المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28

الاختبارات والتهيئة النفسية مسؤولية من؟!
11-12-2021
شراء الفضولي
29-8-2020
الصوتيات acoustics
24-9-2017
المناخ والتربة الملائمة لزراعة الجوت والجلجل
3-1-2017
آراء الخوارج الدينية
18-8-2016
Poisson Integral Representation
25-3-2019


من تراث الإمام السجّاد في رحاب الفقه وأحكام الشريعة  
  
1647   04:11 مساءً   التاريخ: 31/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص173-177
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

كانت الحلقة الدراسية التي أسّسها الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) حلقة حافلة بصنوف المعرفة الإسلامية ، وكان يفيض فيها الإمام من علومه وعلوم آبائه الطاهرين ويمرّن النابهين منهم على الفقه والاستنباط ، وقد تخرّج من هذه الحلقة الدراسية عدد كبير من فقهاء المسلمين .

واستقطب الإمام عن هذا الطريق الجمهور الأعظم من القرّاء وحملة الكتاب والسنّة حتى قال سعيد بن المسيّب : إنّ القرّاء كانوا لا يخرجون إلى مكّة حتى يخرج عليّ بن الحسين ، فخرج وخرجنا معه ألف راكب .

وعلم الفقه بالمعنى المعروف فعلا هو العلم بأحكام أفعال المكلّفين على ضوء مصادر الشريعة الإسلامية ، وكان الإمام هو المرجع الوحيد في عصره لإعطاء تفاصيل الأحكام الشرعية ، وتعليم طريقة استنباطها من مصادرها الإسلامية ، والمربي الفذّ الذي تخرّج على يديه فقهاء المدينة ، وكانت مدرسته هي المنطلق لما نشأ بعد ذلك من مدارس فقهيّة .

وقد قال عنه الزهري : ما رأيت هاشميا أفضل من زين العابدين ولا أفقه منه[1] . وعدّه الشافعي أفقه أهل المدينة .

وروى المؤرّخون : أنّ الزهري كان يعترف بالفضل والفقه للإمام عليّ ابن الحسين ( عليهما السّلام ) وكان ممّن يرجع إليه في ما يهمّه من الأحكام الشرعية ، وروي أنّه رأى في منامه كأنّ يده مخضوبة ، وفسّرت له رؤياه بأنّه يبتلى بدم خطأ ، وكان في ذلك الوقت عاملا لبني اميّة ، فعاقب رجلا فمات في العقوبة ، ففزع وخاف من اللّه ، وفرّ هاربا فدخل في غار يتعبّد فيه ، وكان الإمام ( عليه السّلام ) قد مضى حاجّا إلى بيت اللّه الحرام فاجتاز على الغار الذي فيه الزهري ، فقيل له :

هل لك في الزهري حاجة ؟ فأجابهم إلى ذلك ، ودخل عليه فرآه فزعا خائفا ، قانطا من رحمة اللّه ، فقال ( عليه السّلام ) له : « إنّي أخاف عليك من القنوط ما لا أخاف عليك من ذنبك ، فابعث بدية مسلّمة إلى أهله ، واخرج إلى أهلك ومعالم دينك » .

فاستبشر الزهري وقال له : فرّجت عنّي يا سيّدي ، اللّه أعلم حيث يجعل رسالته في من يشاء[2].

ودخل الزهري مع جماعة من الفقهاء على الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) ، فسأل الإمام الزهريّ عمّا كانوا يخوضون فيه فقال له : تذاكرنا الصوم فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنّه ليس من الصوم واجب إلّا شهر رمضان .

فنعى عليهم الإمام ( عليه السّلام ) قلّة معلوماتهم بشؤون الشريعة وأحكام الدين ، وبيّن لهم أقسام الصوم قائلا :

« ليس كما قلتم ، الصوم على أربعين وجها ، عشرة منها واجبة كوجوب شهر رمضان ، وعشرة منها صومهنّ حرام ، وأربعة عشر وجها صيامهنّ بالخيار ، إن شاء صام وإن شاء أفطر ، وصوم الإذن على ثلاثة أوجه ، وصوم التأدّب وصوم الإباحة وصوم السفر والمرض » .

وبهر الزهري وبقية الفقهاء من سعة علم الإمام ( عليه السّلام ) وإحاطته بأحكام الدين ، وطلب منه الزهري ايضاح تلك الوجوه وبيانها ، فقال ( عليه السّلام ) : « أمّا الواجب فصيام شهر رمضان ، وصيام شهرين متتابعين لمن أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا ، وصيام شهرين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق ، واجب ، قال اللّه تعالى : وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ - إلى قوله - : فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ[3].

وصيام شهرين متتابعين في كفّارة الظهار[4] لمن لم يجد العتق . قال اللّه تعالى :

وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا[5].

وصيام ثلاثة أيام : فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ[6]  ، كل ذلك تتابع وليس بمفترق .

وصيام أذى الحلق ( حلق الرأس ) واجب ، قال اللّه تبارك وتعالى : فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ[7] ، وصاحبها فيها بالخيار بين صيام ثلاثة أيام أو صدقة أو نسك .

وصوم دم المتعة واجب لمن لم يجد الهدي ، قال اللّه تبارك وتعالى : فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ[8].

وصوم جزاء الصيد واجب ، قال اللّه تبارك وتعالى : وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً[9] »[10].

