أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2018
17796
التاريخ: 26-7-2017
1465
التاريخ: 4-6-2017
1643
التاريخ: 1-04-2015
2511
|
لا ريب ان مفهوم المحاكاة عند ارسطو يختلف عن مفهوم "افلاطون" اختلافاً جوهرياً نابعاً من اختلاف النظرة الفلسفية ، فأفلاطون اصلاً كان ذا نزعة صوفية غائية، بينما كان ارسطو ذا نزعة عملية تجريبية، ومن ثم فلم يذعن ارسطو لنظرية استاذه في المثل، حقاً لقد ذهب ايضاً إلى ان الفن محاكاة ولكنه لم يقرن نظرية المحاكاة بنظرية المثل فيكبل الفن بقيود الفلسفة، فالشعر محاكاة للطبيعة حقاً، ولكن الطبيعة ليست محاكاة لعالم عقلي، والشاعر انما يحاكي الطبيعة بعد ان يفهمها على نحو متكامل منظم واذا كانت المحاكاة عند افلاطون نظرية فلسفية فأنها عند "ارسطو" نظرية فنية، فالشاعر ليس حامل مرآة ينظر إلى مظاهر الأشياء فيها، وانما هو يحاكي ما يمكن ان يكون لا ما هو كائن ولذا فإنه يفضل المؤرخ في هذا المجال لأنه يسمو على الجزئيات الكائنة، ويقترب من الكليات الممكنة، اي من الفلسفة، فهو أقرب إلى الفيلسوف منه إلى المؤرخ في نظريته إلى الطبيعة، يقول ارسطو : (ان عمل الشاعر ليس رواية ما وقع ، بل ما يجوز وقوعه، وما هو ممكن على مقتضى الرجحان أو الضرورة فإن المؤرخ والشاعر لا يختلفان بأن ما يرويانه منظوم أو منشور، (فقد تصاغ أقوال "هيرودوتس" في أوزان فتظل تاريخاً سواء وزنت أم لم توزن ) بل هما يختلفان بأن أحدهما يروي ما وقع على حين أن الآخر يروي ما يجوز وقوعه، ومن هنا كان الشعر أقرب إلى الفلسفة، وأسمى مرتبة من التاريخ ، لأن الشعر أميل إلى قول الكليات على حين أن التاريخ اميل إلى قول الجزئيات)(1) ويشرح الناقل الفرنسي "غويو" ما يريده ارسطو قائلاً: (لئن كان العالم يكتب تاريخ الكون منفصلاً دقيقاً، فإن الشاعر يكتب اسطورة هذا العالم ان صح التعبير والاسطورة وثيقة من وثائق التاريخ، وكثيراً ما تكون أصدق من التاريخ، أو كما يقول ارسطو أكثر فلسفية من التاريخ)(2) وظاهر ان ارسطو أيضاً يضع الفلسفة في المقام الأول، فيقيس الفنون بحسب قربها من ذلك المقام ولكنه يختلف عن "افلاطون" في انه جعل للشعر مقاماً علياً إلى جوار الفلسفة، ولم يجعله في الدرك الأسفل بعد الصانع، لأنه لم يكن ينظر إلى الشعر نظرته إلى مرآة تعكس أشباح الأشياء، وانما كان ينظر إليه رؤيا تميط لثام الظواهر عن روح الطبيعة وجوهر الأشياء لتستلهم منها صورة مثالية للطبيعة ذاتها، ولقد قال "ديدرو" فيما بعد: (ان الفنان لا يحاكي الطبيعة ولكنه يجملها . . . فالفن يجمل الطبيعة، ويبدو كأنه يضرب المثل كي تحاكيه الطبيعة ولا يحاكيها، والفنان لا يقتصر على رسم الواقع المباشر لظواهر الأشياء ولكنه يعبر عما هو جوهري فيها)(3).
ويبدو أن
"ارسطو" لم يكن يزدري المحسوسات ــ شأن "افلاطون" وانما كان
إيمانه كما يقول الدكتور شوقي ضيف " (يقف غالباً عند المحسوسات، ولذلك ذهب
بعد الشعر ضرباً من ضروب المحاكاة، ولكنها ليست المحاكاة التي تطابق الأصل تمام
المطابقة، وأيضاً فإن الطبيعة لا تحاكي شيئاً وراءها، وصور كيف ان محاكاة الشعر
للطبيعة تبدل وتغير فيها) (4).
وهكذا فجوهر الفن
عند "ارسطو" إذن هو محاكاة الطبيعة، وانما تختلف الفنون في وسيلة
المحاكاة، وفي هذا المجال ايضاً تظهر ملاحظة ارسطو القيمة في صلة الشعر بالفنون،
هذه الصلة التي نجمت عن مفهومه القائل: ان المحاكاة تجاوز المظهر إلى الجوهر،
فالشعر ، والرسم ، والموسيقى، والرقص فنون تحاكي الأفعال والمشاعر الانسانية أكثر
مما تحاكي الأشياء، وانما تختلف في وسائلها وطرائقها، والحق أن ربط الشعر بالموسيقى
خصوصاً يوضح تماماً كيف ان الشعر لا يحاكي الظاهر المحسوس فحسب، لأن الموسيقى اكثر
الفنون تجرداً عن محاكاة الحواس من حيث تعبيرها عما يختلج في اعماق النفس، وكان ينبغي
أن يكون الشعر كذلك، لولا أنه ــ لأمر ما ــ قرن بالتصوير لا بالموسيقى فأصبح يعني
بالشكل دون المعنى، وبالمظهر دون الجواهر، يقول الدكتور شوقي ضيف أيضاً: (الشعر
اذا قيس بالفنون لا يقاس بالتصوير بالذي يقد تظهر فيه شبهة المحاكاة المطابقة
للأصل، انما يقاس بالرقص والموسيقا ونحن نعرف كيف يغاير الراقص والموسيقار في محاكاتهما
للطبيعة، وعلى شاكلتهما يغاير الشاعر في محاكاته ومعنى ذلك ان الشعر ليس محاكاة
مختلفة عن محاكاة اخرى، او محاكاة بالواسطة لفكرة المثل، هو محاكاة ولكنها محاكاة
للطبيعة تقف عندها ولا تتعداها إلى شيء وراءها ، وهي ليست محاكاة آلية إذ فيها
تظهر مواهب الشاعر وافكاره وخيالاته كما نقول نحن الآن، او هي محاكاة تماثل محاكاة
الرقص والموسيقى كما كان يقول "ارسطو"(5).
ثمة فارق جوهري
اذن بين محاكاة افلاطون ومحاكاة "ارسطو". فعلى حين ذهب
"افلاطون" إلى أن الشاعر كالمصور في ملاحظة مظاهر الأشياء. ذهب
"ارسطو" إلى أنه كالموسيقى في ملاحظة معاني النفوس. وكالراقص في ملاحظة
الافعال وهما لا يصوران وانما يعبران. وذلك ما يقرب الشعر من عالم النفس وينأى به
عن عالم الحس، يقول "ارسطو": (فشعر الملاحم، وشعر التراجيديا، وكذلك
الكوميديا، والشعر الدثورامبي، واكثر ما يكون من الصفر في الناي، واللعب بالقيثار
ــ كل تلك بوجه عام انواع من المحاكاة، يفترق بعضها عن بعض على ثلاثة انحاء: إما
باختلاف ما يحاكي به أو باختلاف ما يحاكى او باختلاف طريقة المحاكاة، فكما ان من
الناس من انهم ليحاكون الاشياء ويمثلونها بحسب ما لهم من الصناعة أو العادة بالوان
وأشكال، ومنهم من يفعل ذلك بواسطة الصوت، فكذلك الامر في الفنون التي ذكرناها
فجميعها تحدث المحاكاة بالوزن والقول والإيقاع أما بواحد منها على الانفراد، أو
بها مجتمعة، فالإيقاع والوزن ــ مثلاً ــ يستعملون وحدهما في الصف في الناي، وصنعة
الضرب على القيثار، وما قد يكون من صنائع لها مثل قوتهما كصفارة الراعي، والوزن
وحده ــ بغير ايقاع ــ يستخدم في الرقص، فان الرقص ايضاً يحاكي الخلق والانفعال
والفعل بوساطة الاوزان الحركية. اما الصنعة التي تحاكي باللغة وحدها ــ منثورة أو
منظومة ــ فلم يعرف لها اسم حتى الآن) (6).
ويبدو أن
"ارسطو" تريث في تسمية الصنعة التي تحاكي باللغة وحدها ــ منثورة أو
منظومة ــ وهي صنعة الشعر، لأنه وجد الناس لا يميزون بين أنواع الشعر على أساس
المحاكاة، وانما على اساس الوزن فهم (لا يرجعون في تسمية هؤلاء وأولئك شعراء إلى
المحاكاة، بل إلى العروض دون تمييز بين محاك منهم وغير محاك، حتى لقد جرت عادتهم
انه إذا وضعت مقالة طبية او طبيعية في كلام منظوم سموا واضعاً شاعراً، على أنك لا
تجد شيئاً مشتركاً بين "هوميروس" وأمبدوكليس" ما خلا الوزن بحيث
يحق لك ان تسمي الأول منهما شاعراً، أما الثاني فيصدق عليه اسم
"الطبيعي" أكثر من اسم الشاعر") (7). وفضلاً عن ان هذا
الكلام يعني أن الوزن ليس هو جوهر الشعر ولو اشتمل على العروض، وانما جوهره
المحاكاة، فإنه يعني أيضاً أن الشعر انما يقرن بالفنون التي تحاكي بالصوت (الوزن
والقول والايقاع) كالرقص والموسيقا، ولا يقرن بالفنون التي تحاكي بالشكل واللون
كالنحت والتصوير، وان كانت الفنون جميعاً تروم المحاكاة، وطبعاً فإن موضوع
المحاكاة يختلف تبعاً لطبيعة الفن، فالموسيقا مثلاً تحاكي المشاعر، والرسم يحاكي
الأشياء، أما الشعر فيحاكي الافعال.(8) ولا ريب أن تفضيل ارسطو للشعر
الملحمي لا يعني اغفال الشعر الغنائي، ونظرية المحاكاة عنده لا تخص في جوهرها
نوعاً معيناً من انواع الشعر وان كان هو يؤثر ــ تبعاً لاتجاه الحضارة الاغريقية
ــ الشعر الملحمي لما ينطوي عليه من محاكاة جوهر الفعل الانساني ولا سيما ان
(الفعل هو روح الشعر عند ارسطو)(9).
والحق ان تفضيل
الشعر الملحمي لما ينطوي عليه من محاكاة الفعل يفضي بنا إلى مسألة جوهرية في تاريخ
الشعر، وهي معرفة غاية المحاكاة في الشعر: أهي الذات أم الموضوع؟ وذلك في مقابل
المسألة السابقة عن المحاكاة بين المظهر والجوهر؟ يلاحظ بادئ ذي بدء ان الاغريق
كانوا قوماً ذوي عناية بالغة بالتربية الخلقية، فلم يتصوروا قط شعراً ينصرف إلى
الذات عن الموضوع فيتغنى بمشاعر جزئية ذاتية، ويغفل المشاعر الكلية الانسانية،
ولعل النزعة الفلسفية في النفور من الجزئيات والتعلق بالكليات كانت على انصراف
الاغريق إلى الشعر الملحمي عن الغنائي، فالملحمة ادب موضوعي .... الفعل الانساني
على نحو منظم خاضع لقانون الاحتمال والضرورة بغية تطهير النفس من انفعالاتها
الضارة، اما الشعر الغنائي فتغلب عليه محاكاة المشاعر الفردية على نحو يفضي إلى
الجزئية، بل انه قد يفضي ايضاً إلى ضرب الجمود لابتعاده عن محاكاة الفعل الممكن
بما يعنيه من تطور وشمول ولا سيما إذا لاحظنا اصرار "ارسطو" على أن
"عمل الشاعر ليس رواية ما وقع بل ما يجوز وقوعه، أو ما هو ممكن على مقتضى
الرجحان والضرورة) (10). وهذا الامر هو ما يجعل الشاعر ذا نظرة فلسفية
شاملة، اما ما فعله الانسان ــ وليس ما يمكن ان يفعله ــ أو ما حل به، فإنما هو
امر جزئي محض (اما الجزئي فهو مثلاً ما فعله "الكبيادس" أو ما حل به)
(11) وهكذا ينتهي "ارسطو" إلى ان الشاعر الحق هو ذلك الذي يحاكي
الافعال: (ان الشاعر ــ او الصانع" بويتيس" ينبغي ان يكون اولاً صانع
القصص قبل ان يكون صانع الأوزان، لأنه يكون شاعراً بسبب ما يحدثه من المحاكاة، وهو
أنما يحاكي الافعال) (12).
