المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

قانون "بنزن" و"كيرشوف" Bunsen-Kirchhoff law
2-3-2018
تواضع علي ( عليه السّلام )
13-4-2022
العرض السياحي
31-5-2020
أبو منصور الموفق
12-10-2015
Consonant substitution according to substrate
2024-06-16
دفن جثمان النبي (صلّى الله عليه وآله)
22-3-2016


ادب الأطفال في العصر الحديث / في عدد من الدول العربية  
  
5390   10:06 صباحاً   التاريخ: 26/9/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص80 ـ 94
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

ـ ادب الأطفال في مصر:

صورة هذا اللون في الوطن العربي في العصر الحديث فقد كان في بدايته صورة مقتبسة، أو معدلة عما عرف في أوروبا، وهذا أمر طبيعي لوقوع البلاد العربية تحت نفوذ العالم الغربي ثقافياً، وفنياً، وسياسياً، واقتصادياً بل وعسكرياً في زمن ليس بقصير، وبدأ ظهور أدب الأطفال حديثاً في البلاد العربية في زمن (محمد علي باشا)، في مصر عن طريق الترجمة، وكان أول من ترجم كتاباً للأطفال عن الإنجليزية هو (رفاعة الطهطاوي)، الذي اختير ليكون مسؤولاً عن التعليم في ذلك الوقت، بعد أن عاد من بعثته لباريس وقد افتتن بالحضارة الغربية، فجاء ليبشر بالمدنية الأوروبية، وليكون من دعاتها بلباس شيخ أزهري، فترجم قصصاً باسم (حكايات الأطفال)، وأدخل بعض القصص في المناهج الدراسية(1).

وقد طلب رفاعة الطهطاوي في خطاب له إلى وكيل الحكومة المصرية المقيم بلندن (السفير)، في 16 ربيع ثاني عام 1243هـ، بأن (يرسل كتباً مطبوعة ومؤلفة للصغار والتلاميذ بحيث تميل أذهانهم إليها)(2).

ولكن الخطوة الكبيرة في كتابة أدب الأطفال في العالم العربي الحديث كانت على يد الشاعر المبدع (أحمد شوقي)، لأنه كان أول من ألف أدباً للأطفال (باللغة العربية)، واستفاد فيما كتبه للأطفال من قراءاته في الفرنسية ولا سيما حكايات (لافونتين)، الشهيرة(3).

ولقد كتب أكثر من خمسين قصة شعرية للأطفال، ونظم أكثر من عشرة أناشيد، اتسمت كلها بسهولة الأسلوب، وتسلسل الأحداث ووضوح الهدف التربوي إلى جانب التسلية والترفيه(4).

يقول شوقي عن الحكايات التي كتبها للأطفال: (وجربت خاطري في نظم الحكايات على أسلوب ـ لافونتين ـ الشهيرة، وفي هذه المجموعة شيء من ذلك، فكنت إذا فرغت من وضع أسطورتين أو ثلاث أجتمع بأحداث المصريين وأقرأ عليهم شيئاً منها، فيفهمونه لأول وهلة، ويأنسون إليه ويضحكون من أكثره وأنا أستبشر لذلك، وأتمنى لو وفقني الله لأجعل للأطفال المصريين مثلما جعل الشعراء للأطفال في البلاد المستحدثة، منظومات قريبة المتناول، يأخذون الحكمة من خلالها على قدر عقولهم(5).

وكان أحمد شوقي يدرك بذلك أن، (أدب الأطفال، أقوى سبيل يعرف به الصغار الحياة بأبعادها المختلفة، وأنه وسيلة من وسائل التعليم والتسلية)، لذلك أعطى الأطفال من خلال قصصه الشعرية وأناشيده صورة واضحة لمجتمعهم الذي يعيشون فيه، ولمشكلات حياتهم التي سيواجهونها(6).

واستخدم قصص الحيوانات لما فيها من التشويق والمتعة، مع الحكمة والفائدة وحرص أيضاً على تنمية إحساسهم بجمال الكلمة وقوة تأثيرها.

وكان على وعي بما يكتب، لذلك كان يبتعد عن التعقيد والفلسفة ويجعل كتابته قريبة المتناول من الأطفال، يأخذون الحكمة والأدب من خلالها على قدر عقولهم(7)، لأنه كان يتمثل الصغار الذين يكتب لهم أمام عينيه، فضلاً عما عرف عنه من حب لأولاده، وأحفاده(8).

