المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الإمام علي (عليه السلام) وأهل الكتاب
2024-11-22
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19

مرحلة ما قبل الاقتران
2024-09-25
مسؤولية الأب في تربية الابناء
12-1-2016
عمليات الخدمة الزراعية للبصل
2024-11-19
القانون الدولي التقليدي
22-3-2017
استبيان الاخبار
26-9-2019
الظروف الجوية الملائمة لزراعة البابايا (الباباظ)
2023-08-28


التوفيق والخذلان  
  
1504   08:13 صباحاً   التاريخ: 25-8-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص147 ـ 150
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-12-2017 2394
التاريخ: 20-5-2018 1991
التاريخ: 15-1-2021 2182
التاريخ: 21-4-2016 2445

إن موالاة أولياء الله بالتأسي بهم والاقتداء ومعاداة أعداء الله برفض أخلاقهم وأعمالهم عامل من عوامل التوفيق لمزيد من طاعة الله وهدايته واستنزال رحمته ولطفه وبركته حيث قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف: 96]، وما يساعد على استحصال مزيد الرضا الإلهي والثبات على ولاية أولياء الله هو دوام الذكر والعبادة حيث قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: 56]، ويحذرنا من الغفلة عن الذكر بالأموال والأولاد حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[المنافقون: 9].

وان ذكر الله هو سلاح ضد الأعداء وهو خير الأعمال حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من الدينار والدرهم، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتقتلونهم ويقتلونكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله كثيراً (الوسائل: ج7، ص156، ح8992).

وذكر الله شفاء حيث قال: (عليكم بذكر الله فإنه شفاء)، حيث ورد في دعاء كميل (يا من اسه دواء وذكره شفاء) وان الذكر يطرد الشيطان حيث قال علي (عليه السلام): (ذكر الله مطردة الشيطان) (غرر الحكم: ص188، ح3614) وان الله يتولى رعاية وهداية الذاكرين المخلصين حيث ورد في الحديث  القدسي: (أيما عبد اطلعت على قلبه ورأيت الغالب عليه التمسك بذكري، توليت سياسته وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه) (البحار: ج90، ص162)، وقال: (الذكر نور العقول وحياة النفوس وجلاء الصدور)(غرر الحكم: ص189، ح3634)، (الذكر يؤنس اللب وينير القلب ويستنزل الرحمة)، (من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق) (من أكثر ذكر الله أحبه) لذلك فإن الإمام علي (عليه السلام) يحلف على الله في دعائه أن يرزقه ذكره حيث يقول في دعاء كميل: (أسألك بحقك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك أن تجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة وأعمالي عندك مقبولة أو يدعو كذلك ليرزقه التوفيق لطاعته والتأسي برسوله العمل بكتابه حيث يقول: (اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك، وارزقني طاعتك وطاعة رسولك، وعملا بكتابك) (كنز العمال: ج2، ص184، ح3655)، لذلك كان الذاكر لله أكرم الخلق على الله حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله)، حيث سئل من أكرم الخلق على الله؟ قال: أكثرهم ذكرا لله وأعملهم بطاعته (الوسائل: ج7، ص156، ح8993) وان الذاكر لله مجاهد ومقاتل يعطى أجر المجاهدين حيث قال: (الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين) (الوسائل: ج7، ص165، ح9021)، وان الذاكر لله في أمان الله من البلاءات ومن الشيطان ومن الأعداء حيث قال الصادق: (إن الصاعقة لا تصيب ذاكراً لله عز وجل) (الوسائل: ج7، ص161، ح9008).

ويكون الذكر حاجزاً عن المعاصي حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله): (أوحى الله إلى نبي من أنبيائه ابن آدم اذكرني عند غضبك، أذكرك عند غضبي) (البحار: ج72، ص421، ج50).

وورد عن الإمام علي (عليه السلام): (الذكر ذكران: ذكر عند المصيبة حسن جميل، وأفضل من ذلك ذكر الله عندما حرم الله عليك فيكون ذلك حاجزا) (البحار: ج75، ص55، ح110)، وان الطاعة لله هي ذكر وعبادة حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله): (من أطاع الله عز وجل فقد ذكر الله وان قلت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ومن عصى الله فقد نسي الله وان كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن (الوسائل ج15، ص256، ح20439)، وأما نسيان ذكر الله فهو سبب للخذلان الإلهي والابتعاد عن تولي أولياء الله ومعاداة أعداء الله حيث يعبر عن كل أمر يدعوا إلى نسيان الذكر والعبادة من رؤية المشاهد المحرمة وارتكاب الذنوب والمعاصي وغيرها بأنه من الميسر حيث قال الإمام الرضا (عليه السلام)، كل ما ألهى عن ذكر الله فهو من الميسر (البحار: ج17، ص216) وانه من إبليس حيث قال علي (عليه السلام): كلما إلهي من ذكر الله فهو من إبليس (مجموعة ورام: ج2، ص170)، وان ارتكاب المعاصي والذنوب علامة الخذلان لأنها تصد عن ذكر الله حيث قال علي (عليه السلام) (ليس من المعاصي أشد من إتباع الشهوة فلا تطيعوها فتشغلكم عن ذكر الله (غرر الحكم: ص190)، وأن علامة الخذلان أيضاً الاشتغال بذكر الناس وعيوبهم فتشغلهم عن ذكر الله حيث قال علي (عليه السلام): (من اشتغل بذكر الناس قطعه الله سبحانه عن ذكره) (غرر الحكم: ص190)، وكذلك كثرة الشبع من متاع الحياة الدنيا وملكها والانهماك في السعي وراءها أيضا من علامة الخذلان الالهي لأنه ينسي ذكر الله حيث قال الإمام زين العابدين (إن قسوة البطنة وفترة الميلة وسكر الشبع، وغرة الملك مما يثبط ويبطئ العمل وينسي الذكر (البحار: ج75، ص128)، وفيما ناجى الله تعالى موسى.. يا موسى لا تنسني على كل حال ولا تفرح بكثرة المال فإن نسياني يقسي القلوب ومع كثرة المال كثرة الذنوب والأفضل أن يكون الذكر خفياً لأن صدقة السر أفضل من صدقة العلن بـ 70ضعفاً، حسب ما ورد في الحديث.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.