الحرب العالمية الأولى

برزت أول حاجة رسمية ملحة للجغرافيا العسكرية في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى؛ إذ ساعد الجغرافيون الأمريكيون في البداية بجهود الحرب من خلال تقديم أوصاف خطية للتضاريس الطبيعية المحيطة بمعسكرات التدريب الرئيسية المنتشرة عبر البلاد. وتمت بعد ذلك طباعة هذه الأوصاف على الوجه الخلفي لخرائط التدريب، واستخدمت في تعليم القادة والجنود المهارات الأساسية لتحليل التضاريس. أما التركيز الجغرافي في ذلك الحين، وخلال الحرب، فقد انصب على الجوانب الجغرافية الطبيعية لساحة المعركة، التي تم تصويرها في المقام الأول ميدانا للقوات البرية. وقد شاركت مجموعة من 51 عضوا من أعضاء اتحاد الجغرافيين الأمريكيين في الحرب العالمية الأولى و/ أو في مؤتمر السلام الذي تلاها (1993Martin and James) . بصرف النظر عما إذا كانوا قد عملوا في الخدمة العسكرية أو المدنية، أو أجروا أبحاث أكاديمية، فقد كان التركيز منصبا في تطبيق المبادئ والمعرفة الجغرافية على حل مشكلات الجيش في زمن الحرب. وقد نشر جونسون (1917 Johnson) كتاب بعنوان الطبوغرافيا والاستراتيجية في الحرب، ولكن كتابه اللاحق بعنوان ساحات معارك الحرب العالمية، الجبهتان الغربية والجنوبية: دراسة في الجغرافيا العسكرية (1921 Johnson)، فقد اشتهر على نطاق واسع بوصفه كتابا عن الجغرافيا العسكرية مقتبسة من سنوات الحرب. أما التأثير الثابت للحرب العالمية الأولى على الجغرافيا العسكرية، فينحصر في تركيز هذا الفرع المعرفي على المشكلات العسكرية في زمن الحرب.