أقرأ أيضاً
التاريخ: 8/9/2022
2576
التاريخ: 13/9/2022
1481
التاريخ: 7/9/2022
692
التاريخ: 26-8-2019
1596
|
الانسياب الارضي وتأثيراته عملية الانسياب الارضي
يمكن النظر الى التجمد الدائم على أنه الظاهرة الاهم في مناطق هوامش الجليد، كما وأن الانسياب الارضي هو أخص العمليات الجيومورفولوجية وابعدها في تلك المناطق. ذلك أن تأثيراته، كما سنرى بعد قليل، في تطور ونمو منحدرات جوانب الوديان بعيدة المدى، كما أنه يستطيع ان يؤثر بطريق غير مباشر في معدل نحر النهر، ومن ثم في نمو الاودية النهرية بصفة عامة.
و أن الانسياب الارضي يقتصر حدوثه على الطبقة النشطة، أي في أثناء فترة الانصهار الجليدي، ويساعده وجود التجمد الدائم، الذي يمنع تصريف التربة، ومن ثم يحافظ على سيول المواد ذات الجليد المنصهر.
هذا وتنشط عملية الانسياب الارضي عوامل أخرى نشرحها في النقاط التالية:
1- في أثناء فترة التجمد الشتوي، يؤدي تكون الجليد الارضي الى تمدد الطبقة النشطة. وتتفتح وتتسع مسام التربة والحفر والثقوب التي تكتنفها بواسطة حبيبات الجليد وعدساته، ويضعف بذلك اندماج التربة الى حد كبير. ويسبب هذا التفكك في نسيج التربة، تصبح كل حبيبة مكونة لها مفردة، وقد غطيت بغشاء رقيق من المياه يعمل كمادة تشحيم، وذلك حين انصهار جليد الطبقة النشطة في فصل الربيع. وتبعا لذلك يتلاشى احتكاك الحبيبات ببعضها، ويصبح تحركها تجاه أسفل المنحدر سهلا ميسرا.
وقد دلت التجارب على ان عملية الانسياب الارضي النشطة تتركز على الخصوص في الجزء الاول من فصل الانصهار. وإذا ما حدث وجفت طبقة التربة أثناء فصل الصيف، فإن عملية الانسياب الارضي لا تتجدد حتى ولو سقطت أمطار غزيرة، ونجرى ترطيب التربة، وذلك لان التربة تكون قد عادت الى الاندماج مرة أخرى.
2- يستطيع الجليد الارضي بذاته المعاونة بطريق مباشر في تحريك المواد المفتتة نحو حضيض المنحدر.
ذلك ان تكون الجليد قرب سطح التربة يؤثر في رفع الاحجار الصغيرة الى أعلى في اتجاه عمودي على المنحدر، وحينما يحدث الانصهار، تسقط تلك الاحجار رأسيا، وتبعا لذلك فإن تلك الاحجار تتحرك او تنتقل من مكانها قليلا نحو حضيض المنحدر مع كل دورة تجمد وانصهار. ويحدث انتقال للأحجار الصغيرة على نطاق واسع حيثما كثرت اسافين الجليد وعدساته، فتتحرك فرشات الاحجار والجلاميد الزاوية، كما تتحرك هوامش الاكاليل الحجرية والاشرطة الحجرية نحو اسافل المنحدرات.
وقد لا يكون مثل هذا التحرك من صميم الانسياب الارضي بمعناه الدقيق، ذلك لأن هذه العملية تتضمن تحريك قسم كبير من المواد الناعمة. ومع هذا فإن عمليات الانسياب الاري الحقيقية تؤثر ولا شك في المواد غير المتجانسة، وان تدفق المواد الناعمة يؤدي الى نقل الحطام الصخري الخشن نحو حضيض المنحدر، سواء وجد هذا الحطام ضمنه كتلة المواد المتحركة، أو كان طافيا فوق سطحها. وحينما يحدث التحرك بهذه الكيفية، تكون له نتيجة مهمة تتمثل في توجيه كل من الاحجار المتحركة بحيث يكون محورها الاكبر في نفس اتجاه تدفق الانسياب الارضي.
ويتباين معدل الحركة الفعلية للانسياب الارضي بعض الشيء، وذلك للأسباب الآتية:
1- طبيعة الحطام الصخري محل التأثير.
2- درجة انحدار المنحدر. فعلى الرغم من أن عملية الانسياب الارضي تحدث فوق منحدرات هينة جدا، حتى لتتدنى درجة الانحدار الى 3 أو 2، فإنه من الواضح ان الانسياب الارضي يكون أكثر نشاطا وفاعلية حينما تزيد درجة الانحدار عن ذلك.
3- وجود الغطاء النباتي يقوم بتثبيت التربة او عدم وجوده.
4- المحتوى المائي في التربة.
5- نوع او نمط حركة التربة.
وبالنسبة لنمط حركة التربة، ينبغي ان نشير الى أن الانسياب الارض يمكنه ان يؤثر بشيء غير قليل من التناسق في طبقة التفات الصخري التي تغطي كل المنحدر، لكنه قد يتركز فقط على امتداد خطوط محدودة معلومة، مثلما يحدث للطين الدقيق الحبيبات الذي يفصل بين الاشرطة الحجرية. وغالبا ما تأخذ الحركة شكل انزلاقات محلية مفاجئة او هيئة تدفقات طينية سريعة، خصوصا إذا ما كان محتوى التربة من المياه كبيرا جدا.
وقد تبين من مختلف القياسات التي أجريت على حركة الانسياب الارضي، أن معدلاتها السنوية تتراوح بين 2-5 سم، وذلك فوق المنحدرات المتوسطة الانحدار، اي التي تتراوح درجات انحدارها بين 10-15 درجة. ولقد تبدو هذه المعدلات لسرعة حركة الانسياب الارضي غير عالية جدا، لكنها تبدو مرتفعة جدا لو قارناها بمعدلات سرعة حركة زحف التربة التي لا تزيد على 2 ملم كل سنة.
ويقدر ان عملية الانسياب الارضي يمكنها ان تحرك المواد بسرة تبلغ عشرين مثلا لأكثر حركة للمواد وشيوعا في المناطق المعتدلة الرطبة في وقتنا الحالي. وينبغي ان نأخذ هذه الحقيقة في الحسبان حينما نعتبر تأثيرات العمليات الجيومورفولوجية الحالية في مناطق هوامش الجليد في نمو وتطور البيئة الطبيعية في هذه المناطق. هذا وقد تزداد سرعة حركات الانسياب الارضي محليا الى أكثر من ذلك، فلقد تتحرك ألسنة من المواد حين انصهار جليد التربة بسرعات تتراوح بين 10-15 سم في السنة بل قد تفوق ذلك في بعض الحالات.
هذا وينبغي ان نشير الى عملية الانسياب الارضي لا تؤثر بالضرورة في جميع أجزاء الطبقة النشطة، لكنها تتركز عادة في المستوى العلوي منها الذي يبلغ سمكه نحو 50 سم. والسبب في ذلك أنها أثناء التجمد الشتوي يعظم تكوين الجليد الارضي في المستوى العلوي من التربة، وهو الذي يؤدي الى شدة خلخلة التربة وتفككها وتشحيم مكوناتها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|