المناخ:

وهو يؤثر في الاهمية النسبية لمختلف أنواع التجوية. فالتجوية الميكانيكية تسود في الاقاليم الجافة، حيث يعظم التباين الحراري بين النهار والليل، وفي الاقاليم الباردة حيث يشتد فعل الصقيع بواسطة تتابع التجمد والانصهار. بينما يسود فعل التجوية الكيميائية في الاقاليم الرطبة سواء كانت معتدلة او حارة، وان كان تأثيرها يشتد كلما ارتفعت الحرارة، ذلك ان كثافة التفاعل الكيميائي تتضاعف مع كل ارتفاع في درجات الحرارة مقداره 10 درجة مئوية.

ويمكننا، من وجهة نظر التجوية، تقسيم مناخات العالم بصورة مبسطة للغاية الى خمسة انماط رئيسية:

- المناخات الرطبة المدارية:

تتعاون الحرارة المرتفعة والامطار الغزيرة، سواء كانت موسمية او معظم العالم او كله، في أحداث تجوية كيميائية غاية في النشاط والكثافة. وإذا ما استثنينا  المنحدرات الشديدة حيث تنشط التدفقات الطينية والانزلاقات الارضية، نجد غالب المواد المجواه تبقى في مكانها، خاصة في مناطقة الغابات المدارية، حيث تعوق جذور الاشجار زحف المواد وتمنع حركتها.

وحتى الصخور التي توص عادة بأنها عظيمة المقاومة للتجوية، كالصخور النارية الحامضية، تتحلل الى عمق كبير يصل الى نحو 30 مترا، بل قد يصل العمق في بعض الحالات الشاذة الى 100 متر. وقد لا يضطرب استقرار الصخر الذي اصابته التجوية الا قليلا، وتبقى المعادن المجواة وغير المجواة في أماكنها في الصخور المتهالكة. وتحتوي الطبقة الصخرة المجواة في العادة على كتل صخرية لم تتأثر بالتجوية (تعرف بأحجار القلب  Corestone أو الحشايا Woosacks) التي قد تظهر على السطح حينما تتمكن عوامل التعرية من ازالة ما يحيط بها من رواسب.

ومن بين أهم خصائص التجوية في الجهات المدارية ونجود حدود. فاصلة سفلى حادة بين الطبقة المجواة والاساس الصخري. ويعرف الحد الذي يفصل بنيهما باسم سطح التجوية القاعدي Basal Weathering Surface ويكون هذا السطح في العادة وعرا غير منتظم، فتظهر فيه منخفضات او أحواض Basins حيثما يكون الصخر كثير الفواصل فيشتد تأثيره بالتجوية، أو حيث تكون معادن الصخر غير ثابتة كيميائيا، بينما تبرز في السطح ربى وآكام قبابية الشكل Domical Rises حينما كان الصخر مقاوما لعلميات التجوية.

ويتضاءل فعل التجوية الميكانيكية في المناخات المدارية الرطبة، وهو ينعدم تقريبا في مناطق الغابات الاستوائية والمدارية المطيرة، حيث يكون الصخر الصلد مدفونا أسفل غطاء سميك من الرواسب المجواة، ومن النبات النامي الكثير والنبات المتساقط المتعفن، فلا يتأثر بالتغيرات الحرارية الجوية. اما في أراضي السفانا فإن تأثير التجوية الميكانيكية يأتي في مرتبة ثانوية، حيث تؤثر تجوية الاشعاع الشمسي في أسطح الصخور المكشوفة على واجهات الحافات الصخرية والجبال الجزيرية Inselberge وفيما عدا ذلك نرى الاراضي متأثرة الى عمق كبير بالتجوية الكيميائية، وبالتقشر Exfoliation الذي تسببه غزوات التجوية الكيميائية على طول الفواصل الشريطية Sheer Joints .