المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



أسباب المشاجرات بين الأطفال  
  
1410   08:51 صباحاً   التاريخ: 6/10/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص191ــ197
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-17 760
التاريخ: 10-3-2022 1731
التاريخ: 2023-02-21 1126
التاريخ: 27-9-2019 2083

يمكن ذكر اسباب كثيرة للمشاجرات التي تقوم بين الاطفال؛ وهي اسباب اذا لم تتأملها بدقة لا يمكن التوصل الى نتيجة واضحة بشأنها. فالاسباب التي يذكرها الاطفال في صراعاتهم اغلبها تافهة ولاتعدو ان يكون احدهم قد تلفظ باسم الآخر بالخطأ عمداً أو ذكر اسم امه وابيه بسوء، او اراد اخذ ادواته، او لم يشاركه معه في لعبه وما شابه من هذه الامور.

وفي نفس الوقت هناك حالات يمكن التعويل عليها في طرح وجهات النظر، وعلى الوالدين والمربين تقصي حقائقها، وهي حالات كثيرة طبعاً نقتصر هنا على ذكر بعضها في ما يلي:

١ -الرغبة في التملك: قد يكون في يد الطفل دمية الا انه يلاحظ في يد طفل آخر دمية اجمل منها فيثور في نفسه حب العدوان والرغبة في التملك فيركض وراءه ليخطفها منه.

ومن الطبيعي جداً في مثل هذه الحالة ان يبدي صاحب الدمية مقاومة ويأخذ بالصراخ والبكاء وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف الى نشوب مشاجرة بينهما واذا لم يتداركوا في الوقت المناسب يتحول الخصام الى مشاجرة وضرب. وهذه الظاهرة تلحظ بكثرة بين الاطفال دون سن الرابعة.

٢ -الحفاظ على الملكية: وهنا تطرح مسألة الطرف المقابل الذي يسعى لصيانة ممتلكاته والحفاظ عليها لأن الطفل شديد الحساسية ازاء ما بيد ه وشديد الحذر على ممتلكاته. فالطفل ربما مل من دميته وتركها لفترة طويلة لا يلعب بها وقد يهديها الى طفل آخر من تلقاء نفسه، أما اذا اراد احد الاستحواذ عليها فانه يتصدى له بكل قوة رغم سأمه منها، لانه يعتبرها جزءاً من ممتلكاته وهو على اتم الاستعداد لإتلافها ولكنه غير مستعد لرؤيتها في يد طفل آخر.

٣ -الحسد: حينما يولد طفل جديد يستحوذ على كل اهتمام ومحبة الأبوين. اما الطفل الاكبر فلا يدرك ان المولود الجديد بحاجة لمزيد من الرعاية والاهتمام بل يعتبره منافساً له وتتكون في نفسه عقدة تجاهه. وحتى وان بدت علاقتهما وطيدة على الظاهر الا انه يبقى يتربص لأدنى خطأ يبدر من الاخ الاصغر لكي يواجهه بالتعنيف والمشاجرة.

٤ -اطفاء نار الغضب والانفعال: حينما يكون للطفل سلوك غير قويم في البيت وفي المدرسة ويتلقى - نتيجة لذلك - بعض العقوبات من المدير او المعلم، او عندما يكتب الآخرون عن سوء سلوكه ويخبروا ذويه عن بعض اخطائه فمن الطبيعى انه يعيش حالة مريرة من الترقب لمعرفة ما سيجري له، فاذا ما واجه في مثل هذه الظروف طفلاً آخر يسبب له الازعاج والأذى، او اذا اراد أحد افراد عائلته التحدث معه فانه يبرز انفعالاته بشكل غير سليم ليتشاجر مع الآخرين لأتفه سبب ممكن. كما وتلاحظ هذه الظاهرة أيضاً لدى الاطفال الذين لا يحظون بالمحبة او يعانون من بعض النواقص الاخرى.

