المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



نزول الآية في حجة الوداع بحقّ علي عليه السلام  
  
2293   03:59 مساءً   التاريخ: 2/12/2022
المؤلف : السيد محمد علي أيازي
الكتاب أو المصدر : تفسير القرآن المجيد المستخرج من تراث الشيخ المفيد
الجزء والصفحة : ص184-187.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ ...}[المائدة / 67]

                                                                       

لما قضى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) نسكه ، أشرك عليا في هديه وقفل إلى المدينة ، وهو معه والمسلمون ، حتى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم وليس بموضع ، إذ ذاك للنزول ، لعدم الماء فيه والمرعى فنزل(صلى الله عليه واله وسلم) في الموضع ونزل المسلمون معه.

 وكان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) خليفة في الأمة من بعده ، وقد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه ، وعلم الله أنه إن تجاوز غدیر خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلدانهم وأماكنهم وبواديهم؛ فأراد الله أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين تأكيداً للحجة عليهم فيه.

فأنزل الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} يعني في استخلاف علي والنص بالإمامة عليه ، { وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}. فأكد به الفرض عليه بذلك ، وخوفه من تأخير الأمر فيه ، وضمن له العصمة ومنع الناس منه.

فنزل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) المكان الذي ذكرناه؛ لما وصفناه من الأمر له بذلك وشرحناه؛ ونزل المسلمون حوله وكان يوماً قائظاً شديد الحر ، فأمر(صلى الله عليه واله وسلم) بدؤحات هناك فقم ما تحتها وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان ، ووضع بعضها على بعض ، ثم أمر مناديه فنادي في الناس بالصلاة فاجتمعوا من رحالهم إليه وأن أكثرهم ليلف رداءه على قدميه من شدة الرمضاء.

فلما اجتمعوا صعد على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ، ودعا أمير المؤمنين (عليه السلام) فرقى معه حتى قام عن يمينه؛ ثم خطب للناس فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ ، فأبلغ في الموعظة ، ونعى إلى الأمة نفسه فقال: " اني قد دعيت ويوشك أن أجيب وقد حان منى خفوف من بين أظهركم ، وإنى مخلف فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".

ثم نادي بأعلى صوته: " ألست أولى بكم منكم بأنفسكم "؟ قالوا: "اللهم بلى" ، فقال لهم على النسق من غير فصل وقد أخذ بضبعي(1) أمير المؤمنين(عليه السلام) ، فرفعهما حتى بان بياض إبطيهما وقال:

" فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ".

ثم نزل (صلى الله عليه واله وسلم) وكان وقت الظهيرة فصلى ركعتين ، ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الفرض ، فصلى بهم الظهر ، وجلس (صلى الله عليه واله وسلم) في خيمته وأمر عليا(عليه السلام) أن يجلس في خيمة له بإزائه؛ ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً فيهنؤوه بالمقام ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين ففعل الناس ذلك كلهم ، ثم أمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه ويسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن.

وكان فيمن أطنب في تهنيته بالمقام عمر بن الخطاب وأظهر له من المسرة به! وقال فيما قال: " بخ بخ لك يا علي ! أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة"!(2).

وجاء حسان بن ثابت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال: يا رسول الله: أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله؟ فقال له: " قل يا حسان على اسم الله " ، فوقف على نشز من الأرض وتطاول المسلمون لسماع كلامه ، فأنشأ يقول:

يناديهم يوم الغدير نبيهم             بخم وأسمع بالرسول مناديا

وقال فمن مولاكم ووليكم؟            فقالوا ولم يبدوا هناك تعاديا

إلهك مولانا وأنت ولينا               ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا

فقال له ثم يا علي فإنني              رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه            فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه             وكن للذي عادي علياً معاديا

فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): " لا تزال  يا حسّان  مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ". وإنما اشترط رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في الدعاء له ، لعلمه (صلى الله عليه واله وسلم) بعاقبة أمره في الخلاف ، ولو علم سلامته في مستقبل الأحوال ، لدعائه على الإطلاق ، ومثل ذلك ما اشترط الله تعالى في مدح أزواج النبي ، ولم يمدحهن بغير اشتراط ، لعلمه أن منهن من يتغير بعد الحال عن الصلاح الذي يستحق عليه المدح والإكرام؛ فقال: { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [الأحزاب: 32]. ولم يجعلهن في ذلك حسب ما جعل أهل بيت النبي في محل الإكرام والمدحة ، حيث بذلوا قوتهم للمسكين واليتيم والأسير ، فأنزل الله سبحانه في علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) ، وقد آثروا على أنفسهم مع الخصاصة التي كانت بهم ، فقال تعالى:

{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 8 - 12]. فقطع لهم بالجزاء ، ولم يشترط لهم كما اشترط لغيرهم ، لعلمه باختلاف الأحوال على ما بيناه(3).

[انظر: سورة المائدة ، آية: 55  ، من النكت الاعتقادية : 38.]

{ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ...}[المائدة / 81]

                                                                         

[انظر: سورة الأنعام ، آية 121، في ذبيحة أهل الكتاب وكفر اليهود ، من رسالة في

ذبائح أهل الكتاب.]

{ لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ...}[المائدة / 87]

                                                                       

[انظر: سورة النساء ، آية 24، في مشروعية المتعة ، من خلاصة الإيجاز: 22.]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- الضبع: بسكون الباء ، وسط العضد ، وقيل هو ما تحت الإبط. " النهاية - ضبع - 3: 73".

2- نقل كتاب الغدير ، ج 1/14 هذا الحديث متواتراً من طرف أهل السنة والشيعة ، مثلاً ذكر الطرق عن أحمد بن حنبل من أربعين طريقاً ، وابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقاً والجزري المقري من ثمانين طريقاً ، وابن عقدة من مائة وخمس طرق؛ وأبو سعيد السجستاني من مائة وعشرين طريقاً؛ و أبوبكر الجباعي من مائة و خمس وعشرين طريقاً؛ وفي تعليق هداية العقول 30/عدّه الأمير محمد اليمني (أحد شعراء الغدير) ان له مائة وخمسين طريقاً.

3- الإرشاد: 93 ، والمصنفات 11: 174.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .