاع خاصة، لكن الحقيقة انه عند الفتيان اكثر مما عند الفتيات باضعاف مضاعفة وكذا الحال في مجال التمرد والعدوان اذ انهم يبدون مزيداً من التصلب في هذا المجال.

اما بشأن عامل السن فيمكن القول ان امثال هذه الاضطرابات السلوكية تزداد عند الاطفال في سنوات معينة من اعمارهم وفي حالة عدم معالجتها تترسخ في نفوسهم وترغمهم على انتهاج نفس ذلك المسار غير القويم في السنوات اللاحقة.

تبدأ ظاهرة الخلاف والعناد لدى الطفل منذ السنة الاولى وتبلغ ذروتها في السنة الثانية من العمر، وتصل به الحال حتى إلى مخالفة نفسه ومعاندتها. هذه المرحلة من العمر يطلق عليها سن العناد وفيها يبدي الطفل رغبة عميقة بالتصرف على هواه من غير ان يمنعه احد من ذلك.

وخلال الفترة المحصورة بين السنة السادسة والسنة التاسعة من العمر ـ حيث لاتزال خصلة العناد على اشدها - يسعى الطفل خلال هذه المدة إلى الانعتاق من التبعية للأب والأم. وفي سن العاشرة تعتريه ميول غامضة تدعوه للتحرر من القيود العائلية وما تنطوي عليه من اوامر ونواهي، واثبات وجوده واستقلال شخصيته.

من هم الاشد عناداً؟

١ -عند الاطفال المرضى اكثر من الاطفال الأصحاء.

٢ -لدى من اعتادوا في طفولتهم على الدلال والمحبة المفرطة.

٣ -لدى من لم ينعموا برعاية الابوين ونشأوا في ظل حياة مضطربة.

٤ -واخيراً لدى الاطفال الذين يمتاز آباؤهم وامهاتهم بالنزق وعدم التحمل فيستجيبون لكل طلباتهم تخلصاً من شرهم وصخبهم، فتتحول هذه الحالة إلى عادة راسخة فيهم 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.