ولا ريب أن محاكاة
الفعل تجعل من الشاعر كائنا مبدعاً، لأن الفعل يمثل حركة الوجود الدائبة، ومحاكاته
انما هي ضرب من معرفته، بيد ان هذه المعرفة جوهرية وشاملة من حيث تصورها لما يمكن
ان يكن، ولي لما هو كائن، وكأن الشاعر بخياله النافذ في أغوار الطبيعة انما يعيد
ــ بإدراكه الشامل لجوهر الفعل الانساني ــ تركيب الأشياء على نحو مبدع، فهو في
طوافه بالطبيعة لا يمسك بمرآة يجلو فيها ظواهر الاشياء، ولكنه يجعل من ذاته بؤرة
تتشكل فيها الواح الطيف على نحو ما تتشكل في قوس قزح، فقوس قزح هو من الطبيعة
ولكنه ليس الطبيعة ذاتها.
ولكن، كيف تكون
المحاكاة معرفة؟ ان ارسطو يرجع في تفسير ذلك إلى البحث في الطبيعة الانسانية،
فالمحاكاة بما تورثه من لذة انما هي امر فطري اخذ يرقى شيئاً فشيئا، حتى ارتجل
الشعر، وذلك قبل ان ينقسم تبعا لأخلاق قائليه إلى مأساة وملهاة بقول ارسطو : (ان
المحاكاة امر فطري موجود للناس منذ الصغر، والانسان يفترق عن سائر الاحياء بأنه
أكثرها محاكاة ، وانه يتعلم اول ما يتعلم بطريق المحاكاة، ثم أن الالتذاذ بالأشياء
المحكية امر عام للجميع، ودليل ذلك ما يقع فعلاً : فاننا نلتذ بالنظر إلى الصور
الدقيقة البالغة للأشياء التي نتألم لرؤيتها كأشكال الحيوانات الدنيئة والجثث
الميتة . . . واذا كان وجود المحاكاة لنا امرأ راجعاً إلى الطبيعة وكذا وجود
الايقاع والوزن (وبين ان الاعاريض اجزاء للأوزان) فإن من كانوا مجبولين عليها منذ
البدء، قد اخذوا يرقون بها قليلاً قليلا حتى ولدوا الشعر من الأقاويل المرتجلة، ثم
انقسم الشعر تبعاً لأخلاق الافراد من قائليه)(13). وربما كان ذلك يشير
إلى ان الشعر الغنائي يمثل طفولة أو المرحلة التي تقدمت مرحلة الشعر الموضوعي،
ولعل هذا ما يفسر اعراض "ارسطو" عنه لأنه ينسجم في ذلك مع مبدئه القائل:
انه إذا كانت المحاكاة هي جوهر الشعر، فان الفعل هو جوهر المحاكاة، وتبعا لذلك فان
الشعر الغنائي الذاتي يقصر عن الشعر الملحمي الموضوعي من حيث افتقاره إلى العنصر
الجوهري في المحاكاة، وهو العنصر الذي يفرق بين المؤرخ والشاعر، ويقترب بالشاعر من
الفيلسوف اذ يتيح له إلا يكون نسخة من الطبيعة بل يجعل الطبيعة نسخة منه (وبذلك
تظل الطبيعة نموذجاً للفن، ومعياراً له، وان أكملها الفن بوسائله فالفن يجمّل
الطبيعة ويزودها ويهذبها) (14).
