المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

في رحاب سورة البينة
17-10-2014
الإمام و عبد الملك
2-4-2016
توزيع وسائل الاتصال في دول العالم
17-8-2022
ما لزائر الحسين(عليه السلام)
3-04-2015
تفسير الآيات [46 - 49] من سورة آل‏عمران
12-06-2015
الفصل باستخدام تكوين الأيون المعقد Separation by Mean of complex-ion formation
2023-09-14


مناجاة التائبين‏  
  
7819   10:45 صباحاً   التاريخ: 13-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص203-204.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

تعرف هذه المناجاة بمناجاة التائبين , فقد أناب فيها الإمام إلى اللّه تعالى طالبا منه الرحمة و الغفران و هذا نصها :

إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي و جللني التباعد منك لباس مسكنتي و أمات قلبي عظيم جنايتي فأحيه بتوبة منك يا أملي و بغيتي و يا رجائي و منيتي فو عزتك و جلالك ما أجد لذنوبي سواك غافرا و لا أرى لكسري غيرك جابرا و قد خضعت بالإنابة إليك و عفوت بالاستكانة لديك فإن طردتني من بابك فبمن الوذ؟ و إن رددتني عن جنابك فبمن اعوذ؟ فوا اسفاه من خجلتي و افتضاحي و وا لهفاه من سوء عملي و اجتراحي‏  اسألك يا غافر الذنب الكبير و يا جابر العظم الكسير أن تهب لي موبقات الجرائر و تستر علي فاضحات السرائر و لا تخلني في مشهد القيامة من برد عفوك و مغفرتك و لا تعرني من جميل صفحك و سترك إلهي ظلل علي ذنوبي غمام رحمتك و ارسل علي عيوبي سحاب رأفتك إلهي هل يرجع العبد الآبق إلا مولاه؟ أم هل يجيره من سخطه أحد سواه؟ إلهي إن كان الندم على الذنب توبة فإني و عزتك من النادمين و إن كان الاستغفار من الخطيئة حطة فإني لك من المستغفرين لك العقبى حتى ترضى إلهي بقدرتك علي تب علي بحلمك عني أعف عني و بعلمك بي أرفق بي إلهي أنت فتحت لعبادك بابا سميته التوبة فقلت: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8] فما عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه؟ إلهي إن كان قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك إلهي ما أنا بأول من عصاك فتبت عليه و تعرض لمعروفك فجدت عليه يا مجيب المضطر يا كاشف الضر يا عظيم البر يا عليما بما في السر يا جميل الستر استشفعت يجودك و كرمك‏ إليك و توسلت بجنابك و ترحمك لديك فاستجب دعائي و لا تخيب فيك رجائي و تقبل توبتي و كفر خطيئتي بمنك و رأفتك يا أرحم الراحمين .

من المقطوع به الذي ليس فيه أدنى شك أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) لم يخالف اللّه تعالى طرفة عين طيلة حياته و لم يقترف أي ذنب و إنما كان في الرعيل الأول من هذه الأمة في هديه و ورعه و تقواه و إنما كان يناجي اللّه تعالى بهذه المناجاة و أمثالها ليعلم الأمة و يرشدها إلى طريق الخير و الصواب و يدعوها إلى التوبة لأنها تطهر الانسان مما اقترفه في حياته من آثام و ذنوب و تمحو عنه سيئاته و خطاياه و ينال من اللّه المغفرة و الرضوان .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.