وفي الحقيقة فإن شوقياً، يعد بحق رائد أدب الأطفال في العصر الحديث، أخذ من الغرب الخصائص الفنية والأسس والقواعد العامة، لكنه ابتكر مما قرأ من التراث، ومما عرف من التجربة الشخصية موضوعات كثيرة.

لم يستطع أحد أن يكمل ما بدأه شوقي في أول الأمر، وخمد الاهتمام بأدب الأطفال بعد شوقي؛ وإن كانت هناك بعض الإسهامات التي جاءت في هذه السبيل.

فلقد عمد (محمد عثمان جلال)، إلى ترجمة كثير من حكايات (لافونتين)، في كتابه (العيون اليواقظ في الحكم والأمثال والمواعظ)، بأسلوب شعري مزدوج القافية؛ ولم يتقيد في ترجمته بالأصل، وإنما حاول إضفاء الطابع المصري على ترجماته، وأن يكتبها على شكل الزجل(9)، وبعده ألف (إبراهيم العرب)، كتاب (خرافات على لسان الحيوان)، أسماه (آداب العرب) وقلّد فيه (لافونتين).

وفي عام 1914م، ترجم (أمين خيرت الغندور)، مجموعة قصص (كنوز سليمان)، للكاتب الإنجليزي (راندر هاجرد)، وقررته وزارة المعارف على طلبة المدارس.

وفي عام 1903م، كتب (علي فكري)، كتاب (مسامرات البنات)، وفيه كثير من الأدب المتخصص - للأطفال عامة، وللبنات خاصة(10)، ثم كتب في عام 1916م، كتاب (النصح المبين في محفوظات البنين)، وضمنه كثيراً من الحكم النثرية والنظمية وبعض الأناشيد له ولعدد من الشعراء والكتاب كشوقي والرافعي واليازجي(11).

ولكن الخطوة الكبيرة في مسيرة أدب الأطفال في هذا العصر بدأت في العقد الثالث من هذا العصر، عندما ظهر اثنان من الرواد لأوائل لهذا الأدب وهما (محمد الهراوي - 1885 ـ 1939م)، و (كامل الكيلاني 1897 – 1959م)، وعندما بدأ الهراوي بالكتابة للأطفال كان يعلم أن مناخ الأدب والثقافة عامة يرى أنه (لا يهتم بالتأليف للصغار سوى الذين لا يجدون ما يلقونه على الكبار)(12)، ولذلك أصبح موضع سخرية وتهكم من بعض الأدباء، ولكنه مضى قدماً في طريقه لتربية نابتة الجيل وتوجيههم وجهة طيبة صالحة(13) .

وأول ما كتبه الهراوي للأطفال منظومات قصصية بعنوان (سمير الأطفال للبنين)، عام 1922م، ثم (سمير الأطفال للبنات)، 1924م، في ثلاثة أجزاء، وكتب قصصاً نثرية كثيرة، وواضح فيما كتبه بروز الهدف وسهولة العبارة، ووضوح المعنى وجمال الأسلوب. يقول في إحدى صوره الشعرية عن التلميذ(14):

أنا في الصبح تلميذٌ            وبعد  الظهر  نجار

فلي قلم وقرطاس              وازميل     ومنشار

وعلمي إن يكن شرفاً          فما في صنعتي عار

فللعلماء مرتبة                 وللصناع      مقدار

ثم جاء (كامل كيلاني)، الذي يعده أكثر الباحثين الأب الشرعي لأدب الأطفال في اللغة العربية، وزعيم مدرسة الكاتبين للناشئة في البلاد العربية كلها(15).

يقول عنه (عبد التواب يوسف)، وهو كاتب مشهور من كتاب أدب الطفل: (وأشهد أنه رائد ورائع بكل المقاييس... وخلال رحلتي مع كتبه وأعماله - للأطفال وللكبار - اكتشفت أننا أمام عملاق بحق وصدق... وأنه صاحب منهج فيما قدم، ولم يعتمد على أدب الغرب فحسب، بل إن أعماله العربية تشهد له بالوعي، كما كان له فضل السبق في تقديم أعمال أفريقية وهندية لأطفالنا جنباً إلى جنب، (جاليفر وروبنسون كروزو)(16)، واهتم الكيلاني بتحبيب اللغة العربية للأطفال، وكان يتدرج في الكتابة حسب سنوات العمر، ويحاول إيقاظ مواهبهم واستعداداتهم ويقوي ميولهم وطموحهم وينتهي بهم إلى حب القراءة والمثابرة عليها.

وترك سلاسل كثيرة، فظهرت (مكتبة الطفل)، بأكثر من مائتي قصة ومسرحية، وأخذ من التراث العربي والإسلامي، ومن الثقافات الأخرى الغربية والشرقية، وكتب في السيرة النبوية، مجموعة من حياة الرسول (صلى الله عليه وآله).

وكان يدرك أن الطفل يحتاج لعقله ومشاعره إلى شتى الطعوم - كما يحتاج جسده لأنواع (الفيتامينات)، فكتب لتغذية العقول، والتفكير، ولتشيط الخيال، ولتربية الوجدان والمشاعر، ولتهذيب النفوس، ولإمتاع الصغار.

واهتم بشكل الكلمات واختيار الألفاظ لتزويد الأطفال بثروة لغوية، وتدرج بهم ليصلهم بتراثهم. وكان يسير على منوال المثل الأسباني في قصة (حي بن يقظان)، الذي يقول: بأن امرأة أسبانية، كانت تحمل عجلاً صغيراً كل يوم وتصعد به السلم وتهبط، وكبر العجل حتى صار ثوراً وهي على عادتها، تحمله كل يوم دون أن تتأثر لأنها لم تحس بالزيادة الطفيفة التي كانت تزيد كل يوم للعجل، ولذلك كان يحرص على أن تكون اللغة التي يكتب فيها للطفل أرقى من مستواه قليلاً حتى يستفيد بمحاكاتها(17).

ثم ظهر عدد من الكتاب منهم (حامد القصبي)، الذي كتب في عام 1929م، (التربية بالقصص لمطالعات المدرسة والمنزل)، وهي قصص مترجمة مع شيء من التصرف، وكان هدفه تربوياً، لذلك وزعتها وزارة المعارف في مدارسها آنذاك(18).

وظهر أيضاً عدد من الكتب المترجمة على أيدي نصارى ومسلمين.

وأهم ما ظهر في عالم أدب الأطفال - كما يقول الدكتور علي الحديدي في هذا العقد (الثلاثينات)، كتابات (محمد سعيد العريان)، ويعده (القمة التي لم يسامها أو يدانها أحد من الكاتبين بالعربية للأطفال من قبله أو في عصره، فقد وصل في هذا الفن إلى درجة من الكمال الفني جعلته مثلاً للذين يكتبون للأطفال من بعده)(19).

وللعريان الفضل في نقل الاهتمام بأدب الأطفال للمسؤولين في التربية، ولذلك عمل على توزيع كتب الأطفال على مكتبات المدارس، ورأس تحرير مجلة (سندباد)، التي أصدرتها وزارة المعارف لمدة تسع سنوات متوالية. واستطاع أن يحمل (المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية)، على تخصيص جائزة من جوائز الدولة لأدب الأطفال(20).

ثم اتسع الاهتمام بهذا الأدب وشارك فيه كثير من الأدباء ومن الكتاب والشعراء والقصاص، أمثال الشاعر (محمود أبو الوفا)، و (عبد الرحيم الساعاتي)، والقصاص (عبد الحميد جودة السحار)، و (عطية الإبراشي)، و (سيد قطب)، وقدم (عبد التواب يوسف)، عدداً كبيراً من الكتب المختلفة في أدب الأطفال(21).

وأسهم عدد كبير من الكتاب أيضاً في هذا المجال أمثال (محمد أحمد برانق، وعبد اللطيف عاشور، ومحمد سليم، وعطية زهري، وأحمد مختار البزرة، وإبراهيم عزور، ووصفي آل وصفي، وأحمد نجيب، ونبيلة راشد، وجمال أبو رية، وإبراهيم شعراوي، ونادر أبو الفتوح، وأحمد بهجت) وغيرهم كثير(22).

ـ إن الحديث عن تطور أدب الأطفال في الوطن العربي في العصر الحديث ينصب بشكل رئيسي على مصر، لمكانتها، ولانتشار مطبوعاتها. ولكن بقية البلدان العربية واكبت - ولا شك - مصر في هذا التطور، وإن لم تكن لدينا المصادر الدقيقة الجامعة التي ترصد هذا التطور، ولكن بإمكاننا ذكر عدد من الكتاب - على سبيل المثال - في بعض البلدان العربية.

في الأردن وفلسطين: كان الأستاذ (راضي عبد الهادي)، من أوائل الذين كتبوا قصصاً للأطفال منها (خالد وفاتنة).

وكتب الأستاذ (عيسى الناعوري)، قصة (نجمة الليالي السعيدة)، وكتب (إبراهيم البوارشي)، مجموعة من أناشيد الأطفال. وكذلك كتب (روكسي العزيزي)، عن التاريخ الحديث. وجمع (محمد إسعاف النشاشيبي)، مجموعة من أناشيد الأطفال. وأصدر (إسحق موسى الحسيني)، ورفاقه بعض القصص. وكذلك كتب (يوسف هيكل، وعبد الرؤوف المصري، وفايز علي الغول)، حكايات وقصصاً من التراث والأساطير الشعبية. وكتب (حسني فريز وواصف فاخوري)، بعض الكتب.

وتنبه بعض الدارسين إلى ما ينشر باللغة العبرية للأطفال الصهاينة، مع التركيز على تربية اليهود الأطفال على الحقد والكره للمسلمين والعرب، وتصويرهم العرب بالأغبياء المغفلين الجهلاء، وتصوير أطفال اليهود بالجبابرة العظماء الذين لا يقهرون. يقول أحد الكتاب اليهود في توضيح هدفه: (إني أريد أن أخلف جيلاً ينتقم لي ويأخذ بثأري)(23)، ويقول آخر: (حين تكون إسرائيلياً يجب أن تتحمل مسؤولية عظيمة، فنحن شعب الأنبياء، ويجب أن تكون مثالاً ونموذجاً، وإن على الطفل أن يكون مثل بطل القصة تماماً).

وتحرص كتب الأطفال اليهودية على إظهار المسلمين عامة، والعرب خاصة بأنهم غير أخلاقيين، وأنهم تافهون حقراء، مناظرهم بشعة، جهلاء، سارقون، كاذبون، أغبياء، وهم دائماً ينهزمون أمام اليهودي الذكي العظيم الذي لا يقهر.

هذه الصورة دفعت عدداً من الكتاب للعناية بأدب الطفل الفلسطيني، وتضمينه للحقائق التاريخية والعملية عن فلسطين والشعب الفلسطيني، فكتبت (روضة الفرخ الهدهد)، على سبيل المثال عدداً من القصص لهذه الغاية منها، (قافلة الفداء، والزمن الحزين، ورحلة النضال، ومنقذ القرية، وصائم في سجن عكا، وأسد فوق حيفا، وكفر قاسم)، وكلها تتحدث عن المجاهدين في فلسطين، ولها عدد آخر من كتب الأطفال.

وإذا كانت هذه الكتابات جيدة كإسهامات في تربية الطفل الفلسطيني لمعرفة الحقائق عن هذه القضية، فإن المرء يتمنى أن يضع الكُتّاب هذه القضية موضعها الصحيح وأن يلقنوا الأطفال الحقائق التي أتى بها الإسلام حتى ترتبط قضية فلسطين بالعقيدة والحياة نفسها، وليس بالوطنية والتراب فقط.

وللأستاذ (يوسف العظم)، عدد من الكتب الخاصة بالأطفال، وهي تهدف لتربية الطفل على العقيدة الصحيحة، والسلوك الإسلامي، ومعرفة تاريخه وواقعه. ومنها (أناشيد وأغاريد).

وكتب (نبيل صوالحة وكمال رشيد)، قصصاً وأناشيد للأطفال، وهناك عدد آخر أسهموا في الكتابة للطفل في فلسطين والأردن منهم (وداد قعوار، ومحمود الشلبي، وجمال أبو حمدان، وفخري قعوار، وحسن الصمادي، وهدى فاخوري، وعادل جرار، ومفيد نحلة، وجاك لحام وغيرهم)(24).

وفي سورية : اهتم عدد كبير من الكتاب والشعراء بكتابة أدب الأطفال وكان، (رزق الله حسون)، السوري الحلبي المولود في عام 1887م، من رواد أدب الطفل، وأول من وضع عبارة أدب الطفل بهذه الصيغة أديب سوري من حوران قبل ستة قرون تقريباً، كما ذكر ذلك الأستاذ (علي حمد الله)، في مؤتمر تونس عام 1986م، وكذلك اشتهر (مسلط سعيد)، بتقديمه عدد من اناشيد الطفولة قبل نصف قرن، وقدم (عبد الكريم الحيدري)، حديقة الأشعار المدرسية، ولكن كثيراً من هؤلاء الكتاب تركوا بلدهم وصاروا ينشرون ما يكتبون في بلدان أخرى، ولذلك تغفل المنشورات الرسمية للدولة أسماء هؤلاء ومنهم الأديب العالم الشيخ علي الطنطاوي و (عبد الودود يوسف)، الذي أخرج عدداً من قصص الأنبياء، وأصدر مجلة خاصة بقيت تصدر لسنوات. والأستاذ (محمد موفق سليمة)، الذي أصدر مئات الكتب للأطفال. وفيها كثير من القصص، والأستاذ (محيي الدين سليمة)، الذي اشترك مع أخيه في عدد من المؤلفات.

وكذلك (محمد حسن الحمصي)، و (عبد القادر الحداد)، الذي أصدر عدداً من الأقاصيص والأناشيد. (ويحيى الحاج يحيى)، و (منذر شعار، ونعمت كريم، وخالد كيال، ومحمد البوشي)، و (نزار نجار)، و (مصطفى عكرمة) و (علي حمد الله) و (محمد نذير المثنى) و (محمد عدنان غنام)، و (شريف الراس).

وأصدر الأستاذ رضوان دعبول صاحب مؤسسة الرسالة مجلة متخصصة للأطفال باسم (أروى).

كما أصدر عدداً كبيراً من السلاسل، والقصص والأشعار الخاصة بالأطفال.

وفي العراق: اهتمام كبير بأدب الأطفال حيث وضعت الدولة خطة شاملة للعناية بالأطفال من حيث المدارس والهوايات والبرامج والنشاطات والكتب.

وفي تونس والمغرب والجزائر وليبيا ظهر الاهتمام بأدب الأطفال، ترجمة وتأليفاً أيضاً(25).

وفي السعودية ودول الخليج، بدأت بعض دور المكتبات بنشر سلاسل لكتب الأطفال، ومنها بعض القصص والأشعار أيضاً، والمجلات الخاصة، مثل مجلة (الشبل، وباسم، وماجد، وبراعم الإيمان، وحمد وسحر).

هذه جولة عن أدب الطفل المعاصر في البلاد العربية، حاولت فيها إعطاء صورة شاملة عن الاهتمام الشامل بالطفل وأدب الطفل. إضافة إلى صدور العديد من المجلات والصفحات الخاصة بالأطفال، وعقد الندوات والمؤتمرات التي تهتم بالطفولة عامة، وبأدب الطفل بصورة خاصة. ومن خلال الاستعراض السابق نستخلص بعض الحقائق التي لا تغيب عن نظر الباحث: وأهم هذه الحقائق أن أدب الطفل كان تابعاً في التأثر لما كان عليه الوطن العربي خلال القرن الحالي. فقد كان هناك حالة من التأخر والجهل، وتبع ذلك نشوء الحركات الفكرية والسياسية التي تهدف بمجملها - مع تعدد أشكالها - إلى اتباع الغرب في أفكاره ومعتقداته وصورة حياته. ولذلك رأينا الدول الغربية تنتهي من المرحلة الأولى في تآمرها على المسلمين بتهديم الخلافة لتبدأ مرحلة السيطرة على البلدان الإسلامية عامة والعربية خاصة عن طريق التربية، والفكر والثقافة.

وكانت أولى اهتمامات الدول الاستعمارية دعم الأفكار العلمانية وتشجيع النحل المختلفة التي تبعد الناس عن الإسلام، وكانت تغلف هذه الدعوات بالولاءات العاطفية، أو الادعاء بالتحديث والتقدم والمعاصرة والتطور والعلم.. إلخ.. وها هي ذي العقود الكثيرة تمضي والعالم الإسلامي يزداد انقساماً وفوضى، لم يحصل على شيء مذكور من التقدم المادي الذي وعده الغرب به، ومع ذلك تخلى عن دينه وابتعد عن منهج الله (عز وجل)، في حياته، وبقي رهن الانقسامات والصراعات والتأخر.

فلا غرابة أن نرى الدول الغربية تهتم أول ما تهتم به في العالم العربي والإسلامي، اصطناع القيادات الفكرية والثقافية والتربوية، كانوا يدرسون طبائع كل شعب على حدة، يعرفون ما يؤثر وما لا يؤثر في الناس. يتعرفون على النقاط التي ينفذون منها، ثم يختارون القيادات بأنفسهم، يحددون أوصافهم ومميزاتهم ليقوموا بالأدوار المرسومة لهم بكفاءة صاحب الفكرة ذاتها. بهذه الصورة يختارون رجال البعثات، وطلائع المثقفين، ويبرزونهم لدى شعوبهم أحراراً، ومفكرين، ومناضلين وطلائع جيل، ورواد نهضة.

والبعثات كانت من أولى الأمور التي يركزون عليها، والمعاهد التربوية، والمراكز العلمية والفكرية والثقافية من أهم الأهداف التي يحرصون عليها. لذلك نراهم ينشئون المدارس والجامعات، ويقيمون المنتديات، والصحف، والمسارح ويصطنعون القيادات التربوية التي تحمل عبء العمل عن المستعمر ذاته، بل يدخلون في روعهم، في أكثر الحالات أنهم مناضلون حقاً في سبيل أمتهم، وأن قيامهم بهذه الأدوار من الأمور التي تستحق التضحية لأنها تعدل الجهاد ذاته، فلا نستغرب إذا رأينا أكثر القيادات التربوية، والعلمية والفكرية، والأدبية من هذه الصنائع الغربية.

وأدب الطفل ينطبق عليه ما ينطبق على غيره من الأمور، لذلك ابتدأ في هذا العصر وهو يرنو إلى الأدب الغربي، وينظر إليه أنه الرائد والقدوة، وابتدأ كُتّابه يترجمون ويسيرون على منواله فيما يكتبون، وليس في الأمر غضاضة إذا كان المقتبس يعرف ما يريد، ويدرك الحقائق بشكل واضح صحيح، وإذا كانت ثقته بنفسه تعدل المهمة التي سيقدم عليها.

أما إذا كان يتصدى لمهمته وهو مهزوم داخلياً، في نفسه انكسار وعقدة نقص، وفي قلبه انبهار مما في الغرب، فكل ما هناك متقدم وجيد، وكل ما عنده ضعيف ومتأخر، إذ كان كذلك فلا ينفع معه دواء ولا طعام؛ فالشهد حينذاك مضر لمثل هذه الأجساد.

لذلك فإن الأدب الذي استعرضناه كان صدى لما عليه في الغرب، إما عن طريق الترجمة أو الاقتباس، أو عن طريق الاقتداء بالموضوع والمنهج، أو في البحث عن الصور المماثلة.

ولا يمنع هذا من أن يخرج عن الحصار أناس لا يرون في الدنيا منهجاً يصلح للحياة غير منهج الله، يرفضون التسليم، بل يعملون بجهد الضعيف وقلة الحيلة لتجلية الحق، وتقديم الأصوب والأصلح والأنقى. قد يجهلون بعض الوسائل، قد يقصرون ببعض الشروط، وقد يتعثرون ولكنهم مع ذلك يثابرون على الطريق بفرح، ويأملون من الله أن ينصرهم ولو بعد حين.

وهذا هو الذي يبدو في الصفحة الأدبية والفكرية والثقافية عموماً، وكما هي في كل الصفحات لهذه الحياة.

وإن العقدين الأخيرين شهدا احتدام الصراع، وبداية الصحوة التي دفعت بكثير من الأدباء للإسهام في هذا اللون الأدبي حتى أصبح هناك أدب ينبعث من التصور الإسلامي، ويرنو إلى تربية جيل يؤمن بالله، ويتحمل المسؤولية لبناء حياة إسلامية واعية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ أدب الأطفال ومكتباتهم: تأليف هيفاء شرايحة / 27، أدب الأطفال ومكتباتهم: تأليف سعيد أحمد حسن / 35، أدب الأطفال دراسة وتطبيق: تأليف عبد المتعال أبو معال / 22، في أدب الأطفال: تأليف د / علي الحديدي / 240، وانظر تاريخ التعليم في عصر محمد علي: تأليف د / أحمد عزت عبد الكريم / 174.

