المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الاهداف والبرامج التربوية  
  
2123   11:51 صباحاً   التاريخ: 20-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص64-66
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

 الاهداف والمقاصد :

إن التربية مطلوبة بنفسها، وذات هدف في الوقت نفسه. وينبغي على الاب ان يجعل الهدف نصب عينيه دائماً، ويدخل في هذا الهدف موضوع نشوء الطفل وتكشف الابعاد الانسانية في الشخصية وتوفير الحريات الاساسية وايجاد المناخ الملائم لاحترام حقوق الانسان.

على الاب ان يسأل نفسه عندما يهتم بتربية اولاده وبنائهم، ما هي افكاره في هذا الشأن والخطوات التي لا بد ان يسلكها؟ وبخلاف ذلك ستكون التربية غير هادفة ما لم تتخذ الخطوط الفكرية الرئيسة للاب وتتضح عنده الحقائق.

ولا توجد اية حاجة لتحديد اهداف عديدة ومعقدة كتلك التي تطرحها الانظمة والمناهج التربوية، لكن عليه ان يفهم بعض المواضع المهمة التي تمكنه من اتخاذ المواقف المناسبة عندما تواجهه الحوادث المختلفة.

ـ البرنامج التربوي :

لابد ان تقوم التربية في محيط الاسرة او المدرسة او المجتمع على برنامج واضح يشمل جميع الابعاد الحياتية والجوانب الفردية والجماعية المختلفة، وان يراعي هذا البرنامج القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

ينبغي ان نعلم الطفل امورا يستفيد منها مستقبلا في حياته الفردية والاجتماعية. وان تشمل هذه الامور الجوانب الدينية والاخلاقية والآداب والتقاليد الجيدة والفن والادب وقيمة المال والطرق الصحيحة للحصول عليه والمهن الشريفة ولقمة العيش والقوانين والاحزاب ومفهوم الحرية وغير ذلك.

ولابد لهذه التربية ان تهتم بتنمية طاقات الطفل واستعداداته حتى يتمكن من السير في طريق تكامله. وتقع على الاب ايضاً مسؤولية تنمية الفطرة والاخلاق والسلوك الوجداني النزيه. فالطفل لا يولد كاذباً او منافقا ابدا فيجب على الاب ان ينمي اخلاقه الحسنة ولا يسمح بتلوث قلبه وروحه فيزول صفاؤه ونقاؤه.

وهذا هو عمل الانبياء، فينبغي على الاباء ان يواصلوا هذا العمل (فبعث فيهم رسله، وواتر اليهم انبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم منسي نعمته ...)(1)

ـ اساليب وفنون التربية :

جدير بالأب ان يكون على علم بالأساليب التربوية فهو المسؤول عن تربية طفله وتعليمه. وبتعدد الاساليب والفنون التربوية، يجب ان تنصب الجهود في مجال التعليم على افضل وجه واكبر كمية ممكنة بفترة زمنية قياسية.

اما في المجال التربوي فلا بد ان تبذل الجهود في سبيل ايجاد تغييرات جذرية عند الاشخاص حتى يقتنعوا بما هو مطروح و يلتزموا به ويبتعدوا عن الاساليب المنحرفة ويشعروا بالندم عند القيام بها. وينبغي على الاب ان يعلم كيف يتعامل مع طفله وما هي القصة التي يسردها له وافضل اسلوب للتأثر بها.

فالطفل لا يعلم ابتداء أي شيء عن الحقائق الاخلاقية والسلوكية ولا بد ان يقوم الاب بتوضيح

هذه الحقائق من خلال سلوكه وعمله وينقل اليه التعاليم الاخلاقية. وتقع على الاب ايضا وظيفة ايجاد حالة التفكر لدى الطفل حتى يستخدم عقله واستدلاله المنطقي وليكون مهتما بمستقبله. والنتيجة فان الاب هو الاكثر نجاحا في مجال تربية ولده فيما لو عرب مسؤوليته واتقن ممارستها.

ـ ضرورة الاهتمام :

تحتاج التربية إلى اهتمام بالغ وحرص شديد ولا يكفي الزمن وحده في هذا المجال، بل لا بد من اليقظة والحذر. فالأب الواعي والمؤمن يضحي حتما من اجل تربية ولده و يا حبذا لو زاد على ذلك بتقييم نتائج مجهوداته.

ويدرك الاباء الذين يتصرفون بحكمة – حتى ولو كانوا اميين- انه لا يمكن ترك الطفل وشأنه لحاجة التربية إلى اهتمام كبير، وعليه ان يرضى بدخل منخفض في سبيل ان يوفر وقتاً أكبر لتربية اطفاله وليكون كالظل الذي يرافق الانسان اينما يذهب.

____________

1ـ نهج البلاغة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.