المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



إبدأ من الحد الأدنى  
  
1415   09:43 صباحاً   التاريخ: 13-8-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص72ــ77
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

الحياة قائمة على الالتزام الخلقي بين الناس، والحد الأدنى من هذا الالتزام يتحقق في أحد أمرين:

الأول: الالتزام ولو بشكل نسبي بمجمل المفردات الأخلاقية؛ أي الالتزام بشيء من الصدق، وشيء من الوفاء، وشيء من الكرم، وشيء من الشجاعة، وشيء من العطاء، وشيء من المروءة..

الثاني: الالتزام المطلق بمفردة أخلاقية واحدة على الأقل.

فلكي نعيش مع الناس، ويستمر المجتمع متماسكاً لابد أن يتحقق نوع من الالتزام ولو جزئياً بالفضائل الأخلاقية، أو الالتزام المطلق بواحدة من مفرداتها.

أما عدم تحقق الأمرين، فإنه سيؤدي إلى تفكك المجتمع، وانفراط العلاقة بين أفراده، إذ كيف يمكن أن يتعايش أشخاص لا يلتزمون بالحد الأدنى من الأخلاق الحميدة؟

وكيف يمكن التعامل مع من لا يلتزم إطلاقاً بالوفاء، والصدق، والمروءة وأمثال ذلك..؟

وقد يقول البعض: إن التحلي بكل المفردات الخلقية لن يتم إلا في الجنة، فكيف نُطالَبُ به في الدنيا؟

والجواب: إن هذا صحيح، إلا أننا لم نطالب بالالتزام المطلق بالأخلاق وإنما طالبنا بالالتزام النسبي، وهذا يعني إن عدم إمكانية الالتزام المطلق بالأخلاق في الدنيا، لا يمنع السعي للسمو نحو المعالي، وتحقيق مرتبة من مراتب الأخلاق السامية، فمن دون الأخلاق لا يمكن خلق المجتمع الفاضل.

ونحن نرى أن أغلب المجتمعات التي وصلت إلى الحضارة إلتزَمَت بنسب معينة من المفردات الأخلاقية، وتطورت حياتهم بنفس تلك النسبة التي التزموا بها، وكلما اشتدّ الالتزام كلما زادت نسبة التطور لديهم.

وقد يسأل البعض: ترى، لو أن المجتمع إلتزم بمفردة أخلاقية واحدة بشكل كامل، ثم تجاوزت بقية المفردات، فهل سيكون ذلك نافعاً؟

والجواب: بالطبع سيكون الأمر كذلك، لأن التحلي بأية صفة أخلاقية وإن كانت واحدة، فإنه يجر إلى الالتزام بالمفردات الأخلاقية الأخرى، لأن الصفات الأخلاقية مرتبطة بعضها بالبعض الآخر بشكل طبيعي.. فالكرم مرتبط بالمروءة. والعطاء مرتبط بالرجولة. والوفاء مرتبط بالصدق.. وهكذا.

وكما يقول الإمام علي عليه السلام: «إذا كان في الرجل خلة رائعة فانتظر أخواتها»(1).

فهل يمكن أن يكون المجتمع ملتزماً بشكل كامل بصفة الصدق من دون أن يكون ذلك المجتمع ملتزماً بالوفاء أيضا؟

بالطبع.. كلّا.

إذن التحلي بصفة خلقية واحدة سيؤدي بالتالي إلى الالتزام بباقي الصفات الخلقية.

ثم إن الأخلاق تنبع من ذات الإنسان، فمن كانت نفسه عذبة، وكانت نيته حسنة، وقلبه طاهراً، وعقله مضيئاً فإنه سيلتزم بمحاسن الأخلاق، وجميل الصفات، ويكون نموذجاً لكل الفضائل. غير أن ذلك وحده لا يكفي ، بل لابد من توفر التربية الحسنة تماما.

كما أنه لكي يأتي النبات صالحاً فلابد أن تكون النواة سليمة ، والأرض صالحة أيضاً.

من هنا فإن من يتربى تربية حسنة، ويتغذى غذاء عقلياً جيداً، فسوف يكون بداية مجتمع صالح، لأن الأرض الطيبة يخرج نباتها طيباً. والذي خبث لا يخرج إلا نكداً.

أما الذي يتربى في أحضان الفاسدين فلا يمكن أن يتمتع بطيب الخلق، وحسن الصفات. فربما يكون شجاعاً، ولكنه لا يضع شجاعته في خدمة العدل والدفاع عن المظلومين، بل يضعها في خدمة الظالمين. وليس هناك منطقة وسطى بين السواد والبياض، فمن يملك صفة أخلاقية واحدة بشكل عصامي، يكون حاملاً لبقية الصفات ولكنها مختبئة فيه، وتحتاج إلى من يظهرها، ويخرجها.

ومعاشرة أهل الفضائل تخرج المكنون من الصفات الجميلة، بينما معاشرة أهل الآثام تخرج المكنون من الصفات السيئة، ولذلك يجب على كل إنسان أن يتجنب معاشرة الأشرار، ويتجه نحو أهل الخير، ليحلق في سماء الفضائل.

__________________________________

(١) بحار الأنوار، ج ٦٩، ص ٤١١. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.