2ـ في ادب الأطفال: د / الحديدي / 241، وانظر الوثائق التاريخية لعصر محمد علي.

3ـ المصدر السابق /243، والحقيقة أن هناك قصائد نظمت من قبل شعراء سبقوا أحمد شوقي ولكنها في مضمونها متأثرة بالأفكار الغربية، انظر: شعر الأطفال في آخر الكتاب.

4ـ شوقي والطفولة: للدكتور سعد ظلام، مجلة كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، العدد الرابع، 1406هـ -1986م، ص6.

5ـ مقدمة الطبعة الأولى للشوقيات 1898م، طبعة الآداب، وانظر: أدب الأطفال / 242، وانظر: شوقي والطفولة: د / سعد ظلام / 6.

6ـ المصادر السابقة.

7ـ مقدمة الشوقيات.

8ـ انظر: شوقي والطفولة: د / سعد ظلام.

9ـ في أدب الأطفال / 242.

10ـ المصدر السابق / 257.

11ـ المصدر السابق / 258.

وفي هذا الكتاب أنشودة بعنوان (في طاعة الله والوالدين) يقول فيها:

١- أطع الإله كما أمر             واملأ  فؤادك  بالحذر

٢- وأطع اباك لأنه                رباك من عهد الصغر

٣- واخضع لأمك وارضها       فعقوقها  إحدى  الكبر

٤- فإذا مرضت فإنها             تبكي  بدمع   كالمطر

12ـ زكي مبارك - البلاغ في 8 / 9 / 1931، في أدب الأطفال/ 259.

13ـ د / مختار الوكيل في مقال نشره بجريدة منبر الشرق، في 4 / 10/ 1946م، والمصدر السابق / 260.

14ـ المصدر السابق / 261، وكتاب: أدب الأطفال ومكتباتهم: سعيد أحمد حسن / 36 وما بعدها.

15ـ في أدب الأطفال / 263، أدب الأطفال ومكتباتهم.

16ـ الطفل والشعر- ديوان كامل كيلاني للأطفال: إعداد عبد التواب يوسف / 9 ـ 10.

17ـ في أدب الأطفال /265 ـ 266، ديوان كامل كيلاني للأطفال / 17، أدب الأطفال ومكتباتهم: هيفاء شرايحة / 31، أدب الأطفال دراسة وتطبيق / 24.

18ـ في أدب الأطفال / 268، أدب الأطفال ومكتباتهم / 37.

19ـ في أدب الأطفال / 270، ولقد أنصفه الدكتور الحديدي، بينما تجاهله كثير من الكتّاب. وانظر: عبد التواب يوسف وأدب الطفل العربي / 34، فصل: عبد التواب يوسف وتطور الكتابة القصصية للأطفال: للدكتور عز الدين إسماعيل.

20ـ المصدر السابق.

21ـ انظر كتاب: عبد التواب يوسف وأدب الطفل، مع قائمة لإنتاجه الفكري، وله عشرات الكتب في أدب الأطفال، ونال عدداً من الجوائز على إنتاجه.

22ـ من الواضح أن لاتجاهات الدولة أثر في إبراز بعض الكتاب، والتغطية على آخرين، فمن الذين ذكروا كثير ممن له مئات الكتب المتنوعة للأطفال وربما يزيد إنتاجهم وتجويدهم عمّن أبرزوا، أو اختيروا للتفرغ في هذا المجال.

23ـ بحث في تجربة الكتابة للأطفال: روضة الفرخ الهدهد، مجلة المنهل، 446 ذو القعدة، وذو الحجة 1406هـ، تموز وآب 1986م، ص / 164 – 171.

24ـ ادب الأطفال - دراسة وتطبيق عبد الفتاح أبو معال، 25، أدب الأطفال ومكتباتهم: هيفاء شرايحة / 37، أدب الأطفال ومكتباتهم: سعيد أحمد حسن / 39 – 41، ومجلة المنهل العدد 446.

25ـ أدب الأطفال ومكتباتهم: سعيد أحمد حسن / 42.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.