٥ -الضعف: تنطلق المشاجرات في بعض الحالات من ضعف الشخص واصطدامه بمسائل جديد وعدم قدرته على مواجهتها. فالطفل في مثل هذه الحالة يرى نفسه عاجزاً عن الدفاع عن نفسه ويعلم انه اذا بقي ينتظر المشاجرة من خصمه فلن تكون النتيجة لصالحه، لذلك يجد نفسه مرغماً على الامساك بزمام المبادرة والشروع بالمشاجرة.

كثيراً ما يشعر الطفل بالضعف بسبب جهله وعدم نضجه، وهذا ما يدفعه للشروع بالمشاجرات لغرض استقلاليته ولاخفاء ما يعانيه من الشعور بالحقارة، ولكي يبد للآخرين انه ذو شخصية كاملة وقادر على الدفاع عن نفسه.

٦ -العقد النفسية: قد لا يكون للمشاجرات من سبب احياناً سوى الرغبة في التنفيس عن العقد. فالطفل الذي يتلقى العقوبة من ابويه، او يواجه التهديد من شخص اكبر واقوى او يقابل بجفاء من الشخص الذي يحبه كل هذا يثير مكامن غضبه ويدفعه الى التنفيس عن عقده عن طريق افراغ غضبه على رأس طفل آخر أضعف منه. او ربما كان يضمر في نفسه حقداً على طفل آخر ولايجد الفرصة المناسبة لمحاسبته فما ان تتوفر له مثل هذه الفرصة حتى يغتنمها متذرعاً بما لديه من حجج للتعويض عما مضى ولابراز ما في نفسه من عقد.

٧ـ الرغبة في التسلط: يميل الكثير من الاطفال الى التسلط على الآخرين حتى في اللعب، وكثيراً ما تؤدي هذه الميول الى المشاجرات والاصطدامات. وظاهرة الميل الى التسلط هذه نابعة من الشعور بانعدام الأمن، اذ يتصور الشخص انه اذا لم يتسلط على الآخرين فسيصبح اذن تحت سلطتهم، واذا لم يظهر لهم الغلظة والقدرة فسيعتبرونه شخصاً دخيلاً ويخرجونه من الساحة. ولهذا تراه يتذرع بأن الشخص الفلاني مثلاً سيء الخلق، مستهدفاً من وراء ذلك ايذاءه واثارة المشاجرات.

٨ -اثبات الوجود: اذا عجز الطفل عن اثبات ذاته واظهار شخصيته بالاساليب والطرق المألوفة اجتماعياً، يتجه نحو ذلك عن طريق المنازعات والمشاجرات. ويسعى في ميادين الحسد والمنافسة والمفاضلة الى اثبات ذاته والتأكيد على انه لايقل شأناً عمن سواه. وفي المواضع التي يستشعر فيها انه موجود منسي يحاول ان يثبت انه حي وفعال ولابد من ادخاله في الحسبان. ويركز- في الحالات التي يقابل فيها بالتجاهل والاهمال - على انه قوي وقادر على ان يامر وينهى وذلك عن طريق افتعال المنازعات مع الآخرين.

٩ -اختبار القوة: ان الطفل الذي يشاهد ويسمع - بواسطة الافلام والاذاعة والتلفزيون -المغامرات والبطولات وان بطل القصة قد صرع خصمه بعدة لكمات، يتكون لديه ميل تدريجي لاختبار قوته من خلال هذه الاساليب ومعرفة ما لديه من قدرة، وهل انه قادر على الدفاع عن نفسه اثناء نشوب المعارك والمنازعات؟ وغرضه من هذه الاختبارات ان تتكون لديه ثقة بنفسه. ومثل هذا الدافع يجعله ميالاً لإثارة المشاحنات واختلاق المنازعات.

10 -الانعكاسات التربوية السيئة: تنشأ الكثير من منازعات الاطفال بسبب الانعكاسات التربوية السيئة التى ياخذونها عن الأبوين. وبعبارة أخرى؛ كثيراً ما يكون نمط سلوك الأبوين سبباً في اثارة حسد الطفل وضغائنه وانتهازيته. فالابوان يتنازعان امام الطفل ويثيران الصخب وهذا ما يمهد الاجواء للتنافس والنزاع. أي أنه يكرر في حقيقة الحال ما يراه من سلوك والديه.