ثمّ قال ( عليه السّلام ) : « أو تدري كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهريّ ؟ » فقال : لا أدري ، قال ( عليه السّلام ) : « تقوّم الصيد قيمة ثمّ تفضي تلك القيمة على البرّ ، ثمّ يكال ذلك البرّ أصواعا ، فيصوم لكلّ نصف صاع يوما .

وصوم النذر واجب ، وصوم الاعتكاف واجب[11].

وأمّا الصوم الحرام فصوم يوم الفطر ، ويوم الأضحى ، وثلاثة أيام من أيام التشريق[12] وصوم يوم الشكّ أمرنا به ونهينا عنه ، أمرنا أن نصومه من شعبان ونهينا أن ينفرد الرجل بصيامه في اليوم الذي يشكّ فيه الناس » .

والتفت الزهري إلى الإمام ( عليه السّلام ) قائلا : جعلت فداك فإن لم يكن صام من شعبان شيئا كيف يصنع ؟ قال ( عليه السّلام ) : « ينوي ليلة الشك أنّه صائم من شعبان ، فإن كان من شهر رمضان أجزأ عنه ، وإن كان من شعبان لم يضرّ » .

وأشكل الزهري على الإمام : كيف يجزي صوم تطوع عن فريضة ؟

فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « لو أنّ رجلا صام يوما من شهر رمضان تطوعا وهو لا يدري ولا يعلم أنّه من شهر رمضان ثمّ علم بعد ذلك أجزأ عنه ، لأنّ الفرض إنّما وقع على اليوم بعينه » .

ثمّ استأنف الإمام حديثه في بيان أقسام الصوم قائلا :

« وصوم الوصال حرام[13] ، وصوم الصمت حرام[14] ، وصوم النذر للمعصية حرام ، وصوم الدهر حرام .

وأمّا الصوم الذي صار صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم الجمعة والخميس والاثنين وصوم الأيام البيض[15] وصوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان ويوم عرفة ويوم عاشوراء ، كلّ ذلك صاحبه فيه بالخيار ، إن شاء صام وإن شاء أفطر .

وأمّا صوم الإذن فإنّ المرأة لا تصوم تطوّعا إلّا بإذن زوجها ، والعبد لا يصوم تطوّعا إلّا بإذن سيّده ، والضيف لا يصوم تطوّعا إلّا بإذن مضيّفه ، قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : فمن نزل على قوم فلا يصوم تطوّعا إلّا بإذنهم .

وأمّا صوم التأديب فإنّه يؤمر الصبيّ إذا راهق تأديبا وليس بفرض ، وكذلك من أفطر لعلّة أول النهار ، ثمّ قوي بعد ذلك أمر بالإمساك بقية يومه تأديبا ، وليس بفرض ، وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثمّ قدم أهله أمر بالإمساك بقية يومه تأديبا وليس بفرض .

وأمّا صوم الإباحة فمن أكل أو شرب أو تقيّأ من غير تعمّد أباح اللّه ذلك وأجزأ عنه صومه .

وأمّا صوم السفر والمرض فإنّ العامّة اختلفت فيه ، فقال قوم : يصوم ، وقال قوم : لا يصوم ، وقال قوم : إن شاء صام وإن شاء أفطر ، وأمّا نحن فنقول : يفطر في الحالتين جميعا ، فإن صام في السفر أو في حال المرض فعليه القضاء في ذلك ، لأنّ اللّه عزّ وجلّ يقول :

فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ . . .[16] » .

وانتهى هذا البحث الفقهي الذي ألقاه الإمام على العلماء والفقهاء ، وقد كشف عن مدى إحاطة الإمام بأحكام الشريعة وفروع الفقه ، فقد فرّع على الصوم هذه الفروع المهمّة التي غفل عنها العلماء ، ومن الجدير بالذكر أنّ فقهاء الإمامية استندوا إلى هذه الرواية في فتاواهم بأحكام الصوم .

 

[1] راجع ترجمة الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) من تاريخ دمشق ، تحقيق محمد باقر المحمودي : 27 .

[2] تأريخ دمشق : 36 / 16 ، بحار الأنوار : 46 / 7 .

[3] النساء ( 4 ) : 92 .

[4] الظهار : أن يقول الرجل لزوجته : أنت عليّ كظهر امّي .

[5] المجادلة ( 58 ) : 3 - 4 .

[6] المائدة ( 5 ) : 89 .

[7] البقرة ( 2 ) : 96 .

[8] البقرة ( 2 ) : 196 .

[9] المائدة ( 5 ) : 95

[10] المقنعة ، الشيخ المفيد : 363 .

[11] الاعتكاف إنّما يجب بعد مضي يومين منه فيتعيّن اليوم الثالث ، وكذلك يجب بالنذر وشبهه .

[12] أيام التشريق : هي أيام منى وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد يوم النحر

[13] صوم الوصال : وهو أن يصوم الليل والنهار ، وحرمته حرمة تشريعية .

[14] صوم الصمت : هو أن يمسك الإنسان فيه عن الكلام ، وقد كان الكلام محرّما على الصائم في الشرائع السابقة ، كما أعلن القرآن ذلك في قصة مريم ، قال تعالى : إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا إلّا أنّه نسخ في الشريعة الإسلامية المقدسة .

[15] الأيام البيض : وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، وسمّيت لياليها بيضا لأنّ القمر يطلع فيها من أولها إلى آخرها . جاء ذلك في مجمع البحرين ( مادة : بيض ) .

[16] فروع الكافي : 1 / 185 ، الخصال : 501 - 504 ، تفسير القمّي : 172 - 175 ، المقنعة : 58 ، التهذيب : 1 / 435 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.