المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

القيمة القانونية (الملزمة) لمستندات قبل التعاقد
14-3-2017
Reduplication: morphophonemics
2024-04-27
المعرب والمبني
15-10-2014
اللارنين antiresonance
16-11-2017
Hematopoiesis
16-5-2016
الدولة القتبانية(1100- 25ق.م، تقريبا)
14-11-2016


المجتمع الملوث بالذنوب  
  
1438   01:35 صباحاً   التاريخ: 10/9/2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص67 ـ 68
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

لا شك أن مجتمعاتنا اليوم مصابة بأنواع من الانحرافات الروحية، مرتطمة في بحر من المفاسد النفسية، وقد تقهقرت في أخلاقها بمقدار ما تقدمت في تأمين وسائل الحياة لنفسها، وهي بمرور الأيام تزداد اسقاماً ملأت محيط الحياة آلاما قاتلة. فالذين سعوا في سبيل الفرار من الآلام سعياً حثيثا تراهم قد آل أمرهم في النهاية إلى التورط في الآثام وإلى اللجوء إلى أحضان الرذائل، كي يخففوا عن أنفسهم الآلام الروحيّة ويقللوا القلق والاضطراب، وهيهات أن تشع شمس السعادة النيرة في حياة هؤلاء. 

وكأنما تحرر آحادهم عن جميع القيود والشروط، وجعلوا يتسابقون في الانحطاط والسقوط، ونحن إذا لاحظنا جيداً رأينا أنهم يستعملون وسائل التقدم المتزايدة يوماً بعد يوم في ضد ما وضعت له، وقد أصبحت المظاهر المادية محور المنى والآمال، وأصبح ظلام الآثام مضللاً على هذا المجتمع. 

فيا ليتهم كانوا يصرفون جزءاً من هذه الثروة الطائلة التي يصرفونها في الضلال والضياع، في توسعة نطاق الأخلاق، والقوانين الأخلاقية ثابتة لا تقبل التبديل، ومع ذلك فهي دائما في معرض التغيير والتحول، تبدو كل يوم في شأن. وواضح من دون بيان أنه ما لم تصبح الفضيلة مقياس الشخصية في مجتمع ما فإن الأفراد في ذلك المجتمع سوف لا يلتفتون إليها أبداً، بل أنهم يتأثرون بالعقل الجماعي في بيئتهم فيتبعون كل ما أقبل عليه الآخرون من دون أن يفكروا في عواقبه السيئة. وينبغي أن نعلم من هنا ان المدنية والحضارة الحديثة لا تستطيع أن توجد الأخلاق الفاضلة الصحيحة، ولا تقدر على أن تضمن سعادة المجتمع وصلاحه. يقول العالم الفرنسي الدكتور كارل: (إننا بحاجة إلى عالم يقدر فيه كل واحد منا على أن يجد لنفسه المكان المناسب في الحياة، ولا يفرق فيه بين المادة والمعنى، فنعلم كيف نعيش، إذ أنا قد علمنا الآن أن السير في درب الحياة بدون دليل أمر خطير والعجيب أن التفاتنا إلى هذا الخطر كيف لم يبعثنا على السعي في سبيل تحصيل الوسائل للعيش المعقول في هذه الحياة والحقيقة أن الذين يلتفتون الآن إلى هذا الخطر عدد قليل من الناس، وأن القسم الأعظم منهم يعيشون في اتباع أهوائهم وهم مهما وفرت لهم التكنولوجيا المادية من وسائل الحياة في سكر عظيم، ولا يرضون بأن يدعوا بعض هذه المزايا الحضارية والمدنية. إن الحياة اليوم أصبحت كمياه نهر عظيم تسربت إلى منحدر من الأرض، فهي تنحدر خلف آمالنا وأمانينا وبالتالي تجر إلى أقسام من الانحطاط والفساد، لإرضاء الأمنيات والمنافع الشخصية العاجلة والأفراح، إن الناس قد أوجدوا لأنفسهم حوائج جديدة وهم يسعون جادين في سبيل سد هذه الحوائج وهناك إلى جانب هذه الحوائج والأميال اهواء أيسر استجابة من هذه الحوائج يفرح بها الناس فرحاً عاجلاً كالغيبة، واللغو، والسفسطة ... وهي أضر عليهم من الكحول).

إن إحدى المفاسد الاجتماعية التي نبحث عنها هنا هي الغيبة. ولسنا بحاجة إلى أن نوضح معناها الاصطلاحي، فإنه يدرك معناها كل عالم وجاهل بكل سهولة ويسر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.