وثمة امر آخر
يجلوه لنا "ارسطو" وهو ان الفن أو الشعر ينبغي أن ينشد الحقيقة، بيد ان
"ارسطو" يبيح للشاعر ان يصور الحقيقة بحسب مقدرته الفنية وبحسب تصوره
للممكن، والمحتمل، والمستحيل، مطالباً اياه فقط بالبقاء ضمن المألوف، لأنه اذا
كانت المحاكاة تتعلق بالأفعال الانسانية، فان التصوير الصادق لهذه الافعال عن طريق
حكاية نتائجها الضرورية او المتحملة يجعل من الشعر تعبيراً موضوعياً يبدو بعيداً
عن ذات الشاعر، ولعل هذا المبدأ هو الذي افضى إلى القول بالوحدة العضوية للعمل
الشعري، تلك الوحدة القائمة بمقتضى الضرورة أو الرجحان، المعبرة عن فعل واحد تنظم
اجزاؤه بحيث لا يمكن نزع احدها واذا كان "افلاطون" قد سبق إلى القول بأن
كل حديث يجب أن يكون على شكل كائن حي، فان "ارسطو" أيضاً ذهب إلى ان
المحاكاة الروائية ينبغي (ان تدور حول فعل واحد تام مكتمل له اول ووسط وآخر، حتى
تكون كالحيوان الواحد التام)(15). وهو ينص كذلك على أن جميع الفنون
إنما تحاكي موضوعا واحدا وليس الرواية وحدها:(فكما أنه في سائر الفنون المحاكية
تكون المحاكاة الواحدة لموضوع واحد كذلك يجب في القصة ــ من حيث هي محاكاة عمل ــ
ان تحاكي عملاً واحداً، وان يكون هذا العمل الواحد تاماً، وان تنظم اجزاء الافعال
بحيث انه لو غير جزء ما او نزع لانفرط الكل واضطرب، فان الشيء الذي لا يظهر لوجوده
أو عدمه أثر ما ليس بجزء للكل) (16). واذن فإن ارسطو يرى أن كل فن يقوم
على المحاكاة ينبغي ان يحاكي موضوعاً واحداً، وهو ما لم يدركه النقاد العرب تماماً
ــ كما سنرى ــ على الرغم من أن منهم من ذهب إلى ان القصيدة تشبه الكائن الحي
أيضاً.
وربما غدا واضحاً
الآن ان الفارق الجوهري بين "افلاطون" ومن مرتبة التقليد الاصم للطبيعة
إلى مرتبة الابداع الحي، فجعل الشعر بذلك أفضل تعبير عن مكنونات الطبيعة
الانسانية، اما علة هذا الفارق فهي ان "افلاطون" جعل الشعر عدوا للفلسفة
بينما جعله "ارسطو" صديقاً لها.
_____________
(1) كتاب ارسطو في
الشعر: ترجمة الدكتور شكري عياد مع دراسة لتأثيره في البلاغة العربية دار الكتاب
العربي، القاهرة 1967، ص64.
(2) جان ماري
جويو: مسائل فلسفة الفن المعاصرة، ترجمة الدكتور سامي الدروبي دار اليقضة العربية
الطبعة الثانية دمشق 1965، ص 128.
(3) النقد الأدبي
الحديث: ص297.
(4) الدكتور شوقي
ضيف: في النقد الأدبي، دار المعارف، الطبعة الثالثة ص18.
(5) المصدر نفسه:
ص18-19.
(6) كتاب ارسطو في
الشعر: ص29-30
(7) المصدر نفسه: ص30
(8) انظر: النقد الادبي الحديث: ص51.
(9) المصدر نفسه: ص54.
(10) كتاب ارسطو
في الشعر: ص64.
(11) المصدر نفسه:
ص64.
(12) المصدر نفسه:
ص66.
(13) كتاب ارسطو
في الشعر: ص36-38.
(14) النقد الأدبي
الحديث: ص57.
(15) كتاب ارسطو
في الشعر: ص130.
(16) المصدر نفسه: ص62-63.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|