١١ -المزاح والمحادثة: وتقوم النزاعات احياناً بسبب المحادثة او مزاح طفل مع آخر في وقت لا يكون فيه الأخير مستعداً لمثل هذا المزاح، وربما كان السبب هو الكشف عن معايبه وعاهاته او سوء درجاته بينما الآخر لا يرغب بمواجهة هذه الحقائق، وهذا ما يدفعه لاثارة النزاع للتخلص من شره ودفع أذاه.

١٢ -الاسباب العضوية: اظهرت الدراسات العلمية ان الجوع العلمي (وهو ما يعرف بنقص نسبة السكر في الدم)، العاهات الجسمية، التعب وضيق الصدر، الارق، فقر الدم تكون اسباباً في بعض الحالات لنشوب الصراعات والنزاعات. ولو وضع حد لتلك الاسباب لما برزت مثل هذه النتائج. فالمشاجرات ليست دائماً وليدة العقد والاختلافات، بل انها تعود الى وضعها الطبيعي بعد معالجتها طبياً ليعود الطفل من بعدها الى الاستقرار والسلوك القويم.

13 -الاسباب المتعلقة بشخصية الطفل: وقد تكون المنازعات ناتجة احياناً عن اضطراب في الشخصية. فاذا تكررت المنازعات، وكان الطفل على درجة من ضيق الصدر بحيث لا يمكن لأحد الاقتراب منه، يجب حينئذ البحث عن الاسباب النفسية لهذه السلوكية. فالاضطرابات في الشخصية ناتجة عادة من الضغوط النفسية التي نلاحظ انعكاساتها على السلوك. وفي مثل هذه الحالات لابد من تقصي الاسباب ولاسيما الاسباب الكامنة وراء نشوء هذا النمط من السلوك.

١٤ -اثارة الغضب: وقد ينتج هذا السلوك أحياناً عن اثارة غضب الطفل، فهو حينما يشاهد مثلاً مظاهر الظلم والتمييز في البيت وفي المدرسة، يبقى ينتظر الموقف الذي يعبر فيه عن غضبه والتخفيف من وطأة حمله. أي أن خزين الغضب في نفسه يترقب حلول اللحظة التي يستطيع فيها افراغ محتوياته فاذا ما حصلت أية مسألة حتى وان كات تافهة تجده يندفع لا ارادياً ويصب جام غضبه على المقابل.

15- اسباب أخرى: هنالك اسباب أخرى أيضاً الا اننا نحجم عن الخوض فيها مراعاة للاختصا ر. كما ان هناك اسباب لم نتوصل إليها. ومن جملة الاسباب الجديرة بالذكر هنا:

ابراز المحبة من غير وجود ردود فعل ازاءها، برود الطرف المقابل تجاه مواقفه، وجود الاضطرابات العاطفية، الرد العملي على تقصي العيوب، اثبات التفوق الذاتي، مشاعر الفرح التي تغمر الشخص في غير الوقت المناسب، التعويد على الدلال والتملق، وما الى ذلك.

بحوث تربوية

نهدف من خلال هذا الموضوع الذي يمثل في حقيقته مقدمة لبيان طرق الاصلاح والمعالجة، لمعرفة من هم الاشخاص الذين يقومون بهذه الممارسة؟ وما هي العوامل التي تساهم في تشديدها؟ وما هي المواقف التي يتوجب على الوالدين والمربين اتخاذها؟

من البديهي ان كل من الأب والأم يتخذون ازاء هذا السلوك مواقف متباينة وقد تكون اكثرها غير مدروسة وتتمخض عنها نتائج سلبية. مثالها ان البعض يتخذ اسلوب المواجهة فيتدخل في الموضوع بشكل مباشر، بينما ينتهج البعض الآخر موقفاً لا أبالياً، فيما يلتزم جماعة آخرون موقفاً منحازاً لهذا او ذاك من غير معرفة دقيقة لواقع الامر




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.